رئيس التحرير
عصام كامل

بعد خسارة إخوان المغرب.. هل ساهمت السوشيال ميديا في إسقاط مشروع الإسلام السياسي؟ ‏

 خسارة الإخوان في
خسارة الإخوان في المغرب الانتخابات البرلمانية

تعيش تيارات الإسلام السياسي أصعب أيامها، تحتضر حاليا بعد خسارة الإخوان في المغرب الانتخابات البرلمانية بهزيمة تاريخية، أنهت ‏ترؤسها للحكومة بعد ما يقرب من 10 سنوات في السلطة، بجانب حالة الحظر المؤقت التي تعيشها الجماعة في تونس بعد الضربة المزدوجة التي طالتها ‏من الرئيس قيس سعيد نزولا على رغبة المواطنين، الذين طالبوا الرئيس بعزلهم وإبعادهم عن السلطة. ‏


المثير أن تيارات الإسلام السياسي لم تعد قادرة على المناورة في فرض مشروعها، أو لي عنق الحقائق، كما لم تعد قادرة على اللعب ‏بالدين لترجيح كفتها كما كانت دائما، وهو ما يراه البعض من أفضال التكنولوجيا الحديثة، التي سمحت بتسجيل المواقف ‏والإطلاع على أحوال البلدان الآخرى، كما سمحت بالإطلاع على أراء آخرى تنفد مشروع الإخوان وتهدمه من أساسه. ‏


فشل الإسلاميين ‏


وفي هذا السياق قال توفيق حميد، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية: إن الإسلام السياسي فشل في جلب الرخاء للشعوب ‏التي ‏سيطر عليها، فمن طالبان في أفغانستان وداعش بالعراق وسوريا إلى منظمة الشباب في الصومال وغير ذلك من ‏الحركات ‏الإسلامية المتطرفة، لم ير الناس غير البؤس والدمار والفقر والعوز.‏


وأضاف: انهارت أمامهم فكرة أن "الإسلام هو الحل" التى تبنتها منظمة الإخوان الإرهابية في القرن الماضي، موضحا ‏أن ‏الكثيرين حتى الآن لاينسون وعد الإسلاميين للشعوب الإسلامية الفقيرة في الثمانينيات والتسعينيات بأن البلاء أو ‏الفقر ‏وغلاء الأسعار سيختفون إذا لبست النساء الحجاب. ‏


تابع: لبست النساء الحجاب حتى يتحقق الوعد بانتهاء الفقر والبلاء ولم تزداد هذه الشعوب شيئا بعد ذلك إلا المزيد ‏من ‏الفقر والبلاء، لافتا إلى فشل ظاهرة "الصحوة الإسلامية" في تحسين أخلاق الناس.‏


استطرد: لم ير أحد بعد هذه الظاهرة التي ‏انتشرت في أواخر السبعينيات إلا زيادة مجنونة في معدلات التحرش بالنساء في ‏الشوارع وفي استخدام الألفاظ البذيئة ‏والنابية وانهيار العديد من القيم المجتمعية مثل الأمانة والصدق والوفاء والإخلاص. ‏

 

انتشار الإنترنت 


واستكمل: انهارت صورة المتدينين الإسلاميين بعد استخدامهم لأقذر وأحط الكلمات البذيئة ضد من يخالفونهم في الفكر، ‏فلا ‏ينسى أحد الداعية الإخواني "وجدي غنيم" وهو يستخدم أقذر شتائم يمكن للإنسان أن يتصورها في تعامله مع ‏الآخرين. ‏ومن الصعب بل من المستحيل ذكرها. ‏


أضاف: انتشار الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى سمح بتداول بشاعات الإسلاميين، ورؤية فظائع "الإرهاب" في ‏العديد ‏من الدول الإسلامية، وكيف يتم تبريرها باسم الدين من قبل الجماعات التكفيرية وغيرها من الذين يبررون ‏العنف ‏والوحشية باستخدام أحاديث منسوبة للنبي.‏

اختتم حميد مؤكدا أن هذا الاضطراب نجح في إحداث هزة شديدة عند الكثير من الناس عن حقيقة الحركة ‏الإسلامية، على ‏حد قوله.‏

 

الجريدة الرسمية