بايدن: أمريكا أنهت أطول الحروب في تاريخها بأفغانستان
توجه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشعب الأمريكي بخطاب اليوم حول انسحاب قوات بلاده من أفغانستان بعد حرب فاشلة استمرت 20 عاما تعهد بإنهائها، لكن أيامها الأخيرة ألقت بظلالها على رئاسته.
وقال الرئيس الأمريكي، إن بلاده نجحت في إخراج 90% من الأمريكيين الراغبين بمغادرة أفغانستان، وعملية الإجلاء تعد نجاحا استثنائيا.
ووصف بايدن في كلمته، عملية الإجلاء بـ"التاريخية والناجحة"، مشيرا إلى أن الشعب الأفغاني راقب انهيار دولته وهروب رئيسه.
وتابع:"رغم تدريبنا وتسليحنا للقوات الأفغانية لكنها انهزمت ولم تقاتل، وعلينا عدم نسيان التضحيات التي قدمناها في أفغانستان".
وواصل: "نجحنا بإجلاء عشرات الآلاف من أفغانستان رغم استهداف داعش لمطار كابول، وأنهت أمريكا أطول الحروب في تاريخها في أفغانستان، كما أنهت أكبر عملية إجلاء في التاريخ".
وكان وضع حد لهذه "الحرب التي لا تنتهي" أحد أكبر وعود بايدن أثناء حملته الانتخابية، وكانت الفكرة تحظى بشعبية واسعة.
وبعد مقتل 2356 عسكريا أمريكيا وجرح آلاف آخرين، وإنفاق ما يقدر بنحو 2.3 تريليون دولار في مسعى للانتصار على طالبان، عاد المتمردون إلى السلطة مع فقدان الأمريكيين الاهتمام بالحرب.
لكن الانسحاب الذي انتهى بمغادرة آخر القوات والدبلوماسيين جوا عند منتصف الليل من كابل، اعتبره كثيرون في الولايات المتحدة هزيمة نكراء ليجد بايدن الذي يتحمل تلك الهزيمة، نفسه الآن في وضع سياسي هش.
وبعد رحلات إجلاء استمرت أسبوعين، وهي عملية ضخمة شابها هجوم انتحاري أسفر عن مقتل 13 جنديا أمريكيا وعشرات الأفغان، ترك بايدن للبنتاجون ووزارة الخارجية مسؤولية إصدار إعلان إتمام الانسحاب.
وكان الرئيس الأمريكي قد حضر الأحد الماضي وصول النعوش التي تحوي رفات القتلى العسكريين الثلاثة عشر إلى الأراضي الأمريكية، وهم آخر عسكريين أمريكيين يموتون في حرب لم يعد الرأي العام يدعمها منذ فترة طويلة.
وظهر بايدن علنا لفترة وجيزة أمس الإثنين، لعقد لقاء عبر تقنية الفيديو مع مسؤولين محليين في ولاية لويزيانا لمناقشة الاستجابة لإعصار أيدا، لكنه لم يجب على أسئلة الصحفيين.
ومع إعلان البنتاجون مغادرة الطائرة الأخيرة بسلام، أصدر بايدن بيانا مكتوبا يحث على "صلاة الشكر".
وستتاح لبايدن فرصة لشرح رؤيته خلال الخطاب الذي يلقيه من البيت الأبيض.
يذكر أن كشف والد أحد جنود مشاة البحرية الأمريكية، الذين قُتلوا في الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي خارج مطار كابول بأفغانستان، عن وقوع مواجهة بينه وبين الرئيس الأمريكي، جو بايدن.
لقاء خاص
وقال مارك شميتز، الذي قتل نجله العريف جاريد البالغ من العمر 20 عاما في انفجار مطار كابول، في تصريحات لصحيفة "واشنطن بوست" إنه واجه الرئيس الأمريكي خلال لقاء خاص جمع الأخير مع أهالي الضحايا، يوم الأحد الماضي.
ويوم الأحد الماضي، أعيدت رفات الجنود إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في مناسبة أقيمت في قاعدة دوفر الجوية في ديلاوير، وحضرها الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وأخبر شميتز صحيفة "واشنطن بوست" أنه رفض في البداية التحدث إلى بايدن في المناسبة، لكنه غير رأيه فيما بعد، وقرر أن يواجهه، خاصة وأنه يلوم الرئيس الأمريكي على أن قراره بسحب القوات الأمريكية من كابول كان السبب في مقتل نجله جاريد.
تفاصيل المواجهة
وعن تفاصيل المواجهة، أشار شميتز إلى أن بايدن تحدث في البداية عن فقدان نجله، بو بايدن، وهو من قدامى المحاربين في العراق، بسبب السرطان قبل 6 سنوات، ولكن شميتز طالبه أن يتحدث عن نجله جاريد بدلا من ذلك، وأنه وزوجته أظهرا لبايدن صورة التقطاها مع ابنهما الراحل.
وبحسب تصريحات مارك شميتز لصحيفة "واشنطن بوست"، قال:"قلت لبايدن ألا ينسى اسم ابني أبدا وألا ينسى وجهه أبدا، وألا ينسى أسماء الـ12 الآخرين الذين لقوا حتفهم مع ابني، وخذ بعض الوقت لكي تدرك قصصهم".
لكن وفقا لشميتز، لم يعجب الرئيس الأمريكي جو بايدن برده عليه، وأجابه: "أنا مدرك لقصصهم".
وفي سياق متصل، نقل مارك شميتز المزيد من التفاصيل بشأن مواجهته مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال مقابلة أجريت معه على شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية.
وقال شميتز في اللقاء التلفزيوني: "لم تسر الأمور على ما يرام، "لقد تحدث بايدن أكثر قليلا عن ابنه ثم تحدث عن ابني، وهذا لم ينسجم معي".