أسسه إيطالي في الحكم الأول لطالبان.. قصة مستشفى أنقذ ضحايا انفجار كابول
أدى مستشفى الطوارئ في العاصمة الأفغانية، كابول، دورا هاما وحاسما، في إنقاذ العديد من الجرحى الذين أصيبوا جراء الانفجار الإرهابي المزدوج الذي نفذه عناصر من تنظيم داعش في محيط المطار الدولي يوم الخميس الماضي، وذلك وفقا لما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست".
وقالت الطبيبة، جينا بورتيلا، المنسقة الطبية لحالات الطوارئ في كابول، "لقد اعتنينا بالحالات الأكثر إلحاحًا، ويقوم الجراحون والأطباء بمراجعة المرضى للتأكد من عدم وجود إصابات أخرى".
وأوضحت أن المستشفى كان مكتظًا في البداية، لافتة إلى "كان الكثير من الناس يأتون وهم في حالة من الذعر، وكان علينا فقط طمأنتهم".
وأشارت بورتيلا إلى أن 38 جريحا من هجمات الخميس لا يزالون موجودين في المستشفى ويتلقون العلاجات الضرورية لإنقاذ حياتهم للحياة، مؤكدة أن عمر أصغر الضحايا يتراوح بين 10 و15 عامًا، والأكبر سنًا بين 50 عاما و60 عامًا.
وأكدت أنه لم يكن أمام موظفي المركز الكثير من الوقت من الوقت لطرح الأسئلة أو تدوين التفاصيل، وبالتالى تجاوز الأطباء بروتوكول محدد مسبقًا لاستقبال حالات الطوارئ.
وعلى مدار العام تقريبًا، لم يكن المستشفى الفريد من نوعه في العاصمة يستقبل فقط جرحى الحرب، بل أيضا ضحايا نيران معارك العصابات والأعمال الإجرامية، لذلك وضع لافتة كبيرة على بابه تحذر الزوار بأحرف حمراء: الأسلحة ممنوعة".
ملاذ هام لإنقاذ الأرواح
ولقد أدى ذلك المرفق الطبي الكثير من الأدوار الهامة على مدار أكثر من عقدين في تقديم رعاية طبية متقدمة للسكان الذين يعيشون في المناطق الريفية، حيث كان العديد من الجرحى الأفغان يأتون من أماكن بعيدة وعلى نطاق واسع للحصول على علاجات ناجعة تنقذ حياتهم.
وكان بعضهم يقطع مسافات طويلة لعدة أيام سيرا على الأقدام في ظروف مناخية قاسية، وهم يصارعون الأمراض الشديدة.
ونوهت بورتيلا إلى أنه وحتى هجوم يوم الخميس، كان هناك وقت قصير من الهدوء بعد استيلاء طالبان على السلطة قبل أسبوعين تقريبًا.
وكان هذا المستشفى قد رأى النور في العام 2000 إبان حكم طالبان، بفضل جراح وناشط حقوق إنسان إيطالي، الطبيب الراحل، جينو سترادا.
روضة أطفال
وقد خاض سترادا مفاوضات مباشرة مع زعيم طالبان الراحل، الملا محمد عمر، قبل أن يحصل على روضة أطفال مهدمة لإعادة بناء المستشفى على أنقاضها.
ومنذ ذلك الوقت استمر المستشفى في تقديم خدمات الضرورية والمنقذة للعديد من أبناء الشعب الأفغاني.
وتختم بورتيلا بالقول: "مهمتنا ليست دائمًا سهلة.. ولكني أرى ما يجري هنا، وأعلم أن الناس في حاجة إلى إلينا، ولابد لنا من القيام بشيء ما لمساعدتهم".