غنية بالثروات المعدنية والنفطية.. الانقلاب العسكري يطرق أبواب غينيا كوناكري
تشهد القارة السمراء في الآونة الأخيرة العديد من الانقلابات وتغيير السلطة، فمنذ تأسس الجمهوريات الأفريقية، واستقلالها عن المستعمرات الأوروبية، في خمسينيات القرن الماضي، شهدت هذه البلدان، أكثر من 200 انقلاب نجح ما يقارب نصفها وفشل الباقي.
انقلاب غينيا كوناكري
وجاءت آخر الانقلابات في قارة إفريقيا بـ غينيا كوناكري حيث شهدت مناطق متفرقة في العاصمة الغينية منذ صباح اليوم إطلاق نار كثيف عقب إتمام عملية الانقلاب الذي يقف ورائه عناصر في وحدة المهام الخاصة في الجيش الغيني وقائدها مامادي دومبوي الذي أعلن في رسالة مسجلة عن حل الحكومة ووقف العمل بالدستور وإغلاق حدود البلاد.
ونقل موقع Guineenews عن "مصادر موثوق بها" قولها إن العسكريين الانقلابيين اعتقلوا الرئيس كوندي البالغ من العمر 83 عاما وعددا من كبار المسؤولين الآخرين في البلاد.
وتداول نشطاء في مواقع التواصل لقطات تظهر كوندي محاطا بمجموعة من العسكريين.
مخزون نفطي
وتشتهر غينيا كوناكري بأنها من الدول الغنية بالنفط وخام البوكسيت – المادة الخام لتصنيع اللألمونيوم- وتنقسم غينيا إلى ثماني مناطق إدارية شاملة 33 محافظات، بينما تعد كوناكري أكبر مدينة وأهم مركز اقتصادي.
وتنقسم غينيا إلى ثماني مناطق إدارية شاملة 33 محافظات، بينما تعد كوناكري أكبر مدينة وأهم مركز اقتصادي.
وكوناكري ليست هي المدينة الرئيسية فهناك: (كانكان، نزيريكوري، كينديا، ابي، جيكيدو، مامو وبوكي).
تبلغ المساحة الإجمالية لغينيا (245،857 كم²)، وعدد سكانها 12.7 مليون نسمة، ومن الغريب اعتمادها على أربع لغات هي: (الرسمية الفرنسية، والمحلية: المندنكا والفولانية والسوسو).
وغالبية الشعب الغيني يعتمد في دخله على الزراعة، باعتبارها العامود الفقري لاقتصاد هذا البلد الأفريقي، وتحديدا زراعة الكاكاو والبن.
بيئة خصة للفيروسات
و أبرز المشكلات التي تواجهها غينيا كوناكري أنها بيئة خصبة للفيروسات، وتحديدا فيروسي إيبولا وماربورج القاتلين الذين خلفا مئات القتلى.
وأوقف الإيبولا النمو الاقتصادي الواعد في الفترة 2014 وأعاقت العديد من المشاريع، مثل التنقيب عن النفط في الخارج ومشروع Simandou لخام الحديد.
ومع ذلك نما الاقتصاد بنسبة 6.6٪ في عام 2016 و6.7٪ في عام 2017، ويرجع ذلك أساسا إلى النمو من تعدين البوكسيت (الخام الطبيعي الذي يصنع منه معظم معدن الألومنيوم) وتوليد الطاقة الحرارية وكذلك مرونة القطاع الزراعي.
ثورة نفطية
وغينيا، التي تعد من أصغر دول القارة الأفريقية مساحة، نجحت في التحول إلى مخزون نفطي جديد، فمنذ عام 2000 عرف البلد ثورة نفطية ساهمت في تحول جذري هائل طرأ على بنيتها التحتية.
ولا تزال غينيا من أفقر الدول، وأقلها تنمية في العالم، على الرغم من ثرواتها المعدنية الهائلة، إضافة إلى ذلك فهي غنية بالموارد الزراعية المهمة، والطاقة الكهرومائية.
منجم معادن
كما أن لديها ما يقرب من نصف احتياطيات العالم من البوكسيت، واحتياطيات مهمة من خام الحديد، والذهب، والألماس.
ومع ذلك، فهي غير قادرة على الاستفادة من هذه الإمكانات بسبب تفشي الفساد، وبنية تحتية متهالكة، وعدم استقرار سياسي، أدى إلى عزوف المستثمرين، وفقدان ثقتهم في الاقتصاد الغيني.
وغينيا تعاني نقصا مزمنا في الكهرباء، والطرق الفقيرة وخطوط السكك الحديدية والجسور، والافتقار إلى إمكانية الحصول على المياه النظيفة، وكلها لا تزال تعاني من التنمية الاقتصادية.
دول الجوار
أما الدول المجاورة فهي من الشمال السنغال، ومالي من الشمال والشمال الشرقي، وكوت ديفوار من الشرق، وليبيريا من الجنوب وسيراليون إلى الغرب.
انتشار الجيش الغيني
وعقب الانقلاب صباح اليوم الأحد، تشهد شوارع العاصمة كوناكري، وتحديدا منطقة كالوم؛ حيث القصر الرئاسي، انتشارا للجيش وسمع السكان دوي الرصاص في اشتباكات بين عسكريّين.
وفي نوفمبر 2020، أعلنت المحكمة الدستورية في كوناكري رسميا ألفا كوندي رئيسا لغينيا لولاية ثالثة، بعد أشهر من الاحتجاجات التي أدت لمقتل العشرات.
طعون معارضين
ورفضت المحكمة الدستورية طعونا قدمها أربعة معارضين، بينهم خصمه الرئيسي سيلو دالين ديالو، معتبرة أن "لا أساس لها" وأكدت أن الاقتراع كان "نظاميا".
وأصبح كوندي؛ المعارض التاريخي السابق رئيسا لغينيا عام 2010؛ بعد أن أصبح أول رئيس منتخب ديمقراطيًا بعد عقود من الأنظمة الاستبدادية، في هذا البلد، أنهاها انقلاب قبل ذلك بعامين.
وكان سمع دوى صوت إطلاق نار كثيف من أسلحة رشاشة وسط مدينة كوناكري عاصمة غينيا، صباح الأحد، فيما انتشر عدد كبير من الجنود في الشوارع، وفق ما أفاد به شهود عيان.
وفي نوفمبر 2020، أعلنت المحكمة الدستورية في كوناكري رسميا ألفا كوندي رئيسا لغينيا لولاية ثالثة، بعد أشهر من الاحتجاجات التي أدت لمقتل العشرات.
طعون معارضين
ورفضت المحكمة الدستورية طعونا قدمها أربعة معارضين، بينهم خصمه الرئيسي سيلو دالين ديالو، معتبرة أن "لا أساس لها" وأكدت أن الاقتراع كان "نظاميا".