رئيس التحرير
عصام كامل

اقتلوهم!


ربما كان أصعب مقال نكتبه منذ بدأنا الكتابة..
لا نعرف من أين نبدأ أو عمن نكتب.؟

ما جري أمس شىء مذهل وعمل عظيم.. هل نكتب عن جمال عبدالناصر مثلا الذي اقتص له رب العالمين من الجماعة التي كذبت عليه ولفقت التهم والأباطيل وغسلت عقول الملايين كذبا وزورا.. فذهبت الجماعة نفسها وأصبحت الأكثر كراهية في مصر؟ أم نكتب عن شعب مصر العظيم.. المتحضر.. الواعي؟ أم نكتب علي شباب الثورة الشرفاء الأحرار الأبطال الذين تركوا أعمالهم وبيوتهم وتفرغوا منذ عام أو يزيد لتصحيح مسار الثوره المنحرف؟ أم نكتب عن حركة تمرد وفرسانها الأبطال الذين كتبوا تاريخ مصر من جديد؟ أم نكتب عمن دفعوا الثمن غاليا لإنجاح الثورة وإسقاط الإرهاب وتجار الدين؟ أم نكتب لنحلل المشهد كله كما يطالبنا أو كما ينتظر البعض؟

الحيرة كبيرة.. حسمناها علي الفور.. قررنا أن نكتب عن كل ما سبق تباعا إن شاء الله ذلك.. لكن نكتب اليوم عن الشهداء.. شهداء ثورة 30 يونيو.. المقال الأول بعد نجاحها من نصيبهم .. عن الذين خرجوا لبناء مجد أمتهم.. وإعادة وطن يتمزق بين طائفية بغيضة وتطرف جاهل متخلف يجرف في طريقه بلدا عريقا وحضارة أنارت كوكب الأرض.. فاستشهدوا برصاص وأسلحة الغدر والإرهاب الجبان.. قتل بعضهم ليلة الفرح.. إثني عشر قتيلا في ليلة الانتصار وحدها مع مئات الجرحي.. في سوهاج والفيوم وشبرا وأسيوط والإسكندرية.. عند الأخيرة نتوقف قليلا.. لنودع نها..ابنة الاسكندرية الجميلة.. خرجت لتفرح مع الفرحين.. استوقفوها وهي في طريق السعادة.. تري مستقبلها ومستقبل بلادها عن البعد.. حطموا سيارتها.. صرخت.. عاجلوها بضربة سيف علي الرأس.. انفجرت الدماء منها.. انزلوها من السيارة.. بعضهم يجردها من ملابسها.. وبعضهم يحطم سيارتها وعليها شارة "تمرد".. العشرات يعتدون عليها بوحشية ويقولون لها "خلي تمرد تنفعك"!!!!
ولأنهم إرهابيون.. السلطة سعيهم الأساسى.. والإسلام تجارتهم المزيفة.. لم يتوقفوا عن إجرامهم.. أكثر من مائة وخمسة عشر ضربة سيف وطعنة سكين في جسد نها.. التي فارقت الحياة فيما بعد وآخر كلماتها هي أنها حزينة ليس علي أنها ستموت وأنما علي جسدها الذي تعري!!!!
نها ..أشرف من أشرف واحد فيكم..
اقتلوا نها وغيرها.. فقد انكشفتم أمام شعبكم والعالم..
اقتلوهم جميعا.. فقد أعادوا الحياة لوطنهم وبلدهم الذي أحبوه.. وهم أحياء عند ربهم وفي قلوبنا.. وغدا أسماؤهم من نور علي شوارع المحروسة وميادينها!
في جنة الخلد يا نها.. في جنة الخلد.. كل شهدائنا الأبطال الأبرار!
الجريدة الرسمية