زغلول صيام يكتب: في قضية شيكابالا.. كلنا مذنبون!
بعيدا عن أن عقوبة اتحاد الكرة برئاسة المهندس أحمد مجاهد الموقعة علي محمود عبدالرازق شيكابالا كابتن الزمالك بالإيقاف لمدة 8 شهور ثقيلة أم خفيفة.. مخففة أم مشددة، إلا أن طريقة تناولها تكشف أشياء كثيرة خطأ في منهج حياتنا يجعلنا في الصفوف الخلفية عند العالم الرياضي المتقدم.
كلمة (عيب) اختفت
وأصبح الحديث عن ضرورة نشر القيم والتحلي بالروح الرياضية أمرا غريبا ومدهشا، ويتصور البعض أنك من الكوكب الآخر وويتساءلون ما هذا الكلام الغريب الذي تقوله ؟! كلمة (عيب) اختفت من قاموس حياتنا وهي الكلمة التي يجب أن تقولها لكل من يخرج عن النص.. الأب يقول لابنه عيب عندما يتعامل مع مدرسه بأسلوب لا يليق ولكن كيف والأب يذهب إلى القسم ليحرر محضرا ضد من يعلم ابنه لأنه أراد أن يقومه!!
نحن فهمنا حديث الرسول الكريم (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) خطأ وفسرناه على المزاج رغم أن رسول الإنسانية محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام) عندما سأل ننصره مظلوما عرفناه ولكنه كيف ننصره ظالما فقال أن ترده عليه ظلمه.. صدقت سيدي يا رسول الله.
لم يعد احد يريد أن يراجع أولاده حتى في حياتهم العادية ليقول له عيب أن تعتدي على من هو أكبر منك ولكن كيف …؟ حتى سيطرت تقاليد زائفة علينا، وأصبحنا لا نعرف الصح من الخطأ وبالتالي اختفت الأخلاق إلا فيما ندر.
وأعود إلى موضوع شيكابالا وأنا هنا لا أناقش عقوبة مخففة أو مغلظة، ولكن أتحدث هل هناك أخطاء أم لا؟! هل طريقة احتفاله بالدرع عقب مباراة الإنتاج الحربي ترضى أي شخص طبيعي؟! لن أقول إن المراسم كانت سيئة ولكن لماذا ننسى أشياء كثيرة ونركز على مشهد النهاية.
الكل يتوارى ويخشى الجماهير حتى يقول كلمة حق وحتى عندما قالها ميدو لم يسلم من موجة هجوم رغم أني أرى أنها أفضل ما قال ميدو خلال سنوات ماضية، والحق أنني لا أتحدث عن شيكابالا بعينه وإنما عن كل شيكابالا في الملاعب سواء كان كهربا الذي ارتكب فعل مماثل من قبل ومر مرور الكرام أو أي لاعب يخرج عن النص.
وللأسف أصبح الإعلام الرياضي كمن يسكب البنزين على النار.. هناك أسامة حسني وأيمن شوقي يخرجان بتصريحات من أن هناك توجيهات بأن يذهب الدرع للزمالك وهي تصريحات تكفي لعدم ظهورهم في الفضائيات مرة أخرى، وهناك في المقابل خالد الغندور ورفاقه يغذون نعرات التعصب عبر قنوات وإذاعات الدولة تحت مرأى ومسمع الجميع.
أين ذهبت أخلاقنا؟! أين ما كنا نراه من زمن بعيد عندما كانت تحضر الجماهير لتهتف ضد لاعب أو فريق منافس يذهب لهم الكابتن ويقول لهم عيب ويطالبهم بإيقاف الهتافات فورا.. شاهدنا ذلك ورأيناه قبل أن تسيطر علينا حالة الفوضى المنتشرة والتي أصبحت سمة العصر.. يشارك اللاعبون الجمهور في سب المنافس حتى أصبحت قانون الحياة الآن.
أيادٍ مرتعشة
أصبحت إدارات الأندية أيديها مرتعشة بسبب الخوف من ضغوط السوشيال ومجموعة الجالسين 24 ساعة علي السوشيال، وأصبحت هناك حالة خوف من اتخاذ المواقف التربوية كما كان يحدث سابقا عندما يبادر النادي إلى معاقبة لاعبه قبل الاتحاد وحدثت كثيرا دون خوف من جمهور قبل أن تظهر السوشيال.
كلنا مذنبون
شاهدنا ورأينا في السوبر المصري في الإمارات وهناك لم يراع حرمة أو دين وظهر شكلنا وكأننا من القرون الوسطى أمام شاشات العالم وها نحن نعاود الكرة من جديد ونظهر أسوأ ما فينا أمام العالم والحقيقة أننا جميعا مذنبون وليس شيكابالا أو غيره ممن يغذون نعرات التعصب.
ولكن للحق أعجبني كلام المهندس حسين لبيب رئيس الزمالك في مداخلته مع أحمد موسى أمس وهو ما يعكس أنه رجل رياضي متميز صاحب أخلاق عالية.. أعتقد أننا سنظل على العهد دون أن نخشى من بعض صبية السوشيال وسنقاوم حتى تعود لنا الأخلاق من جديد التي افتقدناها من زمن بعيد.. وللحديث بقية.