بعد توجيه ضربة أمريكية لـ داعش.. هل تعود المواجهات المباشرة بين الولايات المتحدة والتنظيمات المتطرفة بأفغانستان؟
شنت أمريكا غارة بطائرة مسيرة على هدف لتنظيم داعش في أفغانستان اليوم السبت بينما يدخل الجسر الجوي مراحله الأخيرة في أجواء من التوتر الشديد بين خطر حدوث اعتداءات جديدة وتبادل الهجمات الإعلامية بين طالبان والأمريكيين بشأن مطار كابول.
تبادل الهجمات
وقال الكابتن بيل أوربان من القيادة المركزية الأمريكية في بيان إنّ "الغارة الجوية من دون طيار وقعت في ولاية ننجرهار في أفغانستان والمؤشّرات الأولية تفيد بأنّنا قتلنا الهدف" وأضاف أنه "لا عِلم لنا بسقوط أيّ ضحايا مدنيّين".
وهذه أول ضربة ينفذها الجيش الأمريكي منذ الهجوم الذي وقع الخميس الماضي في مطار كابول وأدى إلى سقوط 85 قتيلا على الأقل بينهم 13 جنديا أمريكيا.
وبعد الهجوم الذي تبناه تنظيم داعش في ولاية خراسان، توعد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالرد. وقال لمنفذي الهجوم الأكثر دموية الذي يستهدف الجيش الأمرييكي في أفغانستان منذ 2011 "سنلاحقكم ونجعلكم تدفعون الثمن".
وبعد اعلان تنظيم داعش خراسان مسئوليته عن تفجير مطار حامد كرزاي بالعاصمة الأفغانية كابول، وسقوط أكثر من 170 قتيل، لم يبقى في افغانستان ما يمكن أن تخفيه ولتعلن عودة سياسة التطرف والإرهاب من جديد؛ برعاية تجارة المخدرات.
ففي تصريح جديد للمتحدث باسم حركة "طالبان" ذبيح الله مجاهد، أعلن أن الحركة بعد وصولها إلى الحكم ستشدد إجراءات مكافحة المخدرات على الرغم من انه عصب الاقتصاد الأفغاني ومصدر الدخل الوحيد للفلاحين الأفغان.
ثلاثة ملايين أفغاني مدمنون
وقال مجاهد في الوقت الحالي: إن قرابة ثلاثة ملايين أفغاني مدمنون للمخدرات. هذه ظاهرة مأساوية بالنسبة لنا. سنحاول التخلص من إنتاج وتصنيع المخدرات. سنة 2001 استطعنا اجتثاث إنتاج وتصنيع المخدرات. سنعمل بنفس الاتجاه".
وأضاف: "في بعض الولايات لا تزال تزرع وتجمع وتصنع المخدرات. وهنا أيضا من الضروري التعاون ليس فقط مع دول المنطقة، بل ومع الدول الأخرى المهتمة. ومن الضروري توجيه المزارعين لزراعة منتجات أخرى بدلا من المخدرات".
وأكد مجاهد أن "طالبان" ستولي الاهتمام بعدم السماح بمرور المخدرات عبر المطارات ومناطق العبور الحدودية، معربا عن الأمل بأن تولي الحكومة المقبلة اهتماما خاصا لهذه المشكلة.
إنتاج الأفيون في أفغانستان
وشهدت السنوات الثلاث الماضية بعض أعلى مستويات إنتاج الأفيون في أفغانستان، وفقا لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، لتصبح تجارة المخدرات العمود الفقري الحقيقي للاقتصاد الأفغاني.
وتمثل هذه المشكلة مصدر قلق خاص بالنسبة لروسيا، التي أصبحت خلال العقود الماضية سوقا كبيرة لترويج الهيروين الأفغاني.
والآن مع صعود "طالبان" للسلطة في أفغانستان، أكدت موسكو رغبتها في أن "يتوقف جريان أنهار وبحار المواد المخدرة والأفيون في أفغانستان، وأن يتوقف توجهها إلى مختلف انحاء العالم"، حسبما قال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف.
فرار قوات الأمن
ومن المخدرات إلى المتفجرات؛ فبعد سقوط العاصمة الافغانية كابول في يد حركة طالبان خلال أيام وفرار قوات الأمن والرئيس الأفغاني أشرف غني والسيطرة على القصر الرئاسي وإجلاء القوات الأمريكية، تولت طالبان الحكم فعليًا في افغانستان.
وجاء الرد سريعًا من تنظيم داعش خراسان على توجهات أفغانستان المستقبلية باستهداف مطار حامد كرزاي.
حيث كشف تنظيم داعش الإرهابي عن اسم وصورة الانتحاري المسئول عن واحد من تفجيري مطار كابول اللذين أوديا بحياة العشرات.
وجاء في بيان تنظيم داعش-خراسان، ونشرته وكالة "أعماق"، أن اسم الانتحاري هو "عبد الرحمن اللوغري".
كما نشر التنظيم صورة للمفجر "اللوغري".
خمسة أمتار من القوات الأمريكية
وقالت "أعماق"، في بيان، إن أحد عناصرها استطاع التغلب على جميع التحصينات الأمنية، حيث وصل إلى مسافة "لا تزيد على خمسة أمتار من القوات الأمريكية".
وارتفعت حصيلة الهجوم على مطار كابول، وفق مسئولين أمريكيين وأفغان وبلغت 170 قتيل، في وقت قالت قناة "فوكس نيوز" Fox News الأمريكية إن المئات من عناصر تنظيم داعش ينتشرون قرب مطار كابول.
وأعلن البنتاجون مقتل 13 عسكريا أمريكيا وإصابة 18 آخرين في هجومين انتحارين استهدفا مطار كابول، محملا تنظيم "داعش-خرسان" مسؤولية الهجوم.
خطط لضرب التنظيم
فيما تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ"مطادرة" منفذي الهجوم مؤكدا أن تنظيم داعش لاية-خراسان'' خطط لعدة عمليات ضد أمريكيين في أفغانستان وكشف أنه طلب إعداد خطط لضرب التنظيم؛ من جهتها، دانت حركة طالبان الهجوم في منطقة قالت إنها خاضعة لإشراف الجيش الأمريكي.