رئيس التحرير
عصام كامل

الشركات الصينية تنجح في حل مشكلة نقص الرقائق الإلكترونية

 الرقائق الألكترونية
الرقائق الألكترونية

شهدت الفترة لأخيرة، أزمة كبيرة واجهت العديد من الشركات المصنعة للسيارات وشركات التكنولوجيا العملاقة، وذلك لنقص الرقائق الإلكترونية، وكان سببها الصعوبات في التزود بأشباه الموصلات والتي تشمل الرقائق التي تسمح للأجهزة الإلكترونية بالتقاط البيانات وتخزينها.


في هذا السياق، إغلقت عدد من الشركات المصنعة للسيارات في العالم بعض مصانعها وتخفيض إنتاجها بسبب إيقاف إنتاج تلك الرقائق خلال بداية جائحة كورونا، مما أدى إلى نقصها مع زيادة الطلب عليها من شركات السيارات والهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر ومشغّلات والعاب الفيديو والإلكترونيات، ما أدى إلى زيادة أسعارها نظرا لعدم توافرها مع زياده الطلب عليها من قبل الشركات المصنعة.

في هذا السياق، قال المهندس ياسر صبرى، استشارى أبحاث وتطوير الأعمال  قطاع السيارات لـ "فيتو"، أن صناعة الرقائق الالكترونية، تتطلب استثمارات ضخمة بمليارات الدولارات، كما أنه يستغرق بناء مرافق تصنيع أشباه الموصلات سنوات عدة، حيث تشكل شركات Samsung الكورية وIntel الأميركية وTSMCالتايوانية، النصيب الأكبر من هذه الصناعة وعندما تأثرت هذه الشركات الثلاث تأثر سوق الرقائق الإلكترونية بالكامل، ويتضح تأثير هذه الشركات الثلاث من معرفة أن 80% من مصانع السيارات تستورد الرقائق الإلكترونية من تلك الشركة التايوانية.


وتابع "ياسر"، أن السيارة الواحدة في المتوسط تحتوي على ما بين 50 و150 وحدة من تلك الرقائق الإلكترونية، إلا أن سوق أشباه الموصلات كانت بالأساس تحت الضغط بفعل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث عملت الصين على نيل المزيد من الاستقلالية في هذا المجال عبر إنشاء صندوق بنحو ثلاثين مليار دولار لدعم تلك الصناعة، فالصين أكبر مستورد ومستهلك لأشباه الموصلات في العالم وعلى الرغم من ذلك فإنها لا تنتج سوى 16% منها مما دفعها إلى التخطيط لإنتاج 70% من احتياجاتها  بحلول عام 2025.


من ناحية أخري، كشف أحمد ذكى، أخصائي أبحاث وتسويق قطاع السيارات الصينى، أسباب زيادة أسعار السيارات، حيث أكد أن انتشار جائحة كورونا على مستوى العالم تسبب فى مضاعفة أسعار الشحن سواء للحاويات أو الرورو لثلاثة أضعاف، مع نقص شديد فى  توافرسفن الشحن وخطوط ملاحة مباشرة، مع ارتفاع اسعار التأمين، علاوة على أن شركات الحاويات البحرية لم تستثمر جهودها في بناء سفن جديدة أو  صناعة حاويات جديدة، وهذا أدى إلى ارتفاع أسعار الشحن وانعكس ذلك بالسلب على الإيرادات والأرباح.


وأضاف أخصائي أبحاث وتسويق قطاع السيارات الصينى، أن انخفاض الانتاج العالمي من السيارات قد أجبر العديد من الشركات المصنعة للسيارات في العالم من إغلاق بعض مصانعها وتخفيض إنتاجها، اضافة الى نتيجة أزمة إمدادات الرقائق الإلكترونية، مما ادى لنقص المعروض من السيارات وبالتالى زيادة الطلب عليها، علاوة على ارتفاع مصروفات التشغيل العاملين فى هذا القطاع، واحتكار بعض الموزعين لبعض السيارات الجديدة، مما ساهم فى ارتفاع اسعار السيارات، ووجود ظاهرة الأوفر برايس فى مصر.


