تربط أحدهم بجنزير.. مأساة بهانة مع 3 أبناء من ذوي الهمم بالمنوفية
خلف جدران من طين لا تمتلكها، وسقف كون من مجموعة أخشاب، وغرفة واحدة، مأساة تعجز الكلمات عن وصفها وقصة دراماتيكية من أعماق ريف الأرض الطيبة، امتدت لأكثر من نصف قرن ولا زالت نهايتها مجهولة.
داخل ذلك المنزل المكون من الطوب اللبن بقرية نادر التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، تعيش الحاجة بهانة عبد الله رفقة أبنائها الثلاثة، حيث تربط أحدهما بجنزير بينما عيناها تراقب الإثنين الأخرين وذلك لمعاناتهم من الإعاقة الذهنية.
توفى رفيق رحلتها فى الحياة قبل 15 عامًا وتركها تقوم على شئون أولادها بمفردها ترعاهم وتوفر لهم متطلباتهم وتجوب البلاد أحيانًا وقت أن يشرد أحدهم دون أن يدرى إلى أن يذهب أو يتجه.
يبلغ أكبرهم محمد 57 عامًا، بينما يبلغ شقيقه رضا 45 عامًا، وأخرهم جمال يصغره بخمسة سنوات، تسبب مرضهم فى تركهم للمنزل أكثر من مرة، حتى بلغ الأمر بأكبرهم أن يذهب للقاهرة مترجلًا، قبل أن تقوم والدته بنشر صوره حتى تمكنت من إعادته.
لم يكن محمد فقط الذي عرض والدته لذلك الموقف بل تبعه رضا وذهب الى الإسماعيلية وقامت والدته بنفس الفعل ونشرت صوره وجابت القرى والمدن بحثًا عنه حتى رأه أحد أهالى القرية وقام بإعادته لوالدته وأشقائه.
دفع إيجار المنزل
كل تلك المواقف كانت سببًا فى إسالة الدموع لفترات كبيرة من أعين والدتهم حتى كادت أن تفقد نظرها لكنها قامت بإجراء جراحة على نفقة الدولة مكنتها من الاحتفاظ ببعض نظرها لتتمكن من خدمة أولادها ورعايتهم.
الحاجة بهانة لديها قيراطان زراعيان تقوم بتأجيرهما وتوفر من ذلك المبلغ متطلبات أولادها من مأكل وملبس كما تقوم بدفع إيجار المنزل الذى تقطن به من ذات المبلغ الذى تتحصل عليه من إيجار الأرض الزراعية.
الموت هو الكابوس الذي يطارد الحاجة بهانة حيث تخشى على أولادها من بعد فراقهم فلا أحد يرعاهم أو يوفر لهم ما يحتاجونه، لذا وجهت مناشدة للمسئولين أن يوفروا لها سكنًا يأويهم ويحفظ أولادها بعد أن يحين الأجل ذات يوم غير معلوم.