رئيس التحرير
عصام كامل

على دراجة بخارية.. لبنانيات يحاولن مواجهة أزمة نقص البترول|صور

مبادرة موتو تاكسي
مبادرة موتو تاكسي للنساء في لبنان

ظاهرة جديدة اجتاحت شوارع العاصمة اللبنانية لفتيات يقدن دراجات نارية فبعد أن كان هذا المشهد نادرًا أصبح اليوم أمرًا مألوفًا لأسباب عدة على رأسها أزمة نقص المواد البترولية وارتفاع سعره.

مبادرة موتو تاكسي للنساء

قبل سنة ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بصورة رنا كرزي، التي أطلقت مبادرة "موتو تاكسي للنساء"، وبين مؤيد ومعارض لها هي اليوم مستمرة في المهنة التي اختارتها لنفسها، لا بل تعمل على تدريب الفتيات اللواتي اتخذن قرار قيادة الدراجات النارية بعد أزمة الوقود والطوابير أمام محطات المحروقات.

والأمر كما قالت لا يقتصر على الشابات: "بل إن نساء في الأربعين والخمسين من عمرهن يتواصلن معي ويخضعن لدروس في القيادة التي تحتاج إلى ما يقارب أسبوع وعشرة أيام ليصحبن قادرات على الانطلاق في هذا العالم، الذي يسمح في ظل الأزمات التي يمر بها لبنان بالتخفيف من استخدام البنزين، وتفادي زحمة السير، والبحث عن مكان لركن السيارة".

 

وعن كيفية تأمين رنا (30 سنة)، لديها ابن وابنة، للمحروقات لتتمكن من تلبية طلبات الزبائن، أجابت: "بصعوبة، هناك محطات ترفض تعبئة البنزين للدراجات النارية، لذلك أحاول أن أختصر تحركاتي في هذه الأيام على زبائني الخاصين".

من جانبها، بدأت ريان المدور (22 سنة)، وهي طالبة جامعية، الطريق نفسه، إذ تعلمت قبل شهر قيادة الدراجة النارية.

 

 حكرًا على الشباب

وقالت ريان: "لم تحل الفكرة لعائلتي خاصة لأشقائي، اذ يعتبرون أن قيادتها حكرًا على الشباب، لكن لن أذعن لهم، اشتريت واحدة وها أنا أقودها، فلن يعود بإمكاني أن أتحمل مشقة الانتظار على محطات المحروقات لتعبئة سيارتي بالبنزين، سأختصر الأمر بشراء جالون من السوق السوداء وأصل إلى حيث أريد".

المهندسة نور ماضي (31 سنة) واحدة من الشابات اللواتي دفعهن الوضع في لبنان إلى تفضيل قيادة الدراجة النارية على السيارة.

 

وقالت نور: "الزحمة الخانقة، وعدم توفر أماكن لركن السيارة، كل ذلك كان خلف قراري بأن أبدأ قيادة الدراجة النارية قبل خمس سنوات".

 

وفيما إن واجهت معارضة من قبل عائلتها أجابت: "في البداية نعم، لكن مع الأيام تقبلوها، لا بل أصبحت (دليفري) العائلة كون التنقل أصبح سهلًا بالنسبة لي".

 الدراجة النارية

وعن صعوبات قيادة الدراجة النارية أجابت: "تدربت مع صديقي لوقت قصير وبعدها سارت الأمور على ما يرام"، وفيما إن كانت تحرص على ارتداء ملابس الحماية أجابت: "أختصر الأمر على الخوذة والقفازات أما جاكيت الحماية لا أرتديه بسبب الطقس الحار".

 

أما المهندسة موني الخطيب فقد سبقت العديد من الفتيات وبدأت قيادة الدراجات النارية منذ سنة 2008، والأمر لا يقتصر على قيادة الدراجات الصغيرة بل الكبيرة كذلك، وهي تقوم كما قالت لـ"العين الإخبارية" بسباقات مع أصدقائها وتغلبهم في أوقات عدة.

 

وشرحت: "بدأ شغفي بالدراجات النارية عندما قمت مع صديقي بجولة صغيرة على دراجته، عندها قررت أن أبدأ أنا بالقيادة، وبالفعل اشتريت دراجة نارية صغيرة، تعلمت عليها بمفردي، ليتطور الأمر واشتري دراجة كبيرة، علمني صديقي على قيادتها".

وتابعت: "والدي عميد في الجيش اللبناني لا يعلم إلى الآن أني أقود دراجة كبيرة فهو كأي والد يخشى على ابنته، كما أن والدتي رفضت الفكرة بداية لكن الآن تجلس خلفي لإيصالها إلى المكان الذي تقصده، أغلبية محيطي شجعني على قيادة الدراجة النارية والآن هناك عدد كبير من الفتيات اللواتي يقدنها".

 

بسبب الأزمات التي يمر بها لبنان لا تستخدم موني سيارتها الآن إلا في المناسبات: "أقضي مشواري على دراجتي الصغيرة، حيث أوفر وقتًا ومحروقات ولا أعاني لركنها".

تجارة بيع الدراجات النارية في لبنان

نشطت في الآونة الأخيرة تجارة بيع الدراجات النارية في لبنان، وبحسب ما قاله محمد العرب، الذي يملك محلًا لبيعها: "الدراجات المطلوبة هي التي سعرها أدنى من 800 دولار، وقد تضاعف مبيعها نحو ثلاث مرات، في حين إن الدراجات الأغلى انخفض مبيعها بنسبة كبيرة"،

 

وأضاف: "اللافت أن الفتيات أصبحن يقبلن على شراء الدراجات النارية، وقد بدأت التدريب على القيادة، إذ إن المدة التي يحتجنها تتوقف على مدى شجاعة كل منهن، بعضهن يحتاج لساعتين فقط والبعض الآخر نحو أسبوع بمعدل ساعة أو ساعتين في اليوم".

الجريدة الرسمية