"رحلة مروعة عن طريق البر".. تفاصيل "أول إجلاء" لعائلة أمريكية من أفغانستان
في أول إجلاء يتم من أفغانستان بعد انتهاء عملية انسحاب القوات الأمريكية في الحادي والثلاثين من شهر أغسطس الماضي، غادر أربعة أميركيين بأمان البلاد، الاثنين، بحسب ما ذكره مسؤولون لعدد من وسائل الإعلام الأميركية.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية لشبكة سي بي أس نيوز، إن هذا كان أول إجلاء بطريق البر تسهله الوزارة منذ الانسحاب الأميركي، مضيفا أن طالبان كانت على علم بالعملية ولم تعترض طريق الخروج الآمن للأربعة.
فيما كشف عضو مجلس النواب الأميركي، ماركواين مولين، وهو جمهوري من ولاية أوكلاهوما، لشبكة سي أن أن، أنهم كانوا عبارة عن امرأة وأطفالها الثلاثة، وهم من ولاية تكساس.
وقال النائب الذي يساعد أعضاء منظمة أميركية غير ربحية كانت تعمل في أفغانستان للخروج من البلاد، إنه تحدث مع المرأة عدة مرات يوم الاثنين، بما في ذلك قبل وبعد خروجها من أفغانستان.
ووصف مولين الرحلة التي قامت بها المرأة مع أطفالها على الطرق من كابل إلى معبر حدودي، بـ"المروعة"، حيث تطلب الأمر منهم المرور عبر أكثر من 20 نقطة تفتيش تابعة لحركة طالبان.
أثناء عملية إجلاء عشرات الآلاف بقيادة الولايات المتحدة، لم تتمكن المرأة وعائلتها من عبور بوابة مطار حامد كرزاي الدولي في كابل، ثم حاولت الهروب بأطفالها بالطائرة من مدينة أخرى في أفغانستان لكنها لم تنجح.
وقال مولين إن العائلة أمضت 13 ساعة مع طالبان عند نقطة تفتيش بالقرب من الحدود، "وبينما كانت المرأة قد سئمت الأمر وكانت مستعدة للاستسلام في نهاية المطاف والعودة إلى كابل، حثثناهم على الاستمرار وعدم اليأس"، مشيرا إلى أن المنظمة غير الربحية استطاعت تنبيه وزارة الخارجية إلى وجود المواطنين الأميركيين.
ولم يفصح المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، عن الدولة التي دخلوها من أفغانستان، لكن الأنباء عن مغادرة الأميركيين الأربعة، جاءت بينما كان وزيرا الخارجية والدفاع، أنتوني بلينكن ولويد أوستن، في قطر، حيث تواصل الولايات المتحدة جهودها لإخراج مئة أميركي، وآلاف الأفغان المعرضين للخطر.
وبحسب شبكة "سي بي أس" الأميركية، فإن هناك العديد من الطائرات الجاهزة لنقل المواطنين الأميركيين والمقيمين الدائمين، في مزار الشريف في شمال أفغانستان، لكن طالبان رفضت السماح لهم بالمغادرة، وفقًا لمصادر في الكونغرس ومنظمات غير حكومية.
وتعهد بلينكن بمواصلة جهود إخراجهم ودعا طالبان إلى الوفاء بما التزمت به من السماح بسفر كل من يريد مغادرة البلاد.
وتم إجلاء نحو 124 ألف أجنبي وأفغاني عرضة للخطر من كابل، في الشهر الماضي. عبر جسر جوي قادته الولايات المتحدة بعد سيطرة طالبان على البلاد، وصف بأنه واحد من أضخم الجسور الجوية في التاريخ الأميركي.
وتوصف رحلة بلينكن التي ستشمل ألمانيا بأنها رحلة "توجيه الشكر" لقطر وألمانيا اللتين لعبتا دورا مهما في مساعدة واشنطن على إجلاء آلاف الأشخاص من كابول.
ويجتمع بلينكن مع مسؤولين قطريين وألمان كبار. وفي ألمانيا سيشارك في استضافة اجتماع وزاري حول أفغانستان.
وبرزت قطر باعتبارها الوسيط الرئيسي بين طالبان والدول الغربية خلال الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان.