أبرزها: تيك توك وكواي تطبيقات صينية.. ثراء سريع وتهديد للأمن القومي
تستطيع أن تربح ما يصل إلى 1400 جنيه فقط من خلال نقرة واحدة على زر هاتفك، وكلما أردت مكسبًا أكثر ما عليك سوى أن ترسل دعوات تنزيل للتطبيق أكثر، وإذا افترضنا أنك من الممكن إرسال 10 دعوات فقط في الدقيقة الواحدة إلى مستخدمين جدد فمن الممكن أن تربح ما يصل إلى 14 ألف جنيه.
تخيل أن يشاهد المواطن البسيط هذا العرض وهو الذي يعمل طيلة الشهر ويتحمل عناء ومشقة العمل لجنى مبلغ يكاد يصل إلى 2000 جنيه، والمغري أيضًا أن البعض كوَّن ثروة بالفعل من مثل هذه الدعوات التى تحقق ربحا أكثر من التجارة فى المخدرات، كما أن ربح هذه الدعوات غير محرم قانونًا.
تيك توك وكواي
وانتهجت بعض التطبيقات الصينية مؤخرًا هذا النوع من الدعاية، ولعل أبرزها «تيك توك» و«كواى»، وذلك لتحقيق أغراضها فى النمو السريع، ولكن يأتي السؤال هنا: ما الذى تأخذه هذه التطبيقات مقابل دفع كل هذه الأموال؟ وإذا ما افترضنا حسن النية هل التطبيق يربح كل هذه المبالغ من تنزيل شخص جديد له من «جوجل بلاى» لكى يعطى صاحب الدعوة ما يصل إلى 1400 جنيه لكل عملية تنزيل جديدة.
كما يتبادر إلى الذهن بعض الأسئلة الأخرى ولعل أبرزها: لماذا لم تعلن تيك توك رسميا أنها من تشحن هذه الحملة ذات التمويل الضخم وتترك الكثير يعتقدون أن هذه الحملة ممولة من هاكر أو جهات أخرى سيئة السمعة لجمع المعلومات عن المواطنين، فى بلاد معينة دون غيرها، وبالأخص أن هذه الحملة تقوم على الدعوات برابط معين، وإذا أراد شخص تنزيل التطبيق من متجر جوجل بلاى بدون دعوى لا يحصل على أي مقابل مالى.
والسؤال الأخطر هنا: هل مصادر تمويل وإعلانات مثل هذه التطبيقات تسمح بدفع جميع هذه الأموال للمستخدمين الجدد؟ ومن هنا يشك البعض فى الغرض من وراء هذه الحملات الممولة التى تستهدف دولا بعينها دون الأخرى.
ومن جانبها طرحت "فيتو" كل هذه الأسئلة على تيك توك لكى تكشف للرأى العام المصرى هذا الأمر، وتوضح حقيقة هذه المزاعم من عدمها، ولكنها رفضت الإجابة عنها مكتفية بإمكانية الحديث عن الربط الأسرى التى تحاول الترويج له.
الأغراض الحقيقية
من جانبه شكك وليد حجاج خبير أمن المعلومات، فى الغرض الحقيقى وراء مثل هذه الحملات ذات الميزانية الضخمة التى تنتهجها بعض التطبيقات الصينية مثل تيك توك وكواى، مشيرًا إلى أن سلاح الربح السريع أصبح هو الوسيلة التى يلجأ إليها البعض لتغيير ثقافات الشعوب، مضيفا فى تصريحات خاصة لـ"فيتو": "القصة باختصار هى: " جمع للمعلومات ولو عايز تتخلى عن مبادئك وتقاليدك حقق الشروط اللى هما عايزينها والمعادلة هنا بسيطة تخلى عن مبادئك وأربح المال".
مشيرًا إلى أن تيك توك عليه بعض علامات الاستفهام منذ فترة بسبب الاتهامات لهم باستخدام التطبيق لجمع المعلومات.
ونفى خبير أمن المعلومات، إمكانية سرقة حسابات الفيزا كارت أثناء سحب الأموال عليها من تيك توك أثناء جنى الأرباح التى يقدمونها مقابل الدعوات، ولكن هم فى المقابل يطلعون على معاملاتك المالية والشخصية.
