تلوث كارثي يحرم الليبيين من شواطئ طرابلس | صور
يحرم تلوث شاطئ العاصمة الليبية طرابلس وضواحيها المطل على البحر الأبيض المتوسط الليبيين من الاستمتاع بموسم الصيف.
وكانت وزارة البيئة الليبية منعت الشهر الماضي المواطنين من السباحة في عدد من الشواطئ نظرا لقربها من مصبات الصرف الصحي التي تنقل كميات ضخمة إلى البحر مباشرة من دون معالجة.
ويصف عبد الباسط الميري، مسؤول مسح الشواطئ في وزارة البيئة الليبية تلوث الشواطئ بأنه "كارثي".
ويوضح "للأسف وضع شواطئ طرابلس كارثي وبحاجة إلى حلول سريعة تعالج هذا الملف، الذي يضر الإنسان والبيئة على حد سواء".
مياه الصرف الصحي
وتصب مياه الصرف الصحي في البحر منذ عقود، لكن هذه المياه المبتذلة كانت سابقًا تمر عبر محطة معالجة قديمة توقف العمل بها منذ سنوات دون إيجاد بدائل.
تقول سارة النعمي، العضو في مجلس بلدية طرابلس، إن "مشكلة تلوث شاطئ طرابلس هو توقف محطة معالجة مياه الصرف الصحي، وبالتالي التصريف يكون باتجاه الشاطئ للتخلص من كميات ضخمة يوميًّا".
وتضيف "قمنا بإجراء تحاليل لعينات من 5 مواقع، تبين أن الشاطئ ملوث بالكامل لاحتوائه على نسب عالية من البكتيريا تتجاوز 500%".
وتوضح مسؤولة البيئة في البلدية "تحدثنا مع الحكومة السابقة والجديدة أيضا، بالحاجة إلى مشروع متكامل لمعالجة مياه الصرف الصحي".
لكنها تقول "يجب اعتماد حلول مؤقتة للتخفيف من حجم تلوث المياه والشواطئ، وهي ممكنة من خلال مرور المياه السوداء في أحواض خاصة لترسيب المخلفات لتصفيتها، قبل نقلها إلى البحر".
وبمجرد الاقتراب من الشاطئ، يلاحظ وجود بقع شديدة التلوث تمتد لمسافات كبيرة على سطح المياه، إلى جانب تراكم المخلفات الصلبة بمختلف أشكالها، الأمر الذي دفع السلطات إلى وضع لافتات تحذيرية من السباحة في مساحات شاطئية ذات معدلات التلوث الأعلى.
النفايات الصلبة
وتتكدس النفايات الصلبة من عبوات بلاستيكية ومعدنية وغيرها على الشاطئ ما يسهم في تلوث شاطئ طرابلس التي يتجاوز عدد سكانها مليوني نسمة.
وتمتلك العاصمة الليبية ساحلًا بطول 30 كيلومترًا تقريبًا يطل على البحر المتوسط، من إجمالي ساحل البلاد الذي يصل طوله إلى 1900 كيلومتر.
ورغم التوصل إلى هدنة وتشكيل حكومة قبل أشهر عدة وتحديد انتخابات في ديسمبر المقبل لا يزال الليبيون يعانون في حياتهم اليومية من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ومن أزمة سيولة وتضخم جامح.
وتشكل السباحة في بلد يفتقر إلى المرافق الترفيهية متنفسا لسكان البلاد البالغ عددهم 7 ملايين نسمة، وينزل البعض إلى البحر رغم المخاطر.