خارجية بريطانيا: لن نعترف بحكومة طالبان
أكد وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، ان تعامل بلاده مع افغانستان لا يعني اعتراف لندن بحركة طالبان كحكومة لأفغانستان، وقال لندن لن تعترف بحركة طالبان كحكومة في المدى المنظور.
وأضاف وزير الخارجية البريطاني في مؤتمر صحفي "هناك حاجة للتعامل مع طالبان بشأن أفغانستان، لكن بريطانيا ليس لديها خطط للاعتراف بحكومتها في المدى المنظور".
حكومة طالبان الجديدة
يأتي ذلك بالتزامن مع استعداد حركة طالبان لإعلان وشيك عن تشكيلة حكومتها الأولى في أفغانستان بعد أسبوعين من السيطرة على العاصمة كابول.
وقال المسؤول في طالبان أحمد الله متقي على وسائل التواصل الاجتماعي، الخميس، "يجري الإعداد لمراسم بالقصر الرئاسي في كابول".
فيما تحدثت قناة تولو الأفغانية الخاصة عن إعلان وشيك بشأن الحكومة الجديدة.
وكانت الحركة قد أعلنت خلال الأيام الماضية، أنها تنتظر الانسحاب الأمريكي الكامل من أفغانستان قبل الكشف عن تشكيلة حكومتها.
ومنتصف الشهر الماضي، تمكنت حركة طالبان من السيطرة على الأغلبية العظمى من الأراضي الأفغانية بما فيها العاصمة كابول، وعادت إلى الحكم في البلاد.
فيما أثارت طالبان مخاوف حول وضعية الحقوق والحريات وعلاقات الحركة مع دول العالم مستقبلا، وسط طمأنة متكررة منها ورسائل إيجابية متعددة.
رغم حرص الحركة على إعطاء صورة أكثر انفتاحا واعتدالا،إلا أن الكثير من الأفغان والقادة الأجانب يشككون بوعودها، وذلك بسبب النظام الصارم جدا الذي فرضته عند توليها الحكم بين عامي 1996 و2001.
وفي ذات السياق قال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم حركة طالبان، إن الحكومة الأفغانية الجديدة ستضم نصف الوزارات السابقة وسيتم تشكيلها في أسرع وقت ممكن، دون أن يكون فيها (نساء) وزيرات.
حكومة وحدة
وقال في مقابلة مع صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية: "سنشكل حكومة وحدة وطنية في أقرب وقت ممكن. نود تشكيل حكومة مدمجة تضم نصف الوزارات السابقة".
وبحسبه، فإن "علامة الاستفهام الكبيرة" تبقى سكان منطقة بنجشير، والحوار معهم لا يؤتي ثماره.
استبعاد النساء
وقال متحدث باسم طالبان: "عملية السلام التي كنا نأمل فيها تزداد تعقيدا. طالبنا جنود بنجشير بالاستسلام للحكومة وإلا سيتم سحقهم".
وردا على سؤال حول ما إذا كان بإمكان المرأة دخول الحكومة الجديدة للبلاد، قالت مجاهد: "ليس كوزيرات، ولكن باتباع تعاليم القرآن ووفقًا للشريعة، يمكن للمرأة، على سبيل المثال، العمل في الوزارات أو في الشرطة أو في القضاء كمساعدات".
دراسة المرأة
وأكد مجاهد أن المرأة الأفغانية ستتمكن من الدراسة في الجامعات.
وفي حديثه عن العلاقات الدولية للسلطات الأفغانية الجديدة، قال المتحدث باسم طالبان إن الصين هي شريكتهم الرئيسية، وتمثل "فرصة أساسية ورائعة ومستعدة للاستثمار وإعادة بناء البلاد".
تهيئة الظروف
وأضاف مجاهد: "الصين هي بوابتنا للأسواق حول العالم".
كما نفى الشائعات حول فتور العلاقات مع روسيا، وقال: "نواصل الحفاظ على علاقات ممتازة مع شريك مهم مثل روسيا، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في المنطقة. العلاقات مع موسكو سياسية واقتصادية بشكل أساسي، تواصل روسيا دور الوسيط بالنسبة لنا وتشارك معنا في تهيئة الظروف من أجل السلام الدولي".
وعلى الجانب الآخر أكد رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، أن الجيش الأمريكي "ربما ينسق" مع حركة طالبان في أفغانستان، لإحباط "التهديدات الإرهابية الإقليمية" لتنظيم "داعش خراسان".
وعقد ميلي مؤتمرا صحفيا مشتركا في مقر وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" مع وزير الدفاع لويد أوستن، أمس الأربعاء، وصف خلاله حركة طالبان بأنها "جماعة لا ترحم"، مضيفا: "علينا التمهل لنرى ما إن كانوا قد تغيروا"، حسبما ذكر موقع "بوليتيكو" الأمريكي.
وحول احتمال تعاون الولايات المتحدة مع طالبان لمحاربة "داعش خراسان"، قال ميلي "إنه ممكن"، مشيرا إلى أنه "في الحرب، عليك أن تفعل ما يتوجب عليك لتقليل المخاطر".