إيداع سيدة سممت طفليها في العمرانية مستشفى الأمراض العقلية
أمرت نيابة الجيزة، اليوم الأربعاء، عرض سيدة مريضة نفسيًا في مستشفى الأمراض العقلية تحت الملاحظة بعد قتلها وإصابة طفليها بالتسمم عقب دسها برشاما عبارة عن أدوية طبية لتوأمها في الرضعة وضعت لهما والدتهما أدوية قلب وبروستاتا.
تسمم طفلين توأم على يد والدتهما.. والمستشفى تبلغ الشرطة
كانت الأجهزة الأمنية في الجيزة، قد تلقت إشارة من مستشفى أبو الريش للأطفال في الأول من سبتمبر الجاري، تفيد باستقبالها طفلين توأم في عامهم الرابعة، مصابين بتسمم حاد، وبتوقيع الكشف الطبي عليهم تبين إصابتهم بالتسمم إثر تناولهم مجموعة من الأدوية الخاصة بوالدهم والمخصصة لعلاج القلب والبروستاتا.
ملابسات ولغز إصابة الطفلين
وكشفت تحريات موسعة أجريت في الواقعة برئاسة اللواء مدحت فارس مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، ملابسات ولغز إصابة الطفلين التوأم بالتسمم ووفاة أحدهما وتعرض الأخر لوعكة صحية خطر وإيداعه العناية المركزة بمستشفى أبو الريش.
تفاصيل الزواج
وأوضحت التحريات التي أجريت برئاسة اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أن والد الطفلين بالغ من العمر 79 عاما، توفت زوجته منذ سنوات وتزوج بعدها من شقيقتها وأنجب منها ثم انفصل عنها منذ 8 سنوات.
تعاني من إعاقة ذهنية
كما كشفت التحريات التي أجراها فريق المباحث برئاسة العميد أحمد الوتيدي رئيس قطاع غرب الجيزة، زواج الأب من ابنة مالك العقار القاطن به، والبالغة من العمر 25 عاما "من ذوى الإحتياجات الخاصة" وتعاني من اعاقة ذهنية بنسبة 58%، وأنجب منها طفلين توأم، وأن الأب يتناول أدوية خاصة بأمراض القلب والبروستاتا.
أعطت أقراص أدوية
وتبين من التحريات برئاسة العقيد عمرو حجازي مفتش مباحث الطالبية والعمرانية، تفاصيل ما حدث يوم 1 سبتمبر، حين عاد الأب السبعيني من الخارج فوجد الطفلين في حالة إعياء شديدة، وحينما سأل زوجته العشرينية أكدت له إعطائها أقراص من الأدوية الخاصة به اعتقادا منها بأنها منشطات وفيتامينات لهم.
تقرير المستشفى بحالة الطفلين
وتوجه الأب وبرفقته الأم إلي مستشفي القصر العيني وحال وصوله أخبروه في الطوارئ بأن المستشفى لا يوجد بها أقسام للأطفال في أعمارهم، وقام بالتوجه لمستشفى أبو الريش للأطفال وحال وصوله تم إجراء الفحوصات الطبية للطفلين ومن ثم إيداعهما غرفة العناية المركزة عقب تبين إصابتهم بتسمم حاد بسبب تناول الأقراص.
محضر بالواقعة
وعقب مرور 8 أيام، أخطرت المستشفى الأب بوفاة طفل من الطفلين، وتواجد الآخر في العناية المركزة في حالة خطر، وتحرر المحضر اللازم وتحفظت أجهزة أمن الجيزة على الأم العشرينية وتباشر النيابة العامة في الجيزة التحقيقات.
دور الطب الشرعي
ويعتبر الطب الشرعي هو حلقة الوصل بين الطب والقانون، وذلك لتحقيق العدالة بكشف الحقائق مصحوبة بالأدلة الشرعية.
فالطبيب الشرعي في نظر القضاء هو خبير مكلف بإبداء رأيه حول القضية التي يوجد بها ضحية سواء حيا أو ميتا.
وأغلب النتائج التي يستخلصها الطبيب الشرعي قائمة على مبدأ المعاينة والفحص مثل معاينة ضحايا الضرب العمديين، ضحايا الجروح الخاطئة، ومعاينة أعمال العنف من جروح أو وجود آلات حادة بمكان وجود الجثة، ورفع الجثة وتشريحها بأمر من النيابة العامة.
كما أن الطبيب الشرعي لا يعمل بشكل منفصل وإنما يعمل وسط مجموعة تضم فريقا مهمته فحص مكان الجريمة، وفريقا آخر لفحص البصمات، وضباط المباحث وغيرهم، وقد يتعلق مفتاح الجريمة بخدش ظفري يلاحظه الطبيب الشرعي، أو عقب سيجارة يلتقطه ويحل لغز الجريمة من خلال تحليل الـDNA أو بقعة دم.
وهناك الكثير من القضايا والوقائع يقف فيها الطب الشرعي حائرا أمامها، لأن هناك قضايا يتعين على الطب الشرعي بها معرفة كيفية الوفاة، وليس طبيعتها من عدمه.
ولا يقتصر دور الطب الشرعي على تشريح الجثث أو التعامل الدائم مع الجرائم، ولكنهم يتولون الكشف على المصابين في حوادث مختلفة لبيان مدى شفائهم من الإصابات، وما إذا كانت الإصابة ستسبب عاهة مستديمة، مع تقدير نسبة العاهة أو العجز الناتج عنها.
وفي القضايا الأخلاقية يقوم الطبيب الشرعي بالكشف الظاهري والصفة التشريعية للجثث في حالات الوفيات الجنائية إلى جانب تقدير الأعمار، وكذلك إبداء الرأي في قضايا الوفاة الناتجة عن الأخطاء الطبية.
وفي حالة وجود أخطاء في تقرير الطب الشرعي وعدم توافقها مع ماديات الواقعة وأدلتها "كأقوال شهود الإثبات واعترافات المتهم" فإن القاضي يقوم باستبعاد التقرير أو ينتدب لجنة تتكون من عدد من الأطباء الشرعيين لمناقشة التقرير الطبي الخاص بالمجني عليهم.