ويرى حجاج أن مثل هذه الموضوعات سياسية أكثر من كونها تكنولوجية معلقًا: "لا نضمن ما هى الأهداف خلف هذه الحملة ومن الذى يمولها ولكن ما أراه أنها لديها أهداف معلوماتية وسياسية أكثر من أي شيء آخر".
وينصح خبير أمن المعلومات مستخدمي مثل هذه التطبيقات استخدامها بحظر ويجب الانتباه إلى أن الانجرار وراء مثل هذه الحملات يؤدى إلى تغيير مبادئك ومفاهيمك الدينية ويتم استدراجك بشكل ما تحت مسمى الربح السريع، وهذه الأمور خطيرة على الأجيال الصغيرة فى العمر خصوصا فى تكوين شخصيتهم.
وأشار خبير أمن المعلومات إلى أن ما نشاهده من الربح السريع يجعل الشباب الصغار يستسهلون هذا الطريق فى الربح ويفضلون أن يكونوا "بلوجر" لكى يجنون الكثير من الأموال بطريقة سريعة وسهلة عن التفوق فى التعليم والوصول إلى أعلى المراتب العلمية.
وألمح إلى أن الشباب الصغير يشاهدون البلوجر ومشاهير التيك توك يشاركون بعد ذلك فى أعمال فنية على شاشات التليفزيون، ويتم استضافتهم فى البرامج ويجنون الكثير من الأموال بشكل سريع وهذا يؤثر على مفاهيمهم بعد ذلك، ويبحثون عن مثل هذه الطرق لكى يحققون الشهرة والمال فى نفس الوقت، حتى وإن كان هذا مقابل التنازل عن بعض التقاليد والمفاهيم.
المعلومات الشخصية
وأكد خبير أمن المعلومات أن تيك توك يأخذ العديد من البيانات والمعلومات الشخصية على الهاتف المحمول المثبت عليه التطبيق دون علم الأشخاص بذريعة أنه يتأكد من أن هذا الشخص حقيقى.
ويرى وليد حجاج، أن الهدف من وراء الحملة الممولة فى تيك توك وغيرها من التطبيقات الصينية التى تدفع الأموال مقابل تنزيل التطبيق هى جمع المعلومات والسبب الثانى هو أن يكون لديه عدد مستخدمين كثير يستطيع من خلاله منافسة التطبيقات الأمريكية مثل فيس بوك كما أن التطبيق الصينى يطلب من مستخدميه تحقيق بعض الشروط كى يحصل على الأموال وهذا الأشياء تتعارض من عاداتنا وثقفاتنا.
وأوضح خبير أمن المعلومات أن مثل هذه الحملات تستهدف العقول وهذه أأمن من طريقة الحروب التقليدية ومما لا شك فيه أن هذا الأمر يندرج تحت بند حروب الجيل الرابع والخامس، وهنا لا نتحدث عن تيك توك فقط ولا جميع التطبيقات التى تنتهج نفس السياسة.
وحذر وليد حجاج، من انخراط الناس فى مثل هذه الأمور ونشر التطبيق مقابل جنى الأموال، مشيرًا إلى أن تيك توك يدخل فى تحد مع إجراءات الشرطة المصرية فى ملاحقة بعض مستخدمى التطبيق، حيث تسببت هذه الإجراءات فى تهديد الهدف من وراء وجود التطبيق فى مصر، ولذلك هم يريدون الآن جعل كل المصريين يستخدمون التطبيق حتى ولو بمقابل دفع الأموال.
ومن جانبه قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتاوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الأرباح الناتجة عن فيديوهات التيك توك، إذا كانت حصيلة معلومات مفيدة دينية أو دنيوية فهى حلال شرعا.
وأشار مدير إدارة الفتاوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر، لـدار الإفتاء المصرية، إلى أن أموال التيك توك، تكون محرمة إذا كانت مقابل فيديوهات خارجة عن العادات أو التقاليد أو الأدب أو تحض على الحرام.
وجاء ذلك ردًّا، من مدير إدارة الفتاوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال: هل الفلوس التى نحصل عليها من تيك توك حرام أم حلال؟
نقلًا عن العدد الورقي…،