دموي لا يرحم حتى الأطفال.. ما هو "داعش خراسان" المرتكب لمذبحة مطار كابول؟
خلال الأيام الماضية، عاد تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان إلى الأضواء، وكانت البداية مع تحذيرات من شنه هجمات إرهابية في العاصمة كابول، وسرعان ما وقعت تلك الهجمات مخلفة حصيلة ثقيلة.
وتبنى داعش في أفغانستان، الذي يعرف باسم "ولاية خراسان"، التفجيرين الداميين اللذين وقعا خارج مطار كابول، مما أسفر عن مقتل 72 شخصا، من بينهم 13 جنديا أميركيا.
وقبل يومين من الهجوم، حذر الرئيس الأميركي جو بايدن، من أن كل يوم إضافي في أفغانستان هو يوم يخطط فيها "داعش خراسان" لشن هجوم إرهابي على المطار لضرب القوات الأميركية والقوات الحليفة والمدنيين الأبرياء وهذا بالفعل ما حدث.
ويعرف تنظيم "ولاية خراسان" بأنه العدو اللدود لحركة طالبان، حيث خاض الطرفان معارك عنيفة في الماضي.
بداية التنظيم
وتأسس هذا التنظيم في أفغانستان عام 2015، ويحمل اسما قديما لآسيا الوسطى التي تضم أفغانستان، وفق صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية.
مجازر دموية للأطفال
وارتكب التنظيم الإرهابي فظائع يندى لها الجبين في أفغانستان، مثل ذبح 16 شخصا بينهم رضيعان حديثا الولاة في مستشفى تديره جمعية أطباء بلا حدود في كابل عام 2020، إضافة إلى هجوم مسلح على جامعة كابل في العام نفسه مما أدى إلى مقتل 22 طالبا.
وكذلك استهدف مدرسة للبنات في العاصمة الأفغانية بعدة سيارات مفخخة ما أسفر عن سقوط أكثر من 40 قتيلا.
وينقل تقرير من موقع "بزنس إنسايدر" الأميركي أن "الدولة الإسلامية في ولاية خراسان" أو "داعش خراسان"، هو فرع من تنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان ويناصب طالبان العداء منذ سنوات.
موقفه من طالبان
وينظر تنظيم داعش إلى طالبان على أنها مرتدة، وليست متدينة بما فيه الكفاية من حيث نهجها تجاه الإسلام.
وندد قادة التنظيم باستيلاء طالبان على أفغانستان، لذلك فمن مصحلة التنظيم شن هجمات تثير الفوضى في البلاد بعد سيطرة الحركة لإحراجها، بحسب التقرير.
وتلقى "داعش خراسان" الدعم من القيادة الأساسية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا منذ تأسيسه في عام 2015.
قاعدة خلافته العالمية
وفقا لتقرير صدر عام 2018 عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية. ومع فقدان التنظيم الإرهابي لأراضيه في العراق وسوريا، "تحول الاهتمام بشكل متزايد إلى أفغانستان كقاعدة لخلافته العالمية"، بحسب دائرة الاستخبارات الأمنية الكندية.
ويعد شهاب المهاجر، زعيم فرع "داعش" في المنطقة، ويعتقد أن الجماعة لديها ما بين 1500 إلى 2000 مقاتل في أفغانستان، وفقا لتقرير للأمم المتحدة صدر في يونيو الماضي.
وتقول الأمم المتحدة إن الجماعة تعتمد في المقام الأول على خلايا منتشرة في جميع أنحاء البلاد تعمل بشكل مستقل ولكنها تشترك في نفس الأيديولوجيا.
وجاء في تقرير الأمم المتحدة أنه "على الرغم من الخسائر العامة خلال عام 2020"، لا يزال التنظيم يشكل تهديدا للبلاد والمنطقة بشكل أوسع.
وبحسب الأمم المتحدة، شن التنظيم، في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2021 وحده، 77 هجوما في أفغانستان. ويمثل ذلك زيادة كبيرة عن الفترة نفسها من عام 2020، حيث بلغ عدد الهجمات التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها أو نسبت إليه 21 هجوما.
وينقل "بزنس إنسايدر" عن جنيفر كافاريلا، زميلة الأمن القومي في معهد دراسة الحرب، قولها إن التنظيم كافح من أجل الحصول على موطئ قدم كبير في أفغانستان، ولا يزال يشكل تهديدا قويا وأحد "أهم الجماعات التابعة لتنظيم داعش العالمي".
تقويض حكم طالبان
وتتوقع كافاريلا أن يحاول داعش تقويض حكم طالبان و"مهاجمة الشرعية الدينية لطالبان على الأرض".
وينقل الموقع أن مصادر قوة التنظيم لاتزال قائمة، فهو لايزال قادرا على تجنيد المسلحين، وسيواصل استخدام الدعاية ضد طالبان، وقد يحاول أيضا تجنيد أعضاء أكثر تطرفا في طالبان أو غيرهم "من المسلحين الذين يشعرون بالتهميش".