رئيس التحرير
عصام كامل

السفير "رخا حسن": مرسي "غشيم" وقطع العلاقة مع سوريا "إرضاء لأمريكا"

السفير رخا أحمد حسن
السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية السابق

حاز الملف السوري على اهتمام دولي في ظل المعاناة التي يتعرض لها الشعب السوري، سواء في الداخل، بمواجهتهم للصواريخ وأسلحة بشار الأسد، أو للمأساة التي يواجهها اللاجئون السوريون في المخيمات.


أما في مصر فقد قام الشعب بتقديم جميع التيسيرات اللازمة للأشقاء السوريين، ووفر لهم الطعام والمسكن وفرص العمل، وجاء الرئيس المعزول محمد مرسي ليقطع العلاقات مع النظام السوري لإرضاء السلفيين ومحاولة "غاشمة" لإرضاء أمريكا.

وفى إطار ما سبق، أكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية السابق وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن المعزول محمد مرسي قطع العلاقات المصرية مع دول الخليج من خلال خطابه غير المسئول باستاد القاهرة، الذي تسبب في حادث "أبو النمرس" الذي أودى بحياة أربعة من قيادات الشيعة في مصر.

وقال أن "مرسي" تعامل مع الأزمتين السورية والإيرانية مثل "موج البحر"، فقد أعلن عن مبادرة رباعية تضم السعودية وإيران وقطر، في الوقت الذي رفضت فيه السعودية حضور المبادرة بالدوحة بسبب اختلاف وجهات النظر بينها وبين إيران.

وأشار إلى أن تصريحات "مرسي" أثناء زيارته لروسيا وإعلانه، أن هناك توافقا في الآراء بين الجانب المصرى والروسى من ناحية الملف السورى، هو ما تسبب في أزمة، ثم عاود وقطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السورى، وهي خطوة غير مدروسة تسببت في أضرار للسوريين في مصر وأيضًا للمصريين في السعودية.

ورأى "رخا" أن هناك سببين وراء قطع العلاقات "المصرية – السورية"، أولهما أن الرئيس المعزول ظن "بغشم" أنه بذلك سوف يرضى الجانب الأمريكى، لأنه لا يعلم أن قرار الكونجرس الأمريكى برفع حظر تصدير السلاح للمعارضة غير ملزم للإدارة الأمريكية، وأن ذلك مجرد تقسيم أدوار، ولا يمكن للولايات المتحدة الأمريكية إمداد المعارضة السورية بالسلاح، لأن المعارضة سنيون متشددون، ومنها جبهة النصرية التي تم وضعها على قائمة الإرهاب، فضلًا عن الانشقاقات الأخرى داخل المعارضة.

أما السبب الثاني فيتمثل في أن "مرسي" حاول أن يستقطب ويسترضى السلفيين والتيارات الإسلامية المتطرفة في مصر، بعد زيادة حدة الهجوم عليه من المعارضة، كما حاول استقطاب الجالية السورية في مصر، التي لم تستجب له، وكانت واعية بأن الشعب المصرى لا يرضى لأى شخص غريب أو أي دولة أن تتدخل في شئونها الداخلية.

وركز "رخا" على أن قطع العلاقات مع النظام السورى يعد تقليصًا من مصداقية الدور المصرى على المستوى العربى، لأن العالم كله ينظر إلى العلاقات المصرية مع دمشق بنوع من "التوأمة" على مدى التاريخ، وقطع العلاقات معها يعتبر "غشما سياسيا" بسبب الاعتماد على الدكتور عصام الحداد في الشئون الخارجية، الذي لا خبرة له في العمل الدبلوماسى، الذي يتطلب خبرة وله نظام مستقر.

وأشار إلى أن "غشم" مرسي نابع من أنه لا يعلم أن الأوضاع في سوريا لها تأثير على الاستقرار في الجولان وجنوب لبنان والعراق، وكلما زاد الضغط العسكري على سوريا زاد الضغط على هذه الدول، ولكن محاولاته الفاشلة لإرضاء أمريكا والسلفيين جعلت مصر في موقف حرج، لأنه من الضرورى أن نتواصل مع أطراف الأزمة، ومن أهم أطرافها النظام السوري.
الجريدة الرسمية