مقاتل عبر الأثير.. محطات فى حياة الإعلامي حمدي الكنيسي
درة ناصعة ضمن حبات العقد الطويل لعمالقة الإذاعة المصرية.. حمدي الكنيسي إذاعي بدرجة مقاتل جند نفسه طواعية عبر الأثير فداء لهذا الوطن سلاحه كان الميكرفون، فكان بديهيا أن يكلل مشواره، برئاسة الجمعية التأسيسية لنقابة الإعلاميين الحلم الذي طالما تمناه وسعى لتحقيقه
الإذاعي الكبير حمدي الكنيسي، رئيس الإذاعة المصرية الأسبق، ورئيس الجمعية التأسيسية لنقابة الإعلاميين عند التأسيس، مشوار طويل من العمل الإذاعي، تتلمذ على يده أجيال متعاقبة من أبناء الإذاعة المصرية.
البدايات
عمل الكنيسي في بداياته مع إذاعة البرنامج العام، كقارئ نشرة إخبارية، وبعدها انتقل للعمل في مراقبة البرامج الثقافية في نفس الإذاعة،ومن بعدها انتقل للعمل في إذاعة صوت العرب، حيث تم تعيينه في منصب مراقب للبرامج الثقافية فيها، وبعدها تم تعيينه في منصب رئيس الشبكة.
برامج قدمها الكنيسي
قدم حمدي الكنيسي مجموعة من البرامج الإذاعية منها: برنامج بعنوان يوميات مراسل حربي، برنامج المجلة الثقافية، برنامج قصاقيص،برنامج صوت المعركة، برنامج تليفون وميكروفون و200 مليون.
تحدث الإذاعي حمدي الكنيسي عن ذكرياته مع إذاعة صوت العرب قائلا: "إن برنامج "صوت المعركة" كان بعض حلقات في إذاعة صوت العرب وهو امتداد لدور "صوت العرب" منذ نشأتها، وكان الهدف الأساسي من الإذاعة المساعدة والمساهمة إعلاميا في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر من خلال حشد الأمة العربية والمصرية وراء الجيش في معركة استرداد الأرض والكرامة.
وأضافت "الكنيسي"، أن "صوت العرب" امتداد للثورات العربية والأفريقية، حيث غطى عدد من المذيعين في المحطة ثورة التحرير في الجزائر واليمن وغيرها، "صوت العرب" كان يأخذ شكل المقاتل مباشرة من خلال رسائل الزملاء، لافتا إلى أن من أشهر برامج صوت العرب"أكاذيب تكشفها الحقائق" وكان انتشاره واسعا.
مراسل حربي
عمله كمراسل حربي في أكتوبر ١٩٧٣، لاتزال محط فخر واهتمام مع كل مناسبة لم يتوانى في سرد جزءا من ذكرياته الحافلة مع معركةالنصر، يقول عنها:"يكفى أننى رأيت فيها كيف يكون الإنسان المصرى عظيمًا ورائعًا وقويًا فى مواجهة أخطر وأشرس التحديات، عشتوسط المقاتلين وهم يعلنون للعالم كله كيف أن الإنسان المصرى يمكن أن يتحدى المستحيل والعوائق المختلفة التى كانت تقف فى وجه قواتنا المسلحة وكانت كفيلة أن تمنع أى جيش فى الدنيا من مجرد التفكير فى مواجهتها، ومع ذلك قام بها جيشنا».
يقول الكنيسي إنه استمع لبيان حرب أكتوبر من الإذاعة، ثم طلب الانتقال للجبهة كمراسل حربي، وحدث ذلك بالفعل صباح يوم 7 أكتوبر،لافتًا إلى أنه طلب من زوجته الانتقال لبيت والدها لسفره على الجبهة.
ذكريات حرب أكتوبر
وعن ذكرياته في الحرب أيضا قال الكنيسي، إنه عبر القناة على قارب مطاطي ومعه جنود والأديب الراحل جمال الغيطاني، وبالفعل أول ما وصلوا أرض سيناء قبلوها
بعد حرب أكتوبر وفي عام 1988، انتقل حمدي الكنيسي للعمل في إذاعة الشباب والرياضة، حيث تولى منصب المدير العام لها، وبعدها تولى رئيس مجلس الإدارة بمجلة الإذاعة والتلفزيون.
حصل حمدي الكنيسي على العديد من الأوسمة والجوائز منها: وسام الجمهورية، ودرع التفوق من وزير الإعلام، بسبب تطوعه كمراسل حربي للإذاعة، وجائزة أفضل كاتب في الدراسات الاستراتيجية، وجائزة التفوق في الأداء.
حمدي الكنيسي يعد خبيرًا دوليًا في الإعلام لدى اليونسكو من عام 1975 وحتى عام 1977، وأمينًا عامًا لمهرجان الإذاعة والتلفزيون في جميع دوراته، وأمينًا عامًا لمهرجان الأغنية العربية السادس.
يمر الإذاعي الكبير بوعكة صحية داخل مستشفى المعادي العسكري، ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتوفير الرعاية الطبية الكاملة.