ضحايا مطار كابل.. أبرزهم قصص وحكايات إنسانية مؤلمة في أفغانستان
بعد سيطرة حركة طالبان على أفغانستان، سقط الكثير من الضحايا المدنيين، وظهرت الكثير من القصص الإنسانية التي تدمي القلوب، من بين ضحايا كبار سن وأطفال ونساء.
مطار كابل
كان أبرز هؤلاء الضحايا ما حدث يوم 16 أغسطس في محيط مطار حامد كرازي الدولي، حيث انطلقت النيران لتفريق الحشود التي كانت تحاول دخول المطار، ولكن هذا الأمر لم يجدي نفعا، فاقتحمت الحشود صالات المطار في مشهد "مخيف" شبيه بأفلام "نهاية العالم" الهوليوودية.
المشاهد الأكثر إيلاما كانت في المدرج، حيث تسلق العديد من الأفغان الدرج المؤدي إلى ممر الطائرات، بحثا عن ملاذ آمن، ووصل الأمر بالبعض للحاق بالأقدام بالطائرات العسكرية المغادرة للبلاد، والتي كانت تجلي الرعايا الغربيين.
المأساة تمثلت في أن عددا من هؤلاء الأفغان، سقطوا ضحية لمحاولاتهم، سواء بالسقوط من الطائرات، أو الموت على مدرج الطائرات.
وأظهر الفيديو تشبث عدة أشخاص بعجلات الطائرة أثناء إقلاعها فيما سقط شخصين على الأقل من الطائرة العملاقة، كما تداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فيديو مروعا لسقوط شخصين قيل إنهما من الأفغان الذين تعلقوا بطائرة أميركية مغادرة لمطار كابل، وبعد انتشار صور سقوط كابل بأيدي طالبان، تدفقت صور مروعة أخرى تظهر الآلاف من الأشخاص المذعورين وهم يحاولون الفرار من البلاد.
الضحايا الأطفال في أفغانستان
كان الأطفال أيضا من أبرز ضحايا الأحداث في افغانستان، فقد أعلنت الأمم المتحدة مقتل 27 طفلا على الأقل في أفغانستان خلال ثلاثة أيام وسط قتال عنيف بين حركة طالبان وقوات الحكومة الأفغانية.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" إنها صُدمت بفعل "التصاعد السريع للانتهاكات الخطيرة بحق الأطفال".
وقالت اليونيسف في بيان لها إن الفظائع التي تُرتكب بحق الأطفال "تزداد يومًا بعد يوم"، فقد سُجل وقوع الضحايا الـ27 في ثلاث ولايات هي قندهار وخوست وباكتيا، وقالت اليونيسف إن حوالي 136 طفلًا جُرحوا أيضًا في هذه المناطق خلال ثلاث أيام.
وتعرض الأطفال للقتل والإصابة لدى انفجار قنابل زرعت على الطرقات وعند وقوعهم وسط تبادل لإطلاق النار.
وقالت إحدى الأمهات لليونيسف إن عائلتها كانت نائمة خلال نهاية الأسبوع عندما أصيب منزلهم بشظايا أدت إلى اشتعال النيران فيه وخلف "حروقًا مرعبة" على جسد ابنها البالغ من العمر 10 أعوام.
استهداف طالبان للصحفيين
الصحفيين من أبرز ضحايا الأحداث في أفغانستان، فقد قتلت حركة طالبان أحد أقارب عائلة صحفي يعمل لدى المؤسسة الصحفية الألمانية “دويتشه فيله”.
وأصابوا شخصا آخر من أقربائه، بعد مطاردة للصحفي في أفغانستان.
وكان مقاتلو الحركة يبحثون عن الصحفي بين المنازل في غرب البلاد، لكنّ تبين أنه ليس في أفغانستان، بل يعمل الآن في ألمانيا، وتمكن أقاربه الآخرون من الهرب في اللحظات الأخيرة من قبضة طالبان.
ودان المدير العام لمؤسسة دويتشه فيله، بيتر ليمبورغ، هذا العمل بأشد العبارات، وقال إن "مقتل قريب لأحد محررينا على يد طالبان أمر مأساوي بشكل لا يصدق، ويظهر الخطر الشديد الذي يتعرض له جميع العاملين معنا وعائلاتهم في أفغانستان. يبدو أن طالبان تجري بالفعل بحثا منظما عن الصحفيين في كابل وفي الولايات الأفغانية. الوقت ينفد!".
لجنة حماية الصحفيين
كما قَتل رجلان يعتقد أنهما ينتميان لطالبان، المترجم أمداد الله همدارد، الذي كان يعمل غالبا لصحيفة "دي تسايت" الألمانية الأسبوعية، وذلك في أحد شوارع مدينة جلال أباد بشرق أفغانستان في الثاني من أغسطس الحالي، وقبل شهر لقي المصور الهندي الشهير، دانيش صديقي، الحائز على جائزة بوليتزر مصرعه في قندهار، على الأرجح برصاص طالبان.
وكانت منظمة "لجنة حماية الصحفيين" التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، قد قالت في وقت سابق إنه يتعين على طالبان التوقف عن مهاجمة الصحفيين الذين يغطون عملية استيلاء الحركة على السلطة في أفغانستان، والسماح لهم بالعمل بحرية.
وأضافت هذه المنظمة أنه وفقا لمراسلين وممثلين لوسائل إعلام، داهم مسلحو طالبان منازل أربعة على الأقل من العاملين في مجال الإعلام في البلاد، من بينهم ثلاثة موظفين في مؤسسة "دويتشه فيله".