وكأنهم أصدقاء.. كيف نسق الجيش الأمريكي مع طالبان عمليات الإجلاء؟
كشفت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن الجيش الأمريكي اتفق سرا مع طالبان على مرافقة عناصر من الحركة لمجموعات إلى بوابات مطار كابول، وأقامت القوات الخاصة الأمريكية بوابة سرية ومراكز اتصال في مطار كابول خلال الإجلاء.
وأنهت الولايات المتحدة أمس الاثنين عملية انسحاب القوات العسكرية الأمريكية من أفغانستان نهائيًا، وفقا للبنتاجون.
وانتهى الانسحاب الأمريكي بعد عملية إجلاء جوي امتدت لأكثر من أسبوعين من مطار كابول، نجحت القوات الأمريكية خلالها في إجلاء الآلاف من المواطنين الأمريكيين والأفغان رغم الفوضى التي سادت تلك العملية.
إنهاء الانسحاب
وأكد الجنرال كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، أن القوات الأمريكية أنهت عملية الانسحاب من أفغانستان.
وقال ماكينزي: "الانسحاب الذي نشاهده الليلة ليس فقط نهاية للدور العسكري في عملية الإجلاء، إنما هو أيضا نهاية لمهمة عسكرية امتدت لعشرين عاما، وكانت بدايتها بعد وقت قصير من الحادي عشر من سبتمبر2001".
وغادرت آخر رحلة جوية أمريكية في إطار إجراءات الإجلاء مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة كابول حوالي الساعة الثالثة والنصف عصرا بتوقيت نيويورك الشرقي في 31 أغسطس بموجب الاتفاق على الانسحاب النهائي من أفغانستان بين الإدارة الأمريكية وحركة طالبان.
ومن المقرر أن ينشر البنتاجون صورا للجنرال كريس دوناهيو والسفير الأمريكي لدى كابول روس ويلسون وهما على متن الطائرة C-17 العملاقة التي تحمل الرحلة الأخيرة في إطار عملية الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية من أفغانستان، وهي أيضا الرحلة الأخيرة من رحلات عملية الإجلاء الجوي.
يُذكر أن الغزو الأمريكي لأفغانستان جاء بذريعة القضاء على الجماعات الإرهابية التي نفذت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، وقتل على مدار السنوات العشرين منذ الغزو الأمريكي حوالي 2461 أمريكيا بين مدني وعسكري علاوة على إصابة حوالي 20000 أمريكي في أفغانستان في تلك الفترة.
وسيطرت طالبان على أفغانستان في 14 أغسطس الجاري بعد أن سقطت العاصمة كابول في أيدي الجماعة المسلحة دون قتال، وهو ما جاء استكمالا لسيطرة طالبان على أغلب أراضي البلاد مع بدء الانسحاب الأمريكي الذي يمثل اليوم نهايته الرسمية.
وقال الجنرال كينيث ماكينزي، أكبر قائد عسكري أمريكي في المنطقة، إن آخر طائرة من طراز سي 17 غادرت كابول وعلى متنها السفير الأمريكي.
وهكذا أنتهت عملية ضخمة لإجلاء أكثر من 120 ألف شخص في ما يزيد قليلًا عن أسبوعين: أميركيون وأجانب آخرون والعديد من الأفغان.
لكن العملية اختتمت بمأساة مقتل مدنيين في ضربة جوية أمريكية وهي مآس لم تغب عن البلاد طوال فترة الحرب.