رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى وفاته الأولى.. هل يوسف والي مدان في قضية المبيدات المسرطنة؟

يوسف والى وزير الزراعة
يوسف والى وزير الزراعة الراحل

تحل اليوم الذكرى الأولى لوفاة الدكتور يوسف والى، وزير الزراعة الأسبق، والأمين السابق للحزب الوطنى ونائب رئيس الوزراء الأسبق، والأسم الأشهر في قضية المبيدات الحشرية المسرطنة التي دخلت مصر في عهد الرئيس الراحل مبارك.

السيرة الذاتية
 

يوسف والى، خريج كلية الزراعة، لم يتزوج، وتوفي عن عمر يناهز 89 عاما، رشح نائبا في مجلس الشعب المصري عن دائرة الشواشنة في محافظة الفيوم، وشغل منصب أمين عام الحزب قبل صفوت الشريف، خرج من وزارة الزراعة بعد اتهامه باستخدام مبيدات زراعية محظورة دوليا وتؤدي للإصابة بمرض السرطان وبرأته المحكمة.

 

 

وتولى منصب وزارة الزراعة من عام 4 يناير 1982 حتى 2004، وشغل منصب نائب رئيس الوزراء ونائب رئيس الحزب الوطني الديمقراطي، من نوفمبر 1984 وحتى عام 1985، كرمه الرئيس جمال عبد الناصر بجائزة الدولة عام 1968، كما كرمه الرئيس أنور السادات بجائزة الدولة عام 1977.

 

وحتى يومنا هذا يحيط الغموض في أذهان البعض حول مدى أدانة يوسف والي وزير زراعة مصر الأسبق في قضية المبيدات المسرطنة، والتي كانت بدايتها في يناير 2000 عندما تقدم نائب مجلس الشعب السابق مصطفى بكري ببلاغ للنائب العام يحمل فيه يوسف والى مسئولية الموافقة على إدخال مبيدات تحتوى على مركبات سرطانية للبلاد، وأن تلك المبيدات كانت سببا في انتشار أمراض الفشل الكلوى والكبدى جراء تلوث الخضروات والفواكه.

 

تفاصيل القضية
 

وكان متهما في هذه القضية 21 مسئول ومتعامل مع وزارة الزراعة معظمهم من كبار مساعدي يوسف والي.

 

 ورفض "والي" المثول أمام المحكمة، وامتنعت النيابة العامة عن تنفيذ أمر المحكمة باستدعائه وإلزامه بالحضور، وتعلل الوزير بانشغاله وهو ما دفع المحكمة للأخذ بجوهر القانون وإعطائه فرصة أخري، وذلك لكي يمثل أمام محكمة الجنايات للرد علي الاتهامات الموجه له، وطالب القاضي في حكمه نيابة أمن الدولة باتخاذ الإجراءات القانونية حيال يوسف والي، وتلك الإجراءات لم تتخذ وقتها لأسباب سياسية ولاحتماء والي بوظيفته المرموقة وحصانته البرلمانية.

 

وأثناء محاكمة أحمد عبدالفتاح مستشار وزير الزراعة،‮ أكد "والي" أن عبدالفتاح ليس مستشاره وأثبتت المستندات عكس ما قاله‮ "‬والي‮" حيث كشفت أوراق القضية توقيعات الدكتور يوسف والي علي العديد من الأوراق والقرارات التي تؤكد تورط والي في منح سلطة تقديرية لمدير المعمل المركزي في منح أو رفض شهادة استخدام المبيد لما تسفر عنه نتائج التحليل بالمعمل المركزي، ومعني هذا أن التفويض الذي منحه الوزير لمعاونيه جاء لتدمير صحة المصريين عبر إغراق السوق الزراعية بمبيدات مسرطنة،.

 

وواجه المتهمون في قضايا الفساد والرشوة بوزارة الزراعة اتهامات مباشرة إلي‮ " والي‮" بأنه كان يعلم كل كبيرة وصغيرة داخل الوزارة،‮ ولكن أحدا لم يلتفت إليهم واعتبره البعض محاولة لتوريط الوزير الصامت الغامض معهم والبعض الآخر اعتبره مجرد كبش فداء للدكتور والي‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ 

 

وكانت تلك المبيدات: الداى مسويت، وكالسين، وكورو كرون، والتبك، والميثايل برافيون، والتبارون، والمانكوزيب، ما أدى إلى الإضرار بالمال العام، وهى مبيدات مصنفة بأنها من المبيدات المسرطنة، من قبل وكالة بحوث السرطان الأمريكية فهى تصيب الإنسان بالسرطان، وتتميز برخص سعرها.

 

البراءة
 

في عام 2017 حصل يوسف والي على البراءة في قضية المبيدات المسرطنة وحفظ جهاز الكسب غير المشروع التحقيقات التي بدأها مع والي وذلك بعد الحكم ببراءته من التهم المنسوبة إليه، وغلق القضية إلي أن توفي وزير الزراعة السابق العام الماضي.

 

شهادة أحمد الليثي
 

وفي شهادة قالها المهندس أحمد الليثي وزير الزراعة الأسبق، عن يوسف والي بعد وفاته، قال أن الدكتور يوسف والي وزير الزراعة الراحل لم يقدم من الأساس للمحكمة في قضية المبيدات المسرطنة، وأدين فيه 9 من الأشخاص عام 2004 وتم محاكمتهم وقدموا إلى العدالة، وصدر ضدهم أحكام نفذوا هذه الأحكام ولم يرد ذكر الدكتور يوسف والي في هذه القضية.

 

وأضاف الليثي، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، ببرنامج "الحكاية"، المُذاع عبر فضائية "mbc مصر"، "المبيدات المسرطنة دخلت البلاد والدليل حكم المحكمة وتقرير اللجنة التي تم تشكيلها من قبل وزارة الزراعة في عام 2004"، مشددا علي أنه لا دخل للدكتور يوسف والي بالقضية، معقبا: "الكل يعلم نزاهة هذا الرجل وطهارة يده".

 

وأكمل: "عندما كنت أقدم السياسة الزراعية في أول فبراير من عام 2005 للرئيس مبارك، سألني الرئيس الراحل سؤالًا مباشرًا: "إيه هو موضوع المبيدات المسرطنة؟"، وقمت بشرح تفاصيل القضية وكان تعقيبه: "الدكتور يوسف والي راجل طيب ومحترم ولكن هناك لصوص لعبوا من وراء ضهره".

الجريدة الرسمية