القصة الكاملة لفتاوي ترقيع غشاء البكارة... الإفتاء تجيزها في بعض الحالات.. ومبروك عطية: لعبة خداعية
حالة من الجدل، شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ما أثير حول حكم الشرع في ترقيع غشاء البكارة، وذلك بعد خروج فتوى جديدة من دار الإفتاء، تشير فيها إلى أن هناك بعض الحالات التي يجوز فيها إجراء عمليات رتق غشاء البكارة.
لعبة خداعية
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور مبروك عطية، الداعية الإسلامي، إنه لا يوجد علميا ودينيا جملة ترقيع غشاء البكارة.
وأوضح خلال لقائه ببرنامج "يحدث في مصر" الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر بقناة "إم بي سي مصر"، أن الأمر عبار ة عن لعبة خداعية للاحتفال في يوم الزفاف بشرف البنت.
كما أوضح "عطية" إنه من الواجب على الأمهات توجيه نصائح لبناتهن بضرورة الحرص في التعامل مع غشاء البكارة، لافتًا إلى أن كثافة الدورة الشهرية في بعض الأحيان من الممكن أن تفض غشاء البكارة.
وأضاف الداعية الإسلامي، إنه لا يوجد شيء اسمه خيانة زوجية، لكن هي خيانة لله تستوجب طلب المغفرة والاستغفار والتوبة، مطالبا الفتيات بعدم الإجابة على من يتقدم لزواجها ويسألها عن غشاء البكارة.
حكم الشرع في ترقيع غشاء البكارة
من جانبه قال الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية: "إن ترقيع أو رتق غشاء البكارة دار الإفتاء المصرية لها رأي وبحث قديم فيها".
حكم ترقيع غشاء البكارة
وأضاف خلال البث المباشر الذي تقدمه دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ردًّا على سؤال لطبيبة نساء وتوليد تقوم بعمليات ترقيع لغشاء البكارة لفتيات تم التغرير بهن «في بعض الأحوال الترقيع مطلوب، ومشروع أن يكون لفتاة تم اغتصابها أو تم التغرير بها وتريد أن تتوب وتفتح صفحة جديدة، ودار الإفتاء المصرية أفتت بجواز ذلك من باب الستر وليس فيه تغرير بأحد».
وأكد: "الستر مطلوب، وإشاعة الفاحشة في المجتمع مرفوض، والإصرار على إذلال العاصي بمعصيته هذا سد لأبواب الرحمة أمام الناس، وتأييس لهم من رحمة الله، وتشجيع لهم على ممارسة الرذيلة"، موضحًا: "طالما لدي باب مفتوح أقيل به عثرة العاصي وأخذ بيديه فلا بأس في ذلك".
وأوضح: "هناك بعض الحالات حرام فيها شرعًا رتق غشاء البكارة".
رأي الأزهر في ترقيع غشاء البكارة
وعلى مستوى مؤسسة الأزهر قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، ورئيس اللجنة الدينية في مجلس النواب: إن الأصل في الشريعة هو الستر والعفاف؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، وأن إجراء عملية طبية لإعادة غشاء البكارة جائز شرعًا؛ درءًا للمفاسد، وسترًا للأعراض، ويجوز للطبيب فعلها ولو بالأجر، إلا لمَن اشتهرت بالزنا -والعياذ بالله- أو أُقيم عليها الحدُّ فيه فلا يجوز ذلك؛ لانتفاء العلة حينئذٍ، حسب نص رده، بتاريخ عام 2003، والمنشور على موقع دار الإفتاء المصرية.
ومن جانبه قال الدكتور سعيد عامر، رئيس لجنة الفتوى بالجامع الأزهر: إنه لا يجوز للمرأة إجراء عملية ترقيع "غشاء البكارة" في حالة ممارسة الرذيلة، لأن ذلك سيفتح باب المفاسد، ويوقع الطبيب الذي أجرى العملية في وزر.
وأضاف "عامر"، خلال حواره في برنامج "المسلمون يتساءلون"، على قناة "المحور" في وقت سابق، أنه يجوز إجراء العملية في حالة تعرض المرأة للاغتصاب، أو تعرضها لحادث تضطر من خلاله لإجراء مثل هذه النوعية من العمليات.
ترقيع غشاء البكارة
ومن جانبه قال خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: إن غشاء البكارة ليس دليلًا على العفة وعدم الانحراف، مشددًا على أنه لا يجب الاعتداء على كيان المرأة المحترم وربط كرامتها بادعاء وجود غشاء من عدمه.
وتابع خلال برنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "دي إم سي": "نسأل كل أب هل من سيمنع انحراف ابنتك غشاء البكارة أم التربية؟.. غشاء أو دين وضمير؟.. تربي ابنتك على غشاء أو قيم وشرف وخلق وطهارة؟.. إذا لم تكن واثقًا في ابنتك وأهلك من سلوكهم وتدينهم فلا قيمة لأي شيء بعد ذلك".
وأكمل: "نعاني من خطاب إسلامي متخلف، وخطاب علماني متطرف، الأول يرغب في العودة إلى العصور الوسطى والثاني يريد إلغاء الدين نهائيًّا".