قائد الانقلاب في غينيا يأمر باعتقال قيادات هامة
أمر قائد الانقلاب في غينيا كوناكري مساء اليوم الإثنين باعتقال قائد الجيش الغيني ومدير الأمن بعد اجتماع معهما.
وشدد الكولونيل ممادي دومبويا زعيم الانقلاب في غينيا على ان الحركة التي قام بها لتصحيح المسار في البلاد، وتعهد، بتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى مقاليد الحكم خلال فترة انتقالية.
ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن الكولونيل مامادي دومبويا أنه سيتم إجراء مشاورات لوضع الخطوط العريضة للفترة الانتقالية.
وأوضح زعيم الانقلاب في خطاب له أنه سيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية لإدارة عملية الانتقال السياسي، دون أن يحدد فترة إجراء المشاورات أو الفترة الانتقالية.
وأكد زعيم الانقلاب في غينيا، الكولونيل مامادي دومبويا، أنه لن تتم مطاردة المسؤولين في السلطة السابقة.
انتقال سلمي للسلطة
كما وعد دومبويا، في مقطع فيديو بثته وسائل إعلام محلية، بإجراء مشاورات وطنية من أجل انتقال سلمي، وكذلك احترام الالتزامات الدولية التي تعهدت بها غينيا. وقال "سنجلس جميعا لنكتب دستورا يتبنى واقعا قادرا على حل مشاكلنا".
فيما عادت حركة السير على استحياء وأعيد فتح بعض المتاجر في أنحاء حي ”كالوم“ الإداري الرئيسي في كوناكري التي شهدت إطلاق نار كثيفا طوال يوم أمس عندما اشتبكت قوات خاصة مع جنود موالين لكوندي.
وقال متحدث عسكري في التلفزيون إن الحدود الجوية والبرية أُعيد فتحها أيضا.
وفي وقت سابق الأحد، دعا الاتحاد الإفريقي، لإطلاق سراح الرئيس الغيني ألفا كوندي، بعد احتجازه من قبل قوات خاصة تابعة للجيش، مدينا الاستيلاء على السلطة بالقوة.
وأدى الانقلاب في غينيا الدولة الواقعة في غرب أفريقيا والتي تمتلك أكبر احتياطيات من البوكسيت في العالم، وهو خام يستخدم في إنتاج الألمنيوم، إلى ارتفاع أسعار المعدن إلى أعلى مستوى في عشر سنوات اليوم الإثنين بسبب مخاوف من زيادة تعطل الإمدادات.
انقلاب غينيا كوناكري
وأمس أطل العقيد مامادي بكامل زينته العسكرية على الشعب الغيني عبر الإذاعة والتلفزيون الحكومي، ليعلن اعتقال كوندي، وحلّ المؤسسات، وتعطيل الدستور.
وبرر العقيد الشاب انقلابة بأنه هو وزملاءه في "اللجنة الوطنية للمصالحة والتنمية"، تحملوا المسؤولية لإنقاذ البلاد من "الوضع السياسي الرهيب، وانتهاك مبادئ الديمقراطية، واستقلال القضاء، وتسييس الإدارة العمومية، وتدهور الوضع المعيشي، والحريات العامة".
من هو العقيد مامادي دومبويا؟
ولد دومبويا في الرابع من مارس عام 1980، وينتمي إلى إقليم كانكان، شرقي غينيا، على بعد 550 كيلومترا شرق العاصمة كوناكري.
بعد أن أكمل دراسته، التحق مامادي بالجيش الغيني في نهاية التسعينات، ثم انتقل إلى فرنسا متدربا في المدرسة الحربية هناك، ومنها حصل على دبلوم في الدراسات العسكرية العليا.
في إطار التعاون بين فرنسا والدول الأفريقية، لتدريب ضباط الجيش، تخرج مامادي من مدرسة عسكرية في سومور غربي فرنسا.
الانضمام للفيلق الفرنسي
لفت الضابط الغيني انتباه قادة الجيش الفرنسي، فتم ضمه إلى الفيلق الأجنبي التابع لفرنسا، ومُنح رتبة عريف.
ويضمّ الجيش الفرنسي إلى الفيلق الأجنبي الذي تأسس عام 1831، المجندين الذين يتمتعون بتدريب وقدرات عالية، دون أن يقسموا بالولاء لفرنسا، كباقي أفراد القوات المسلحة في البلاد.
وفي هذه المهمة كان الضابط الغيني ضمن القوات الفرنسية، في مهمات عدة ضمن الفيلق الأجنبي، قادته إلى بلدان مختلفة في آسيا وأفريقيا وأوروبا.
العقيد مامادي
في عام 2012، عاد مامادي إلى غينيا، برغبة من الرئيس ألفا كوندي، الذي كان يحضره لقيادة مجموعة نخبة القوات الخاصة، المعروفة بـ"جي ابي أس".
تمت ترقيته إلى رتبة قائد كتيبة، وأسندت إليه قيادة "GPS"، اعتمادا على خبرته الدولية، ونجح في القيادة، ليرتقي إلى رتبة عقيد عام 2019، لنيله ثقة ألفا كوندي.
الأزمة منذ عام
في العام الماضي بدأت تتسرب معلومات عن رغبة العقيد الطامح إلى زيادة قوة ونفوذ المجموعة العسكرية الخاصة، على حساب وزارة الدفاع الغينية.
وتعاظمت الإشاعات حول العقيد لدرجة أن تقارير في الإعلام الغيني تحدثت عن اعتقاله؛ لكنّ الوقائع، والظهور مع الرئيس ألفا كوندي، أوقف التكهنات.
وأخيرا ومن مأمن الرئيس كوندي جاء الخطر؛ حيث قاد العقيد مامادي وبعض عناصر القوة، العاملة تحت إمرته انقلابا عسكريا، واقتحم القائد المخضرم قصر ألفا كوندي في وضح النهار، واقتاده إلى جهة مجهولة، معلنا انتهاء مشوار زعيم المعارضة التاريخي، وأول رئيس منتخب لهذا البلد الأفريقي.