باعوا منازلهم بتركيا.. لماذا يتخوف الإخوان من الهجرة لأوروبا؟
تعيش الإخوان حالة من الرعب مع أي تقارب مصري تركي، ومع عودة المحادثات الاستكشافية للانعقاد تردد خلال الأسبوع الماضي أن كبار الجماعة باعوا منازلهم في تركيا ويستعدون للمغادرة خارج البلاد.
لكن الوجهة هذه المرة لن تكون أوروبا، فالدعم الإعلامي انحصر بشدة، والغرب يرفض بشكل متزايد توطين التيارات الدينية على أراضيه ولا يرغب في استضافتهم أو تسهيل مهمتهم في استهداف البلدان والحكومات العربية مرة آخرى.
انعزال المسلمين
يرى عمرو فاروق، الكاتب والباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن المرجعية الفكرية الإخوانية، تعتبر المجتمعات الأوروبية والغربية إرثًا تاريخيًا يمثل جزءًا صلبًا من كيان دولة الخلافة الإسلامية.
وأوضح فاروق أن الإجراءات التي اتخذتها كل من فرنسا وألمانيا وسويسرا والنمسا، لوقف التمدد الإخواني، ليس من قبيل المصادفة، مردفا: أدركوا أمنيًا وسياسيًا حجم التغلغل الأصولي وخطورته في تغيير النمط السلوكي والفكري للدوائر الاجتماعية الأوروبية، وانجراف الكثير من متخرّجي المؤسسات الإخوانية إلى بوتقة التطرف والعنف المسلح، والاعتقاد بكفرية الحالة الغربية.
وأضاف: خلال عملية الاختراق الغربي، كانت الجاليات والأقليات العربية والإسلامية، في مرمى المخطط الإخواني، إذ إنها الأداة الأكثر تأثيرًا وفاعلية في الوصول إلى الدوائر المجتمعية والسياسية الأوروبية، وذلك لسهولة توظيفها ضمنيًا في نشر مرتكزاتها وأدبياتها العقائدية، وتحقيق مشروع الهيمنة على الغرب وفقًا للكثير من الوثائق المسربة أو المضبوطة من قبل الأجهزة الاستخبارية منذ تسعينات القرن الماضي.
تابع: في منتصف عام 2004، ضبطت السلطات الأمريكية وثيقةً إخوانية تحت عنوان "مذكرة تفسيرية للهدف الاستراتيجي لجماعة الإخوان في أمريكا الشمالية، صاغها في 22 (مايو) 1991، القيادي الإخواني محمد أكرم، وأُفرج عنها نهاية عام 2017.
قدمت المذكرة تصورًا تفصيليًا لخطة عمل الجماعة في أميركا الشمالية؛ مرتكزة على فكرتين أساسيتين؛ أولاهما: التوطين (التمكين)، وثانيتهما الانتقال من المنظومة الفردية إلى المنظومة المؤسسية، تحت ما يعرف بـ"الجهاد الحضاري"، بهدف إيجاد حركة أصولية فاعلة ونشطة في الخارج.
أصول الجاهلية
وأضاف: دعت المذكرة الإخوانية، إلى ضرورة التوسع في إنشاء المساجد والمراكز والمؤسسات والمدارس الإسلامية، في محاولة لتغيير هوية المجتمعات الغربية، التي وصفتها بأنها تتعايش على أصول ومبادئ الجاهلية.
واختتم: ما تقوله المذكرة الإخوانية يحدث حتى الآن، تعمل الإخوان على تحقيق فكرة "أستاذية العالم"، على مستوى الجانب الاقتصادي والاجتماعي والإعلامي والمهني، انتهاءً بالجانب العسكري.