على الجانب الأخر، نجحت الشركات الصينية من التنبه من مشكلة نقص الرقائق الالكترونية مبكرا حث نجحت فى تخزين كميات كبيره من الرقائق الالكترونيه جعلها لم تتاثر كثيرا من وجود تلك الأزمة.

و أظهرتقرير "أميك- مصر" الاخيرعن شهر يونيو 2021 زياده مبيعات السيارات الصينية، والتي ارتفعت بنسبة 104.9% خلال العام الحالى باجمالى عدد سيارات بلغ 22،238، مقارنة باجمالى مبيعات بلغ 10،852 سيارة عن نفس الفترة فى عام 2020.


أما مازن الحارون، خبير في سلاسل الإمداد والتوريد، وضع خطة لمواجه ارتفاع أسعار النقل البحر، والذى أشار إلى أن هناك مشروع يحمل عنوان "نافذة"، عبارة عن منصة معلوماتية مؤمنة متكاملة ومنظومة إلكترونية حديثة ومستدامة لحوكمة الإجراءات بمفهوم "الشباك الواحد"، لتصبح مصر بأكملها منطقة لوجيستية عالمية ومتطورة؛ حيث يستهدف ربط كل الموانئ البرية والبحرية والجوية بمنصة إلكترونية عبر تلك المنظومة.

تخفيض ثمن السلع والبضائع


وأوضح "الحارون، أن الهدف هو الإسهام في تبسيط الإجراءات وتقليل زمن الإفراج مما يكون له تأثير مباشر في تخفيض ثمن السلع والبضائع والخدمات، حيث تعد خطوة مهمة على طريق التحول الرقمى لتحقيق رؤية مصر 2030، كما أنها تعد خطوة رئيسية لتطوير المنظومة الضريبية، ورفع كفاءة الفحص الضريبى، بما يسهم فى استيفاء حقوق الخزانة العامة للدولة على النحو الذى يُساعد فى تحقيق المستهدفات المالية والاقتصادية، وتمكين الدولة من استكمال مسيرتها التنموية وتحسين مستوى معيشة المواطنين، والخدمات المقدمة إليهم، مؤكدًا أن الفاتورة الإلكترونية ستُحدث ثورة في التكامل بين المنظومة الضريبية والمجتمع التجاري من أجل التيسير على المتعاملين وإدخال الاقتصاد الغير رسمي في الاقتصاد الرسمي.


وكشف "خبير سلاسل الإمداد والتوريد"، سبب الارتفاع في أسعار الشحن على مستوى العالم ان بعض الأسباب الرئيسية التي أدت إلى نقص الحاويات وارتفاع أسعار الشحن العالمي، مشيرًا إلى أن قيام شركات الملاحة العالمية بوقف تشغيل أكثر من 50 % من بواخر الحاويات، وذلك لغايات خفض المصاريف الإدارية والتشغيلية، لعدم توقع تلك الشركات بعودة التجارة إلى وضعها الطبيعي خلال مدة قصيرة لا تتجاوز الأشهر الأمر الذي أدى إلى زيادة عرض في الحاويات المتوفرة للشحن ونقص في البواخر التي ستقوم بنقل هذه الحاويات.

 

وأكد "أن تعطل الكثير من الحاويات الفارغة في الموانئ الأميركية والأوروبية خلال فترة الإغلاقات اثناء جائحة (Covid19)، أدى إلى ترتيب أعطال حاويات في الموانئ تفوق القيمة الحقيقية للحاويات الأمر الذي دفع الكثير من شركات الملاحة للتخلص عن تلك الحاويات لان الأعطال التي ترتبت عليها أكثر من قيمتها وهذا بالطبع أدى إلى نقص حاد في الحاويات الفارغة والتي تعتبر العصب الرئيسي لتشغيل بواخر الحاويات.

الجريدة الرسمية