رفات القذافى.. كواليس "صفقة الجثمان" للفوز بكرسي الحكم فى ليبيا
شهدت ليبيا خلال الساعات الماضية تطورات سياسية غاية فى الأهمية، تمثلت فى قيام المجلس الرئاسي بالإفراج عن رموز نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافى، وشلمت القرارات إطلاق سراح نجله الساعدي القذافى الذي غادر إلى تركيا، ولحق به أحمد رمضان مدير مكتب العقيد وحافظ أسراره.
وجاءت المعطيات والتطورات الجديدة الرامية لترتيب مصالحة وطنية قبيل الانتخابات الليبية المزعم عقدها فى 24 ديسمبر المقبل، وسط حديث حول نية سيف الإسلام القذافى، الترشح على منصب الرئيس بالرغم من ضبابية موقفه القانونى.
تسليم رفات القذافى
صفقة ترتيب الأوراق مع القذاذفة، شملت أيضا الحديث حول تسليم رفات جثمان العقيد الليبي الراحل معمر القذافى، إلى أبناء قبيلته بعدما ظل مكان قبره مجهولا منذ مقتله عام 2011، الأمر الذي يعد تنفيذه بمثابة التوقيع على صفقة المباركة لدعم أسماء محددة فى الانتخابات.
وكان وزير الداخلية الليبي السابق، فتحي باشاغا، قد ظهر دوره بقوة فى الترتيبات الجارية فى ليبيا بدون صفة رسمية، بعدما استقبل وفدا من قبيلة القذاذفة في لقاء اجتماعي، أكد بعده أنه بحث خلاله ما يمكن أن يساهم به في الدفع باتجاه إطلاق سراح كافة المحتجزين منذ عام 2011 بما تسمح به الإجراءات القانونية.
وذكر كافة الأطراف والمؤسسات بضرورة الإلتزام بمسؤولياتها وفق خارطة الطريق؛ لتحقيق العدالة والسلام والعفو العام عن كافة المساجين والمحتجزين والأسرى من مختلف الأطراف، والمضي قدما نحو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بعد مئة وعشرة يومًا.
دور فتحى باشاغا
ويري مراقبون أن تدخل باشاغا فى التفاهمات مع قبيلة القذافى، التى شملت الإفراج عن نجله وترتيب تسليم جثمان معمر ونجله معتصم، ترمى فى الأساس لضمانة كسب تأييد قبيلة القذاذفة، فى المعركة الانتخابية القادمة بعدما أعلن فى وقت سابق نيته الترشح لرئاسة ليبيا.
وبحسب الموسوعة الحرة، يرجع نسب قبيلة القذاذفة إلى جد أعلى اسمه موسى ولذلك فهي تعرف بين العرب إلى جانب مسمى القذاذفة بمسمى أولاد موسى، وكان جدهم المعروف بـ عمرو قذاف الدم وهو ولي صالح، أو مرابط حسب النظرة الشعبية، مقيما بشكل دائم، أو لبعض الوقت بمنطقة العربان، في نواحي غريان حيث ادركته الوفاة، ولا يزال قبره هناك في مناطق قبيلة البريكات إلى الآن وقد نزحت قبيلة القذاذفة من غريان إلى سهول سرت قبل ما يزيد عن 300 عام حيث لا زالت مضارب نجوعهم حتى الآن، إلا أن جزءًا منهم هاجر إلى تشاد عقب الاحتلال الإيطالي ثم عادوا ليقيموا في فزان التي ما زالوا موجودين بها إلى الآن.
ترحيب قذاف الدم
من جانبه رحب أحمد قذاف الدم، بخطوة إطلاق سراح مجموعة من السجناء نظام نجل القذافى، على رأسهم نجله الساعدي القذافي وأحمد رمضان الإصبيعي مدير مكتبه.
وقال قذاف الدم في مقطع فيديو مصور، إنه يأمل بأن تساهم هذه الخطوة في مساعي حلحلة الأزمة الليبية المستمرة منذ عشر سنوات.
كما طالب بإطلاق سراح "أسرى آخرين" وعلى رأسهم رئيس جهازات المخابرات السابق عبد الله السنوسي، بالإضافة إلى استعادة الآلاف من المهجرين الليبيين، معتبرًا أن هاتين الخطوتين ستسهمان في الصلح بين الليبيين، وكذلك في الازدهار بالدولة.
انتخابات ديسمبر
وعلى ما يبدو أن مساع المصالحة مع الفرقاء لتوحيد صف القبائل، جاءت بعد اليقين من عدم سماح المجتمع الدولى بتأجيل انتخابات ديسمبر، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن هدف الولايات المتحدة هو، أن تكون ليبيا ذات سيادة ومستقرة وموحدة وآمنة بدون تدخل أجنبي، ولها حكومة منتخبة ديمقراطيًا، تدعم حقوق الإنسان والتنمية، وقادرة على محاربة الإرهاب داخل حدودها، مشيرًا إلى أن الموعد المستهدف للانتخابات في 24 ديسمبر يقترب بسرعة، وهناك حاجة ملحة للقادة الليبيين للتوصل إلى حلول وسط إبداعية بشأن إطار انتخابي.
بدأ فتحي باشاغا، الذي قاد المصالحة مع قبيلة القذافى، السعي للحصول على الدعم الأمريكى، والغربي عمومًا، في الانتخابات القادمة، وذلك بعد أن أبرم اتفاقًا مع إحدى شركات الضغط في واشنطن، للحصول على الدعم الغربي سياسيًا في العملية الديمقراطية القادمة، وذلك بحسب سجل الوكلاء الأجانب التابع لوزارة العدل الأمريكية.
وفى هذا السياق قالت شركة "بي جي آر" فى تصريحات لموقع "فورين لوبي" الأمريكى،، إن باشاغا، يعمل على بناء الدعم للانتخابات في ديسمبر كخطوة مهمة لإبقاء ليبيا على المسار الصحيح نحو مستقبل مستقر ومزدهر، مؤكدة دعمها المباشر للسياسي الليبي، وعرض هذه القضية للمسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة.
وأضافت الشركة وفق صحيفة "الشرق الأوسط"، يشرفنا أن نمثل الوزير باشاغا، وهو أحد كبار المدافعين عن الانتخابات الديمقراطية في ليبيا، والوزير باشاغا ملتزم بمستقبل أفضل لليبيا، ونحن حريصون على المساعدة في تأمين الدعم الأمريكى للانتخابات المقبلة.
اللافت فى المشهد الليبي بصورة عامة، قيام الغرب بترتيبات داخلية وخارجية استعدادا لهذه الانتخابات وسط غياب فاعل للغرب الذي يتواجد فيه مجلس النواب فى طبرق، والجيش الذي يقوده المشير خليفة حفتر، وربما التحركات التى يمكن رصدها مقتصرة على المستشار عقيلة صالح.