مناضل فلسطيني بهوية إسرائيلية.. زكريا الزبيدي أبرز الأسرى الفارين من سجن جلبوع
نجح 6 أسرى فلسطينيين من الفرار بـ“طريقة هوليودية“ من سجن إسرائيلي شديد الحراسة، وذلك عبر حفرهم نفقا امتد إلى حقول زراعية بجانب السجن.
سجن جلبوع
وفي الوقت الذي يسود فيه الأوساط الإسرائيلية حالة من الذهول والقلق من الحادثة التي وُصفت بأنها ”خطيرة ومحرجة“، تداولت وسائل إعلام عبرية وفلسطينية اسم زكريا الزبيدي، كأبرز الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع.
وزكريا الزبيدي قائد سابق لكتائب شهداء الأقصى في جنين، الجناح العسكري لحركة فتح، وُلد في مخيم جنين عام 1976، وهناك كانت نشأته وبداية نشاطه مبكرا ضد إسرائيل.
في عام 1989 عندما كان عمره 13 عاما، أصيب برصاصة في ساقه بينما كان يلقي الحجارة على الجنود الإسرائيليين. وبعد ستة أشهر تخللها 4 عمليات جراحية، خرج من المستشفى بساق أقصر من الأخرى.
هوية إسرائيلية
وبحسب ”تايمز أوف إسرائيل“، يحمل الزبيدي هوية إسرائيلية، وكان عضوا في نقابة المحامين في إسرائيل، وسبق له أن عمل نيابة عن السلطة الفلسطينية في تمثيل مشتبه بهم فلسطينيين في محاكم مدنية في إسرائيل ومحاكم عسكرية في الضفة الغربية.
كما عمل مع وزارة شؤون الأسرى التابعة للسلطة الفلسطينية.
الانتفاضة الثانية
ويعد الزبيدي أحد رموز الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000 – 2005)، وهو مسئول عن عدد من الهجمات آنذاك أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الإسرائيليين، بحسب هيئة البث الإسرائيلية (مكان).
ومن بين تلك العمليات، هجوم في عام 2002 على فرع لحزب الليكود، أسفر عن مقتل ستة أشخاص، وفقا لصحيفة ”هآرتس“ العبرية.
أقام الزبيدي خلال تلك الفترة علاقة مع امرأة إسرائيلية تُدعى طالي فاحيما، وفي عام 2004 انتقلت للعيش في منزله بجنين، وهو ما حال دون تنفيذ إسرائيل غارة جوية لقتله، بحسب ”تايمز أوف إسرائيل“.
وفي وقت لاحق اعتُقلت فاحيما وأدينت بـ“مساعدة عدو خلال الحرب“.
عمليات الدرع الواقي
واستشهدت أم الزبيدي وشقيقه خلال عملية ”الدرع الواقي“ التي شنتها إسرائيل في مخيم جنين في عام 2002.
حصوله على عفو
نجح الزبيدي بمواصلة الإفلات من القوات الإسرائيلية، حتى حصوله على عفو هو وآخرين، في منتصف عام 2007، مقابل ”نبذ الأنشطة العنيفة وغير القانونية والتخلي عن الشبكات الإرهابية التي كانوا جزءا منها“، وفقا لجهاز ”الشاباك“.
ترك الزبيدي بعدها النضال المسلح، وسلم أسلحته إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، لكنه اختار طريقا آخر للمقاومة، وذلك من خلال المسرح والفنون التي ترسخ التراث والتاريخ الفلسطيني.
في عام 2011، ألغت الحكومة الإسرائيلية العفو الممنوح للزبيدي من دون تفسير علني، وتم وضعه على قائمة المطلوبين الإسرائيلية.
وبعد أن أصبح مطلوبا مجددا، استجاب الزبيدي لنصيحة مسؤولي الأمن في السلطة الوطنية الفلسطينية، بأن يتم احتجازه من قبل السلطات الفلسطينية خشية أن تقبض عليه إسرائيل. وفعلا نجح ذلك، إذ بقي الزبيدي خارج قبضة القوات الإسرائيلية.
لكن في عام 2017، أطلقت السلطة الفلسطينية سراحه وسمحت له بالعودة إلى جنين، وهنا كانت نقطة تحول جديدة في حياة الزبيدي.
يبدو أن الزبيدي قرر العودة للنضال المسلح، فقد اتهم بتنفيذ هجومي إطلاق نار على حافلات خارج مستوطنة بيت إيل في وسط الضفة الغربية في نوفمبر 2018 ويناير 2019، أسفرا عن إصابة ثلاثة أشخاص.
وقالت قوى الأمن إن الزبيدي والمحامي الفلسطيني طارق برغوث، فتحا النار أيضا على حافلة إسرائيلية خارج مستوطنة ”بساغوت“ في ديسمبر 2018، لكنهما فشلا في إصابة هدفهما بسبب سوء الأحوال الجوية.
وقال ”الشاباك“ حينها إن ”مشاركة الزبيدي في هجمات إطلاق النار خارج مستوطنة بيت إيل كانت انتهاكا صارخا وعنيفا للاتفاقيات، وبالتالي يبطل اتفاق العفو، ويصبح عرضة للملاحقة القضائية بسبب أنشطته الإرهابية منذ بداية الألفية الجديدة“.
في 27 فبراير 2019 اعتقلت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي زكريا الزبيدي والمحامي طارق برغوث، وذلك بعد اقتحام قوات كبيرة من الجيش وسط مدينة رام الله.