رئيس التحرير
عصام كامل

يهدد دول الشرق الأوسط.. باحث يحذر من سيناريو خطير ينتظر أفغانستان

 عمرو فاروق الباحث
عمرو فاروق الباحث في شئون الجماعات الإرهابية

أكد عمرو فاروق، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، أن العلاقة بين القاعدة وطالبان فيها تشابه على المستوى الفكري والتنظيمي وهناك روابط قوية تجمعهما خاصة أن أسامة بن لادن نفسه أعطى البيعة للملا محمد عمر كما أنه لم يجد ملاذا آمنا بعد المطاردات من قبل الولايات المتحدة إلا اللجوء إلى أفغانستان خاصة بعد طرده من السودان وإسقاط الجنسية عنه من المملكة العربية السعودية.


وأضاف الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية خلال حديثه لـ«فيتو» أن طالبان كانت يد الحماية لغالبية قيادات تنظيم القاعدة خاصة في الملاحقات لكثير منهم ووضعهم على قوائم الإرهاب الدولي فضلا عن وجود علاقات مالية بينهما، والطرفين استفادا من بعضهم البعض، مشيرا إلى أن طالبان تنظيم محلي يرفع شعار مواجهة العدو القريب أو النظام السياسي القائم محليا لإقامة الولاية الإسلامية في أفغانستان بخلاف القاعدة الذي يرى ضرورة مواجهة العدو البعيد.


وأوضح أن القاعدة تستهدف المصالح الغربية وطالبان تسعى لإقامة رمز من رموز الخلافة محليا، وكان هناك توافق بين الملا محمد عمر وأسامة بن لادن، ويمكن ملاحظة ذلك في أن طالبان متأثرة بالخطاب الفكري والتنظيمي للقاعدة، والبعض يحسبها على المذهب الأشعري لكن هذا الانتساب ظاهري وهي متأثرة بكل رموز الجهاد الأفغاني  مثل الرموز الاخوانية وهي قلب الدين حكمتيار وبرهان الدين رباني وعبدالرب الرسول سياف وغيرهم من الذين خرج من بوتقتهم العديد من الجهاديين، وقد قام تنظيم القاعدة على أكتاف ما يعرف بالمعسكرات السبعة في أفغانستان.

 

علاقة متوترة


وأشار إلى أن العلاقة بين طالبان وداعش متوترة وتنافسية وكلاهما يكفر بعضهما بعضا وهناك خلافات حول بعض الإشكاليات المذهبية والعقائدية وخلاف حول الانفراد بالساحة الجهادية، لذلك فإن الاختلاف ليس قائم على المنهجية الفكرية ولكن على السيطرة والهيمنة، وداعش لديه إشكالية في إنه إقصائي ويحاول السيطرة على النطاق الجغرافي ويؤيد فكرة الجهاد العالمي، وهناك اقتتال بين الطرفين ليس في المرحلة الحالية فقط، ولكن منذ 2015 عندما تم إشهار داعش خراسان وهو التنظيم الأقوى بين الفروع المختلفة لداعش.


وأوضح أن داعش خراسان قائم على مجموعة كبيرة من القيادات المنتمية لحركة طالبان الذين انشقوا ووجدوا في داعش ملاذا آمنا وعندهم خلفية كبيرة بما يدور داخل حركة طالبان وقراءة طبوغرافية لهم والعناصر المؤثرة داخل الحركة ولديهم أسرار التنظيم والمؤسسات الداخلية التي تحكم أتباعه، لافتا إلى أن صعود طالبان للمشهد السياسي سيحول تلك المنطقة إلى ساحة لجذب الكثير من أتباع التنظيمات الاصولية وهناك تقارير صدرت من الأمم المتحدة منذ يونيو من 8 -10 آلاف مقاتل مسلح توجهوا من سوريا والعراق وليبيا وبعض الدول الافريقية إلى أفغانستان.

 

بؤرة للجهاد العالمي

وأشار إلى أن هناك توقعات بتحول أفغانستان لبؤرة للجهاد العالمي واستقطاب الكثير من الشباب تحت لافتة الخلافة الإسلامية الوليدة، ولكن داعش سيسعى لإجهاض تجربة ومشروع طالبان للحفاظ على نفسه باعتباره التنظيم الساعي للجهاد العالمي، ولكن في النهاية كلها جماعات وظيفية تنفذ أجندات لصالح الدول الغربية التي تسعى لشن حروب بالوكالة، والهدف الأساسي من تحويل افغانستان البؤرة ساخنة الاضرار بمصالح بعض الدول مثل إيران ودول الشرق الاوسط وروسيا والصين وإعاقة مبادرة الحزم والطريق وتدمير طريق الحرير الذي يعد العصب الرئيسي للمشاريع الاقتصادية الضخمة للصين في المرحلة المقبلة.

 

المراهنة على الإسلام السياسي


وأكد أن هناك اشكالية اخرى هي المراهنة على ورقة الإسلام السياسي والجماعات الاصولية وتجربة صعود طالبان ستكون ملهمة لكثير من التنظيمات التي قد يتم استنساخها او احيائها وستدخل في صراع مسلح مع الانظمة السياسية او المواجهة المباشرة مع الدول لفرض سيطرتها على الساحة الجغرافية المتواجدة فيها مما سيزيد من وتيرة العنف والإرهاب  في الشرق الأوسط، ومع الاسف احنا مقبلين على وضع سئ جدا في ظل الاعتراف الرسمي وتحويل بعض الكيانات المسلحة إلى كيانات سياسية ذات مرجعية دينية وهو ماصنعته الولايات المتحدة أمام الرأي العام الدولي.

الجريدة الرسمية