رئيس التحرير
عصام كامل

كيف يتكون الألماس؟.. دراسة تكشف شيئا مذهلا

الماس
الماس

كشفت دراسة علمية حديثة أن حجر الألماس، يتكون عبر السنين، فيما يعرف بمنطقة أعمدة الوشاح في باطن الأرض، نتيجة كائنات حية سابقة. 

وخلصت الدراسة التي نشرت في دورية "تقارير علمية" أنه تم إعادة تدوير تلك الكائنات الحية على عمق يزيد على 400 كيلومتر تحت سطح الأرض، في منطقة تعرف بـ"وشاح الأرض"، الواقعة بين لب الكوكب والقشرة الخارجية.

ووجدت الدراسة أن الألماس موجود في الصخور المحيطة وما يعرف بالألماس القاري العميق يشترك في أصل واحد هو الكربون العضوي المعاد تدويره في أعماق الأرض.

وأضاف المؤلف الرئيسي في الدراسة، لوك دوسيت، أن نتائج الدراسة قدمت نظرة رائعة حول أغلى الأحجار الكريمة في العالم.

وقال إن الدراسة محرك الأرض يحول الكربون العضوي إلى ألماس، على عمق يصل مئات الكيلومترات تحت سطح الأرض.

وتخرج هذه الأحجار الكريمة فوق سطح الأرض نتيجة الانفجارات البركانية، حيث تظهر بالشكل الذي نعرفه.

 إعادة التدوير

وأضاف دوسيت أنه بينما أصبحت إعادة التدوير ضرورة في العصر الحديث من أجل استدامة بقائنا، فقد فوجئنا، من خلال البحث، بأن الطبيعة الأم كانت تعيد التدوير منذ مليارات السنوات".

والأنواع الرئيسية من الألماس الطبيعي ثلاثة هي: الماس الطبيعي المحيطي، والماس القاري الفائق العمق والماس المحيط بالغلاق الصخري.

وقال المؤلف المشارك في الدراسة، شيانغ لي، إن البحث قدم نموذجا يشرح تكوين ومواقع جميع أنواع الماس الثلاثة الرئيسية.

وأضاف لي: "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها ربط جميع أنواع الماس الثلاثة الرئيسية بأعمدة الوشاح، حيث تنتفخ الصخور الساخنة التي تحركها الصفائح التكتونية ودورة القارة العميقة من الأرض العميقة".

ولا تساعد هذه الدراسة في فهم دورة الكربون على الأرض، لك تكشف كشف المزيد من أسرار التاريخ الديناميكي للأرض من خلال تتبع المواقع السابقة لأعمدة الوشاح والأعمدة الفائقة.

ومع ذلك، قال لي إن سبب تشكل الماس في ما يسمى بـ "منطقة انتقال الوشاح"، التي يبلغ عمقها 400 إلى 600 كيلومتر لا يزال لغزا.

والألماس متآصل للكربون ذو تركيب بلوري تكعيبي ويتخذ أشكال مضاعفة لذلك البناء التكعيبي ذو الثمانية أوجه حظى منذ القدم بالاحترام والتقديس. 

الألماس في الأساطير

ساد الاعتقاد منذ القدم بأن الألماس يحتوي على خصائص سحرية أسطورية وخرافية وخيالية وعلاجية، لأن ظاهرة التفسفر في بعض أنواع الألماس يعطية القدرة على التوهج ليلًا، والذي كان في الماضي دليلٌ على قوة الحجر الخارقة. 

لذلك اعتقد القدماء بأن الألماس يهدئ الأمراض العقلية ويحمي من النوبات الشيطانية وحتى من الأرواح والكوابيس الليلية، ويعطي دعمـًا غير محدود وشجاعه للمحارب في ساحة المعركة بالإضافة إلى الفضيلة والكرم. 

وفي أثناء القضاء في المحاكم فإن الأمور تسير بجانب من يرتدي ويلبس الألماس؛ أما البيوت والحدائق والمزارع التي تلمس زواياها الأربعة بالألماس فأنها تُحمى من البرق المدمر والعواصف والآفات. 

وانتشرت في الهند القديمة ديانات ومعتقدات خرافية تقول أن روح الإنسان تمر مراحل تجسيد مثل تجسد الآلهة على أشكال حيوانات أو بشر؛ وزعم قدماء الهنود ان الحياة ُتنفخ في الأحجار الكريمة بمعنى أنها تتجسد وتتحد في الشجر والحيوانات والبشر والألماس واي شيء يمكن للآلهة التجسد فيه وقد شارك الفيلسوف اليوناني القديم أفلاطون العقيدة نفسها عن الأحجار الكريمة معتقدًا بأنها حية ترزق أو أنها كائن حي. 

الجريدة الرسمية