مخاوف أمريكية من هجمات «داعش خراسان»
كشفت وسائل إعلام أمريكية في نبأ عاجل عن تهديد إرهابي محدق بأفراد الجيش الامريكي في العاصمة الأفغانية كابول، من قبل ما يسمى بتنظيم "داعش خراسان".
وأشارت المعلومات التي نقلها مسؤولون من وزارة الدفاع الأمريكية للمشرعين الأمريكيين، إلى وجود تهديدات جدية لأفراد الجيش الأمريكي والطائرات العسكرية والمدنية الأمريكية العاملة في مطار كابول الدولية، يقف خليها تنظيم فرع داعش الناشط في مناطق أواسط آسيا، الذي يُسمى اختصارًا "داعش خرسان ISIS-K".
وزارة الدفاع الأمريكية
المعلومات التي ذكرتها وزارة الدفاع الأمريكية، تحدثت عن سعي التنظيم إلى استهداف بوابات مطار كابول الدولي، كما أن المتطرفين جربوا أكثر من مرة استهداف الطائرات العسكرية المغادرة من مطار كابول، حسبما ذكرت موقع بوليتيكو نقلًا عن ثلاثة مساعدين في الكونجرس الأمريكي، إلى جانب مصادر استخباراتية مُطلعة.
الرئيس الأمريكي جو بايدن تبنى تلك المعلومات تمامًا، مذكرًا في تصريحات واضحة إن استمرار بقاء القوات الأمريكية في أفغانستان بعد تاريخ الـ31 من أغسطس الحالي غير مقبول، مُشددًا على أن تنظيم "داعش خرسان" يشكل تهديد عمليًا على الأرض، وأن المواطنين الأمريكيين قد يتعرضون لانتقام هذه الجهة.
وعود طالبان
وكانت حركة طالبان قد تعهدت بعدم تحول بلادها إلى بؤرة للتنظيمات المُتطرفة، لا سيما التي تُهدد دول الجوار أو الأمن والسلام الدولي؛ مذكرة بأنه كان ثمة شقاق كبير بين الحركة ومقاتلي داعش على الدوام، لأنهم لم يكونوا على وفاق في أي وقت.
لكن المراقبين كانوا يُشيرون إلى العلاقات التقليدية التي كانت تجمع الحركة بتنظيم القاعدة أثناء حُكمها لأفغانستان خلال الأعوام (1996-2001) حينما تحولت المناطق المحكومة من طالبان إلى بؤرة لتمركز التنظيمات المُتطرفة والتي تتبنى ما يعرف بـ"النزعة الجهادية العالمية".
الباحث والخبير الأمني الأفغاني تمارغي هسدران، شرح في حديث مع سكاي نيوز عربية، تفاصيل ما يتم تداوله بشأن تنظيم داعش خرسان في أفغانستان قائلًا "منذ سنوات كانت الحكومة المركزية قد فقدت السيطرة الفعلية على الكثير من المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد، ومُختلف التنظيمات المُتطرفة الآسيوية كانت تسعى لأن تخلق موطئ قدم لها في أفغانستان، لا سيما ذات التوجهات الجهادية العالمية".
وأورد أن حركة طالبان تمكنت من شراء ولاء الكثير من تلك التنظيمات، إلا أن تنظيم داعش، وبفعل الضجة التي أحدثها خلال السنوات الماضية في سوريا والعراق، فإنه لم يُجر أية تسوية مع حركة طالبان، وكانت الاستخبارات العسكرية التابعة للحكومة السابقة تصمت عن الكثير من خلاياها النائمة، متمنية أن يحدث صدام بينها وبين حركة طالبان، ومع حالة الفوضى الراهنة فإن تلك الخلايا صارت ناشطة حاليًا".
طالبان مستفيدة
والمتابعون للشأن الأفغاني أشاروا إلى استفادة حركة طالبان من مثل هذه المعلومات المتداولة، لأنها تُظهر الحركة كتنظيم وسطي قادر وساعي إلى مواجهة الجهات شديدة التطرف، التي تملك أدوات ونزعات لنشر العنف في مختلف مناطق العالم، وهي قد تستفيد من ذلك مستقبلًا داخليًا، من خلال تمييز أنفسها في نظر المُجتمع الأفغاني.
وكان تنظيم داعش خرسان، واحدًا من التنظيمات التي أعلنت عن نفسها كفروع لتنظيم داعش المركزي الذي سيطر على مناطق واسعة من سوريا والعراق خلال العام 2014.
فهذا التنظيم كان يُعلن عن نيته لقيادة أعمال التنظيم في مناطق آسيا، ونفذ العديد من العمليات الإرهابية في كُل من باكستان وطاجكستان والهند.
حافظ سعيد خان
وثمة مخاوف شديدة من مستويات التداخل بين هذا التنظيم وحركة طالبان، فالقائد العام الأول لهذا التنظيم (حافظ سعيد خان) كان مقاتلًا في تنظيم طالبان-باكستان، ونائبه عبد الرؤوف علي زادة كان بدوره مقاتلًا في تنظيم طالبان نفسها، اللذين قُتلا في قصف أميركي خلال العام 2016.
وتنظيم داعش خرسان كان ناشطًا في إقليمي هلمند وفرح الأفغانيين، لكنه حسب تقرير صدر عن الأمم المتحدة في شهر يونيو من العام 2020 قد تراجع في قدراته على تنفيذ عمليات مباشرة، بسبب الصراع الداخلي بين قادته، وأن أغلبت خلاياه التى تعمل بشكل صامت، خصوصًا وأنها لم تدخل في مساومة مع حركة طالبان.