لقاح كورونا بتعليمات رئاسية.. زعماء العالم يفرضون الأمر الواقع على الشعوب
بدأ زعماء العالم بفرض تلقى لقاح كورونا على شعوبهم، فى ظل عزوف أعداد كبيرة من المواطنين عن تلقى اللقاحات بأنواعها المختلفة، خشية الإصابة بأمراض مستقبلية أو التعرض للموت، بعدما انتشرت نظريات المؤامرة المرتبطة باللقاحات وعززها التراخيص الطارئة التى حصلت عليها الشركات.
وبالرغم من حالة الغضب التى اجتاحت فرنسا عقب قرار الرئيس إيمانويل ماكرون، بفرض التلقيح الإجباري على الفرنسيين، لم يجد الرئيس الأمريكى، جو بايدن، مناصا من اتخاذ ذات القرار.
قرار بايدن
وفى هذا السياق أعلن البيت الأبيض، مساء أمس الخميس، أن الرئيس جو بايدن قرر فرض إلزامية التلقيح أو الفحوص الدورية الأسبوعية للعاملين في شركات تضم 100 موظف أو أكثر، وذلك في إطار تعزيز جهود احتواء المتحورة دلتا من فيروس كورونا.
وجاء في بيان الرئاسة الأمريكية، أنه يتعيّن على الشركات أن تضمن أن قواها العاملة ملقّحة بالكامل أو أن تطلب من العمال غير الملقّحين إبراز نتيجة فحص سلبية الأصابة بشكل أسبوعي على الأقل.
وسيطال التدبير نحو 80 مليون شخص وسيضاف إلى إجراءات أخرى مفروضة على موظفي المؤسسات الفدرالية، وإلى تدابير جديدة مفروضة على العاملين في المستشفيات التي تتلقى تعويضات الرعاية الصحية الفدرالية.
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد أعلن فى يوليو الماضى، إلزام جميع العاملين في المؤسسات الصحية في فرنسا بتلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا، سواء كانوا من مقدّمي الرعاية أم لا، وكذلك الحال للأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
تعليمات ماكرون
وقال ماكرون حينها، إن هؤلاء الأشخاص "أمامهم حتى 15 سبتمبر لتلقي اللقاح قبل دخول الإجراءات العقابية حيز التنفيذ".
كما أعلن ماكرون، اعتماد "الشهادات الصحية" للدخول إلى المطاعم وبعض وسائل النقل اعتبارا من أغسطس المقبل سعيا لحض الفرنسيين على تلقي اللقاح المضاد لكورونا.
إلزامية التلقيح شقت طريقها أيضا في بعض البلدان مثل طاجيكستان التي فرضت التطعيم على كل من تزيد أعمارهم على 18 سنة، وتركمانستان التي اشترطت على البالغين أخذ جرعتي اللقاح "ما لم يكن هناك مانع طبي".
وفي الفاتيكان أصدرت السلطات مذكرة في الثامن من فبراير الماضي تلزم جميع السكان والموظفين داخل هذه الدولة التي تعدّ الأصغر في العالم بأخذ اللقاح، كما فرضت عقوبات على المخالفين قد تبلغ حد الفصل من الوظائف.
إيطاليا: ألزم مرسوم صادر في 25 مايو الماضي الأطباء والعاملين في القطاع الصحي بالتطعيم ضد كورونا وإلا سيمنعون من مزاولة أي نشاط فيه اتصال مباشر بالمواطنين. وقد طعن نحو 300 موظف إيطالي بالقطاع الصحي في هذا القرار.
المملكة المتحدة: أعلنت الحكومة البريطانية في 16 يونيو الماضي أنها ستجعل التطعيم الكامل ضد فيروس كورونا إلزاميا على جميع الأشخاص الذين يعملون في دور التقاعد، بما في ذلك الموظفون غير الطبيون مثل مصففي الشعر واختصاصيي التجميل والمتطوعين الذين سيحتاجون إلى تطعيم كامل بحلول أكتوبر المقبل إذا رغبوا أن يواصلوا عملهم هناك، ولكن هذا الإجراء لم يقرّه البرلمان بعد.
وفى روسيا رغم معارضة الرئيس فلاديمير بوتين إلزامية التطعيم على المستوى الوطني، فإن عمدة العاصمة موسكو أصدر في 16 يونيو الماضي مرسوما يقضي بالتطعيم الإجباري لجميع الموظفين في قطاع الخدمات. ومن المقرر أن يحصل نحو مليوني شخص، في حين قامت كيانات محلية أخرى منها مدينة سان بطرسبورغ ومنطقتها باتخاذ تدابير مماثلة.
كازاخستان: في الأول من يوليو أمرت الحكومة الكازاخية بالتطعيم الإجباري لمعظم الموظفين الذين يتعاملون مع مواطنين آخرين مؤكدة أن أي شخص يرفض تلقي اللقاح سيُمنع من التواصل معهم.
جمهورية فيجي الواقعة بالمحيط الهادي جعلت التطعيم إلزاميا على كل العاملين في القطاعين العام والخاص. وسيتعين على أي موظف لم يتلق الجرعة الأولى من اللقاح بحلول 15 أغسطس الماضى، أن يأخذ إجازة رسمية وقد يكون عرضة للطرد النهائي إن لم يأخذ الجرعة الثانية من اللقاح في أجل أقصاه الأول من نوفمبر، أما في القطاع الخاص فيتعين على الموظفين تلقي الجرعة الأولى بحلول الأول من أغسطس.
الحرمان من الترفيه
وفي بعض البلدان لا يعدّ اللقاح إلزاميا بصورة رسمية لكن القيود المفروضة على غير المطعمين ترقى إلى درجة الإلزامية الكاملة تقريبا.
على سبيل المثال المملكة العربية السعودية، أعلنت في 18 مايو الماضى، أن التطعيم سيكون إجباريا اعتبارا من أغسطس الماضى،ـ لدخول المؤسسات الحكومية والخاصة، بما في ذلك مرافق التعليم والترفيه وكذلك وسائل النقل العام، ولن يتمكن من العودة إلى أماكن عملهم الرسمية في القطاعين العام والخاص إلا الموظفون الملقحون، كما فرضت الإمارات والكويت الأمر من خلال منع السفر أو الوصول بدون الحصول على اللقاح.