رئيس التحرير
عصام كامل

سلاح طالبان.. من الكلاشنيكوف لـM-16 الأمريكية.. وتخوفات من سيطرة الحركة على أحدث الأسلحة

27 عامًا مضت على تأسيس حركة طالبان في أفغانستان عقب الانهيار السوفيتي في البلاد حيث تولت بعدها الحركة الحكم وظلت المعادلة الأصعب في تاريخ أفغانستان لتختفي قليلا عن المشهد بعد الاحتلال الأمريكي عام 2001 إلى أن تقرر أمريكا الانسحاب وتعود طالبان مجددًا إلى صدارة المشهد ولكن هذه المرة بشكل مختلفة وبأسلحة أكثر تطورًا عن الأسلحة البدائية التي كانت بحوزة الحركة مع بداية تأسيسها.

 

الكلاشينكوف 

لسنوات، كان مقاتلو طالبان، مثل المنظمات الإرهابية الأخرى في جميع أنحاء العالم، يستخدمون بنادق الكلاشنيكوف والطرازات المشابهة لها ولكن الآن يستولون على أحدث الأسلحة الأمريكية، والعديد من بنادق الكلاشنيكوف في أفغانستان هي نسخ طبق الأصل، لكن بعض البنادق بقيت هناك منذ الاحتلال السوفيتي الذي انتهى في عام 1989. صُنعت بنادق الكلاشنيكوف الأولى بعد الحرب العالمية الثانية، بناءً على نموذج ألماني. منذ ذلك الحين، أصبح الكلاشنيكوف سلاحًا شائعًا في ترسانة المنظمات الإرهابية وعلى رأسها طالبان.

وبالبنادق وأحدث الأسلحة الأمريكية أعلن عناصر طالبان النصر بعد أن استولوا على كافة أنحاء البلاد، وبـ 100 ألف سلاح خفيف، منها "M-16" و"M-4"، و76 ألف مركبة، و16 ألف جهاز رؤية ليلية، إلى جانب 162 ألف جهاز اتصال لاسلكي هي الأسلحة التي أمدت بها الولايات المتحدة الجيش الأفغاني خلال عشرين عامًا وقدرت بمئات مليارات الدولارات، أصبحت حاليًا طالبان تمتلك أحدث الأسلحة، لكن اللافت أن تلك الأسلحة وفقًا للمراقبين تحتاج لصيانة، لكن يمكن الاستفادة منها من خلال بيعها لمليشيات في أماكن أخرى، وبذلك ستكون مصدرًا لتهديد تلك الدول.

 

مروحيات بلاك هوك 

من بين أمور أخرى، سيطرت طالبان على مروحيات بلاك هوك، والتي نقلها الأمريكان إلى القوات الأفغانية في الحرب ضد طالبان، كما خطفت طائرات الهليكوبتر في مطار في قندهار، كما استولى متمردو طالبان على مركبات وآليات "هامفي" وأسلحة خفيفة وذخيرة، وبذلك تمتلك طالبان حاليًا كمية كبيرة من المعدات العسكرية الأمريكية الحديثة، علمًا أن أن هذا التسلح لم يساعد عناصر طالبان فقط في الوصول إلى كابل، إنما يعزز سلطتهم في كافة أفغانستان والمناطق التي سيطروا عليها.

وعندما احتلت حركة طالبان مدينة قندوز في شمال أفغانستان، استولى التنظيم على مدرعات عسكرية محملة بالأسلحة الثقيلة والمدفعية، وفي مطار المدينة حاصر مقاتلو طالبان مروحية عسكرية كانت على المدرج، وبعد أيام قليلة مع دخول قوات طالبان العاصمة كابول، تم تصوير مقاتلي التنظيم مع المسروقات المتبقية في المنطقة، وتباهت حركة طالبان بالنهب الذي استولت عليه أثناء الاحتلال السريع لأفغانستان: مروحيات وعربات مدرعة وذخيرة وبنادق تركها جنود أفغان خائفون أصبحت الآن في أيدي التنظيم.

وبحسب آكي فريتز، الخبير في مكافحة الإرهاب في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الذي تحدث لوسائل إعلام أجنبية، فإن المروحيات التي استولت عليها طالبان "ستكون لأغراض دعائية فقط" وأن الأدوات التي ستكون أكثر فائدة هي الأسلحة الخفيفة والمركبات العسكرية المتروكة على الأرض. ووفقًا لمعلقين آخرين، فإن النهب الذي قامت به طالبان خلال حملة الاحتلال يعزز صورة الحركة - بالإضافة إلى الدعم الذي يتلقاه التنظيم، وفقًا لتقديرات، من الحلفاء الإقليميين مثل باكستان، وفي كل الأحوال، بالنسبة لدعاية طالبان، يعتبر الاستيلاء على الأسلحة - خاصة تلك المصنوعة في الولايات المتحدة - إنجازًا فكريًا مهمًا.

ووفقًا للمراقبين فإن هذا الوضع يشبه ما جرى في الماضي بالعراق بعد انسحاب الولايات المتحدة منها، حيث سيطر تنظيم داعش على مناطق واسعة من البلاد، وعلى رأسها مدينة الموصل التي احتلها عام 2014، وقام بتخزين الأسلحة الأمريكية وسيارات الدفع الرباعي، ومن ثم استعان الإرهابيون بتلك الغنائم لإقامة "إمارة إسلامية" حتى هزيمتهم في عام 2017.

 

جمع الأسلحة

في غضون ذلك، يبدو أن طالبان لا تكتفي بالأسلحة التي تخلى عنها الجنود الأفغان ولكن طالبان في كابول بدءوا في جمع الأسلحة من المدنيين لأنهم ووفقا للتنظيم لم يعودوا بحاجة إليها للدفاع عن النفس، ويقول عناصر طالبان لوسائل الإعلام الأجنبية: "نتفهم أن الناس احتفظوا بالسلاح من أجل سلامتهم الشخصية إنما يمكنهم الشعور بالأمان الآن، لسنا هنا لإيذاء المدنيين الأبرياء". ويسير مقاتلون دوريات في الشوارع على متن آلية مرسوم عليها نسر يهاجم أفعى وهي الشارة الرسمية لأجهزة الاستخبارات الأفغانية.

وكتب سعد مشاني، المقيم في كابول والذي يدير شركة الاتصالات الأفغانية موبي، على تويتر أن أفراد طالبان جاءوا إلى مكاتب شركته للاستفسار عن أسلحة حراس الأمن لديه؛ وأصبح عناصر طالبان منتشرون في كل مكان بشكل واسع وينشرون على مواقع إلكترونية مقاطع فيديو تُظهر مقاتلين من الحركة يصادرون شحنة أسلحة هنا أو هناك ومعظمها من قوى غربية، فضلًا عن مشاهد الاستسلام من قبل الجنود الأفغان وتسليم أسلحتهم لعناصر حركة طالبان، وعلى ما يبدو فإن الأمريكان كانوا على استعداد لفكرة أن عناصر طالبان سيستحوذون على الأسلحة الأمريكية وربما أيضًا توقعوا السقوط السريع لأنحاء البلاد. ويعد الانسحاب شبه الكامل للولايات المتحدة وقواتها فرصة لعناصر طالبان لامتلاك عدد كبير من العتاد العسكري الأمريكي من دون الحاجة إلى إنفاق مليم واحد للحصول عليها.

 

نقلًا عن العدد الورقي..،

الجريدة الرسمية