زغلول صيام يكتب: 480 مليون جنيه تكلفة استاد الدراجات؟!
في أحيان كثيرة يعجز عقلي عن فهم ما يدور في الساحة الرياضية ولا أملك إلا أن أقول إنه ربما هناك ما لا أعرفه أو أفهمه وهذا ينطبق علي الاستاد الدولي للدراجات باستاد القاهرة الذي بلغت تكاليفه قرابة الـ 480 مليون جنيه (في عين العدو ) من أجل استضافة بطولة العالم والتي ليس لنا فيها ناقة ولا جمل.
قلت سابقا وسأظل أردد إننا عندما نستضيف بطولة إما أن نحقق استفادة فنية بتوفير فرصة لأبطالنا في تحقيق فوز وميداليات ذهبية ورفع المستوي الفني أو استفادة مادية من وراء هذا الحدث، وحدود علمي أننا نتكفل بكل شيء من الإبرة للصاروخ كما يقولون.
منشآت رياضية بالمليارات
وأراني مندهشا من أن الدولة أنفقت المليارات علي البنية الأساسية الرياضية وبالتالي لابد أن يكون هناك مردود لهذه الأموال من خلال استقطاب عملة صعبة وهذا لم يحدث، وعندما أري أن غالبية الدول العربية تفضل إقامة معسكرات خارجية لفرقها في مختلف الألعاب خارج مصر تنتابني حسرة وألم رغم أن هناك من يحاول ولكنه يواجه بصعوبات لا حصر لها.
الاستفادة من تلك المنشآت
لك أن تتخيل أن دولة عربية مثل الكويت لها 150 فريقا أقامت معسكرات في تركيا فقط والباقي في دول أخري ونحن لا نتحرك تجاه استضافة تلك المعسكرات والتي كانت تقام في مصر حتى وقت قريب رغم توافر كل شيء في مصر سواء من حيث الأجواء أو البنية الأساسية ولكن لله في خلقه شئون !!
وأعود من جديد إلي تلك التكاليف العالية جدا لبناء صرح رياضي عملاق بحجم استاد الدراجات ونحن أصلا لسنا أبطالا في تلك اللعبة وخير دليل ما حدث في الدورة الأوليمبية الأخيرة عندما سقط ممثل مصر الوحيد دون أن يستكمل السباق.
وأنا طبعا مع بناء ملاعب واستادات ولكن من خلال دراسات جدوي حقيقية وليست علي الورق لأن صيانة تلك المنشآت الرياضية تحتاج لملايين الجنيهات سنويا دون طائل وتظل حبيسة لحين تذكرها في بطولة سواء عربية أو أفريقية أو دولية ولكن هيهات !!
حقيقي أمر مؤلم علي النفس أن تجد كل تلك الأموال تنفق بدون هدف حقيقي أو عائد يعود علي خزينة الدولة بمعني أنه لن تحقق من ورائها ربح، ليس هذا فحسب ولكنها لن تنفق علي نفسها بل ستظل عبئا علي كاهل الدولة في صيانتها والاعتناء بها.
لربما أكون مخطئا لأني لا أعلم ما يعلمه المسئولون الذين قرروا بناء استاد الدراجات وأتمني أن تكون وجهة نظري خاطئة وأنهم سيحققون أرباحا لخزينة الدولا من وراء ذلك.. والله من وراء القصد.