رئيس التحرير
عصام كامل

بعد شاب دمنهور.. التنبؤ بالموت صدفة أم حسن خاتمة.. أستاذ شريعة إسلامية يجيب

الشاب هاني المتوفي
الشاب هاني المتوفي

هل التنبؤ بالموت علامة على صلاح الإنسان؟ أم أن ذلك مجرد مصادفة أن تتنبأ بعض الأشخاص بموعد وفاتهم، وتتحقق المصادفة فيظن البعض أنها نبوءة تدل على حسن الخاتمة.

الأسئلة السابقة وغيرها تدور في أذهان الكثيرين بعد تنبؤ عدد من الأشخاص بموعد وفقاتهم، وتحقق النبؤة، وكان آخرهم شاب من مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، وتسعى “ فيتو ” في التقرير التالي الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها، وذلك من وجهة نظر الدين.

 

الشاب هاني

الشاب هاني إبراهيم، تنبأ بوفاته قبل 48 ساعة عبر فيديو بثه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، وتسببت وفاته حالة من الحزن على عدد من أهالي مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة.

 

ويقول رامي توفيق، صديق هاني، إنه تنبأ بوفاته عبر مقطع الفيديو الذي بثه قبل يومين، مشيرا إلى أنه الفيديو الأول له، ما أثار حالة من الذعر عقب نبأ وفاته صباح اليوم.

 

وتابع «توفيق» أنه متزوج ولديه طفل، حيث كان يعاني منذ فترة من بعض أمراض القلب والتي أجرى على إثرها عملية تركيب دعامة، وتعافي عقب ذلك، إلا أنه شعر ببعض الآلام صباحا توفي على إثرها.

 

مظهر أبو النجا

أكبر مثال على ذلك، قصة الفنان «مظهر أبو النجا»، الذي توفى داخل أحد مستشفيات المهندسين بعد فترة صراع مع المرض، وقبل ذلك اتصل بشقيقته الحاجة نجاة، وأوصى بأن تكون مراسم دفنه متواضعة دون وجود أي مظاهر للافتخار والتكلف، كما طالب بدفنه في مدافن العائلة، بجوار والدته ووالده.

 

وكشفت الحاجة نجاة، أن الفنان الراحل قال لها إنه سيكون أول الراحلين من العائلة بعد وفاة والدته منذ 5 شهور، مؤكدًا أنه سيموت بعد وفاتها مباشرة، وأمر بتجهيز مقبرته على نفقته الشخصية، قبل وفاته بأيام على أن يتم وضع جثمانه في نعش المسجد الكبير بقرية "أبو فودة"، ولا يتم تشييعه في صندوق الإسعاف التابعة لوزارة الصحة، وأن يُنقل ويُدفن وفقًا لتقاليد القرية وتعاليم الشريعة الإسلامية.

 

أحمد خالد توفيق

«كان من الوارد جدا أن يكون موعدا فنيا هو الأحد 3 أبريل بعد صلاة الظهر»، جملة عابرة كتبها الروائي أحمد خالد توفيق في عام 2012 أي قبل 6 سنوات في إحدى مقالاته بعنوان «أماركورد» تنبأ فيها بيوم وفاته وموعد دفنه، وشاء القدر أن تتحقق كما لو كان يرى يوم وفاته أمام عينيه حين كان ممسكا بقلمه لكتابة هذه الكلمات.

 

ففي 2 أبريل 2012، عاد إلى منزله مرهقًا، وفجأة اختلت ضربات قلبه، وإذا به سقط مغشيا عليه على الأرض، ونقل إلى المستشفى، وذكر صعوبة هذا اليوم في مقال له، قال فيه: «عندما رقدت على الفراش أخيرًا ووضعوا الأقطاب على صدري عرفت أن الوضع خطير جدًا.. قناع الأكسجين.. القسطرة.. الوجوه الساهمة من حول الفراش.. لكني غير مهتم.. لا أريد سوى النوم»، تلك المقولة التي اختتمها باحتمالية وفاته في 3 أبريل هي ما حدث إذ تم دفنه في مسقط رأسه بطنطا.

 

شعور داخلي

قال حمد الله الصفتي، عضو رابطة خريجي الأزهر، إن هناك دلائل وشعور داخلي ينتاب المتوفى قبل الوفاة بـ40 يومًا، وهو ما كشفه الإمام السيوطي في كتابه أحكام الموتى والقبور، موضحًا أن هناك دلائل تظهر لأي شخص ولا يشترط اقترابه من الله، ولكن تختلف تلك الدلائل بين شخص وآخر، بأن هناك أشخاصًا لديهم قدرات على اكتشافها، فيما تضعف قدرات البعض الآخر.

 

أمر وارد

ومن جانبه، علق "عبد الحليم منصور" وكيل كلية الشريعة والقانون بالأزهر قائلًا «أمر وارد»، مضيفًا: "أنه رغم عدم وجود نصوص قرآنية أو دلائل من السنة النبوية على ذلك، إلا أن أهل الالتزام والصالحين يعطيهم الله رسائل معينة، بإحساس وشعور بقرب الرحيل، من خلال علاقة بين الإنسان وخالقه، وشاهدنا الكثير من قصص الصحابة والمسلمين في هذا القبيل".

 

وعن تغير تحركات الشخص قبل وفاته وبعض الإجراءات التي يتخذها مع قرب الأجل، قال وكيل كلية الشريعة والقانون بالأزهر، إنها مجرد تخوفات لا أساس علمي لها، وصدف تجمعت مع بعضها البعض، ولكن لا يعني ذلك أن تخلق تلك الصدف قاعدة عامة.

الجريدة الرسمية