على حمدى الجمال.. صاحب مدرسة الصحافة النبيلة
من الصحفيين الشرفاء وأطلق عليه زملاؤه نبيلا في بلاط صاحبة الجلالة، تميز بالبساطة والوسطية، يتحدث اللغتين الإنجليزية والفرنسية بطلاقة،وبدأ على حمدى الجمال ـ رحل في مثل هذا اليوم 11سبتمبر 1979 ــ حياته الصحفية محررا بجريدة "الزمان المسائية "التي كان يرأس تحريرها خاله الصحفى جلال الدين الحمامصى.
وبعد ذلك التحق الصحفي "على حمدى الجمال" بالعمل محررا بدار أخبار اليوم حتى وصل إلى منصب نائب رئيس التحرير،ومنها انتقل للعمل رئيسا لتحرير وكالة انباء الشرق الأوسط.
رئاسة تحرير الاهرام
عمل على حمدى الجمال بجريدة الأهرام حتى أصبح رئيسا لتحريرها عام 1975،حيث اختاره الصحفى محمد حسنين هيكل لسانده في مهامه حين تولى إدارة الاهرام لثقته الشديدة فيه، فعينه مديرا للتحرير عام 1957،وأصبح في الاهرام مديران للتحرير نجيب كنعان الذى امضى عشر سنوات مديرا للتحرير وعلى حمدى الجمال ،لأول مرة في تاريخ الاهرام.
قام الجمال بتغطية أخبار مجلس قيادة الثورة وصعد سلم الصحافة حتى وصل الى رئيس مجلس إدارة الاهرام خلفا ليوسف السباعى بعد اغتياله، وأصبح في نفس الوقت رئيسا للجنة تنظيم الصحافة وتحويلها إلى سلطة رابعة.
مصنع الالبان
تخرج على حمدى الجمال في كلية الزراعة ودرس بمعهد الصحافة وتخرج نه عام 1949، وفور تخرجه عمل في مصنع البان وعن هذه البداية يقول الجمال:
مارست في البداية مهن غريبة جدا منها مهنة صناعة الألبان، عملت فيها كمحترف وفى الصحافة كهاو،ثم تركت صناعة الألبان واتجهت إلى صناعة الأخبار والصحافة عموما فبدأت العمل صحفيا في أخبار اليوم حتى عام 1957 مخبر صحفى في مجلس الوزراء ومجلسى الشيوخ والنواب، ثم خرجت من أخبار اليوم الى وكالة انباء الشرق الأوسط ثم إلى الأهرام حيث بدأت العمل محررا سياسيا،.تعلمت كثيرا من الاساتذة جلال الحمامصى ومصطفى أمين حسنين هيكل، لكن كامل الشناوى على الأخص كان بالنسبة لى مدرسة كبيرة، كان مدرسة في التاريخ والأدب والسياسة والفن وليس في الصحافة فقط.
حصل الجمال على حب وتقدير واحترام زملاءه الصحفيين داخل الاهرام وخارجها،وعندما رشح نفسه نقيبا للصحفيين عام 1971 منافسا للصحفى موسى صبرى فاز في انتخابات الإعادة واصبح نقيبا للصحفيين.
انتخب للمرة الثانية نقيبا عام 1978 منافسا هذه المرة لصديقه وقريبه جلال الدين الحمامصى وحصل على 297 صوتا مقابل 238.
كراهية السادات
اعتبره الرئيس السادات عدوا له واعتباره من رجال هيكل في الاهرام حتى انه كان يقول ان الاهرام في عهد الجمال كانت تدار من عزبة هيكل في برقاش،طلب منه وهو نقيب أن يفصل من عضوية النقابة عددا من الصحفيين وحرمانهم من ممارسة المهنة الذين كانوا يقيمون بالخارج ويعارضون السادات بل ويهاجمونه، ومنهم محمود أمين العالم، غالى شكري، محمود السعدنى، سعد زغلول فؤاد والشاعر أحمد عبد المعطى حجازى وغيرهم.
وعارض الجمال فكرة استصدار قرارات فصل الصحفيين من النقابة ووافقه مجلس النقابة بالإجماع.
محطة النهاية
في 11 سبتمبر 1979 رافق الجمال حسنى مبارك وكان نائبا للرئيس في رحلة الى واشنطن لتسليم رسالة من السادات الى كارتر، واثناء الحوار معه على الطائرة ابلغ مبارك الجمال قرار السادات بعزله من الاهرام إدارة وتحريرا بسبب علاقته بهيكل، وبعد وصول الطائرة واشنطن أصيب الجمال بالإجهاد وأثناء تواجده مع صديقه محمد حبيب مستشارنا الثقافي في واشنطن على احد المقاهى سقط الجمال على الأرض وفارق الحياة.
واستطاع السفير اشرف غربال منع تشريح جثمان الجمال هناك واسرع بإحضار الجثمان الى القاهرة ليخرج في جنازة كبيرة زادت عن خمسة الاف من المشيعين.