الغنوشي يحل المكتب السياسي لحركة النهضة التونسية
قرر رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، أمس الإثنين، حل المكتب السياسي للحركة، تمهيدًا لإعادة تشكيله مجددًا.
وقالت حركة النهضة في بيان لها نشرته على صفحتها الرئيسية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إنه “تفاعلًا مع ما استقر من توجه عام لإعادة هيكلة المكتب التنفيذي، قرر رئيس الحركة إعفاء كل أعضاء المكتب التنفيذي، وإعادة تشكيله بما يستجيب لمقتضيات المرحلة ويحقق النجاعة المطلوبة”.
ووفقا للبيان فإن رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، قدَّم الشكر لكافة أعضاء المكتب على ما بذلوه من جهد، داعيًا بأن يواصلوا مهامهم لحين تشكيل المكتب الجديد.
وأكد الغنوشي مواصلة تكليف لجنة إدارة الأزمة السياسية برئاسة محمد القوماني بدعوى المساهمة في إخراج البلاد من الوضع الاستثنائي الذي تعيشه.
وأقصى الشعب التونسي حركة النهضة الاخوانية بعد مجموعة من السقطات المروعة لإخوان تونس كشفت عن نواياهم في الانفراد بالسلطة ومحاولة إقصاء الجميع وتغليب مصالحهم الشخصية على مصالح الشعب التونسي.
سقطات حركة النهضة في تونس
وفيما يلي ننشر 5 سقطات لحركة النهضة في تونس
1 ـ إسقاط حكومة الحبيب الجملي المقترحة من قِبل حركة النهضة بعد فشلها في انتزاع الثقة البرلمانية، بسبب تعنت الحركة في تصويب الملاحظات عليها، لدرجة أن إسقاطها أثر على البنية الداخلية للحركة بعد تنامي الاتهامات بالفساد لرئيس البرلمان راشد الغنوشي وارتباطه بقوى أجنبية لخدمة أجندته الخاصة من داخل الإخوان أنفسهم.
2 ـ فشل الغنوشي في جمع توافق حول حكومة الحبيب الجملي أضعف وزنه البرلماني والسياسي ودفعه إلى الاستقواء بالخارج لتمتين موقعه داخل الحركة، ما أشعل غضب أعضاء النهضة وأدى لموجة استقالات غير مسبوقة.
3 ـ لاقى تعيين الغنوشي ابن أخته الحبيب خذر مديرا لديوان البرلمان ردود فعل سلبية داخل الحركة وخارجها، معتبرين ذلك خلطا بين العائلة ومؤسسات الدولة.
4 ـ توسع التوريث بإعطاء أدوار كبرى لهشام العريض القيادي وعضو مجلس الشورى في حركة النهضة، والقيادي الشبابي بها زياد بومخلة، ومعروف أن هشام العريض هو نجل الأمين العام المساعد للحركة ورئيس الحكومة الأسبق علي العريض الذي تولّى المنصب عام 2013 قبل أن يستقيل إثر احتجاجات شعبية في أواخر العام ذاته.
5 ـ التعامل مع الرئيس قيس سعيد باستخفاف شديد بعد نجاحهم في استقطاب رئيس الحكومة هشام المشيشي ووصل الأمر إلى التهديد بعزل الرئيس ومحاكمته بسبب رفضه أسلوبهم الفردي والاحتكاري للسلطة في البلاد.
تصاعد التوتر
وشهدت تونس العاصمة تصاعد التوتر في 25 يوليو الماضي، بعد أن أقال الرئيس قيس سعيد، رئيس الوزراء هشام المشيشي وعلق عمل البرلمان.
يذكر أن الرئيس التونسي قيس سعيد،أعلن أمس الخميس، أنه سيتم الإعلان عن تركيبة الحكومة في الأيام المقبلة، وجاء ذلك في لقاء جمع سعيد مع محمد الطرابلسي، وزير الشؤون الاجتماعية بالحكومة المقالة وسهام البوغديري نمصية، المكلفة بتسيير وزارة الاقتصاد والمالية ودعم الاستثمار بالتشكيلة نفسها.
إخوان تونس
ووصف قيس سعيد، إخوان تونس بـ"حفنة من الأشخاص الذين يريدون نهب الدولة والشعب"، وأنه لا مجال لهؤلاء في المستقبل.
وسخر من مطالب الإخوان الداعية إلى وضع خريطة طريق لإجراءات الرئاسة التونسية، قائلًا: "مَن يريد الخرائط فليذهب إلى كتب الجغرافيا والمواقع الجغرافية".
وأكد أن الطريق التي سيسلكها هي الطريق التي خطها الشعب، مؤكدًا أن الإخوان "لا يعيشون إلا في المستنقعات"، مشددًا على أن القرارات التي اتخذها تستجيب لمطالب الشعب التونسي ولا يتدخل فيها أي أحد ولن يقبل أن يكون رهينة في أيدي أي شخص.
وتابع: "من يحاول مغالطتي فهو واهم"، ملمحًا إلى أن الإخوان فشلوا في إدارة أزمة كورونا، وأن الشعب التونسي عاد إليه الأمل منذ قرارات 25 يوليو التي أنهت العمل بالبرلمان.
وبخصوص منع السفر عن بعض السياسيين ورجال الأعمال والوزراء السابقين، قال إنه كان بإمكانه اتخاذ قرار إغلاق الحدود، ولكن المصلحة تقتضي عدم اتخاذ مثل هذا القرار، مشيرًا إلى أن بعض الفاسدين في تونس بزمن حكم الإخوان لهم من الأموال ما يغني التونسيين.
الجهاز القضائي
وطالب الجهاز القضائي في تونس بتحمّل مسؤوليته بعد السماح لقاضية بالسفر، رغم ضبط فرقة الجمارك التونسية بحوزتها ما يقارب 300 ألف دولار كانت تريد تهريبها للخارج.
وفي سياق آخر استقبل رئيس تونس قيس سعيد، الجمعة الماضية، بقصر قرطاج، وفدًا رسميًّا أمريكيًّا ترأسه جوناثان فاينر، مساعد مستشار الأمن القومي، الذي كان محمَّلا برسالة خطية موجهة إلى قيس من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وذكر رئيس تونس، خلال هذا اللقاء، أن التدابير الاستثنائية التي تم اتخاذها تندرج في إطار تطبيق الدستور وتستجيب لإرادة شعبية واسعة، لا سيما في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية واستشراء الفساد والرشوة.
رئيس تونس
وحذر رئيس تونس من محاولات البعض بث إشاعات وترويج مغالطات حول حقيقة الأوضاع في تونس، مبينًا، أنه لا يوجد ما يدعو للقلق على قيم الحرية والعدالة والديمقراطية التي تتقاسمها تونس مع المجتمع الأمريكي.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أنه تبنى إرادة الشعب وقضاياه ومشاغله ولن يقبل بالظلم أو التعدي على الحقوق أو الارتداد عليها، مؤكدا أن تونس ستظل بلدًا معتدلًا ومنفتحًا ومتشبثًا بشراكاته الإستراتيجية مع أصدقائه التاريخيين.