بيان عاجل من المغرب بعد قرار الجزائر بقطع العلاقات بين البلدين
أصدرت وزارة الخارجية المغربية بيانا أعربت فيه عن أسفها لقرار الجزائر ”غير المبرر تمامًا“ قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب بدعوة “أعمال عدائية” من المملكة.
وأكد بيان الخارجية المغربية أنَّ الرباط ”ترفض بشكل قاطع المبررات الزائفة بل العبثية التي انبنى عليها“، معتبرًا أنّ هذا القرار ”كان متوقعًا بالنظر إلى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الأخيرة.
وأشار إلى أن "الرباط ستظل شريكًا صادقًا ومخلصًا للشعب الجزائري، وستواصل العمل بكل حكمة ومسؤولية من أجل تنمية علاقات مغاربية صحية ومثمرة".
وكانت السلطات الجزائرية قررت الثلاثاء قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب بسبب ما اعتبرته "الأعمال العدائية" للمملكة، وفق ما أعلنه وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة.
وأعلن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة الثلاثاء، قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع المغرب بسبب "الأعمال العدائية" للمملكة.
وأوضح لعمامرة في مؤتمر صحفي: "قررت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع المملكة المغربية ابتداء من اليوم".
الأعمال العدائية
ومن جملة الأسباب التي أدت إلى هذا القرار قال وزير الخارجية الجزائري: "ثبُت تاريخيا أن المملكة المغربية لم تتوقف يوما عن الأعمال الدنية والعدائية ضد الجزائر" ساردا الأحداث منذ حرب 1963 إلى عملية التجسس الأخيرة باستخدام برنامج بيغاسوس الإسرائيلي.
كما حمل "قادة المملكة مسؤولية تعاقب الأزمات التي تزايدت خطورتها"، معتبرا أن "هذا التصرف المغربي يجرّ إلى الخلاف والمواجهة بدل التكامل في المنطقة" المغاربية.
وكانت قالت الرئاسة الجزائرية الأربعاء الماضي إنها قررت "إعادة النظر" في علاقاتها مع الرباط معتبرة أن هذه الخطوة، التي ستزيد من تأزيم وضع العلاقات بين البلدين، راجعة لـ"الأفعال العدائية المتكررة من طرف المغرب". كما أعلنت "تكثيف المراقبة الأمنية على الحدود الغربية".
الحدود بين البلدين
تجدر الإشارة إلى أن الحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة رسميًا منذ 16 أغسطس 1994.
واتهمت الرئاسة الجزائرية في بيانها المغرب وإسرائيل بالتآمر ضدها. وقالت إن الاجتماع بحث "الأحداث الأليمة الأخيرة والأعمال العدائية المتواصلة من طرف المغرب وحليفه الكيان الصهيوني ضد الجزائر".
وبحسب السلطات الجزائرية، فإن معظم الحرائق التي اندلعت في الجزائر مفتعلة على الرغم من أنها لم تقدّم أي دليل على ذلك حتى الآن.
وتواصلت حلقات تصاعد التوتر بين الجارين المغاربيين، فبعد اتهام الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون المغرب بـ"الأفعال العدائية"، ندد ملك المغرب محمد السادس، بـ"عملية عدوانية مقصودة" ضد بلاده "من طرف أعداء الوحدة الترابية"، دون أن يسميهم.
يقول الكاتب الصحفي المغربي عبد الرحيم التوراني إن "أعداء الوحدة الترابية هم معروفون وليسوا أشباحا، وفي مقدمتهم الصحراويون الانفصاليون، ثم الدولة الجزائرية التي ترعاهم منذ بداية سبعينيات القرن الماضي".
وبعد اجتماع للمجلس الأعلى للأمن، قررت الجزائر "مراجعة" علاقتها بالمغرب، واتهمت الرئاسة جماعتي رشاد الإسلامية وحركة الماك الانفصالية في منطقة القبائل، صنفتهما مؤخرا ضمن المنظمات الإرهابية، بالتورط في حرائق غابات مدمرة هذا الشهر، وقالت إن الماك مدعومة من المغرب وإسرائيل.
ووصفت الجزائر حرائق الغابات التي اجتاحتها بأنها "الأشرس"، وتسببت في أضرار، وأودت بـ90 شخصا على الأقل في عدة محافظات خاصة تيزي وزو، في منطقة القبائل شرقي العاصمة.
لكن الجزائر لم تقدم دلائل على صلة المغرب بدعم الماك وإشعال الحراق، الأمر الذي يرجعه الكاتب والصحفي الجزائري علي بوخلاف إلى طبيعة المعلومات الأمنية الحساسة التي لا يُكشف عن جميع تفاصيلها.
بينما يقول التوراني إن اتهام المغرب "يدخل في باب التصعيد وتأزيم الوضع في المنطقة".
وأضاف "هذا الاتهام صادر عن جهات ليس في صالحها أن يعمل البلدان يدا في يد لما فيه خير الشعبين الجزائري والمغربي. جهات تستفيد من إطالة عمر الأزمة، وقد طالت بالفعل أكثر مما ينبغي".
ومنذ عقود تعاني العلاقات بين الجزائر والمغرب توترا، إذ تدعم الجزائر جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) المسلحة التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب.