رئيس التحرير
عصام كامل

مروض "الأسود الخمسة".. أحمد مسعود الأمل المتبقي للمقاومة الأفغانية ضد طالبان

أحمد مسعود
أحمد مسعود

أصبح زمام الحكم في أفغانستان منذ أيام في قبضة حركة طالبان (المحظورة في روسيا)، لكن يبقى لمعارضي حكم الحركة أمل في أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، الزعيم الأفغاني الذي قاوم طالبان وتم اغتياله منذ 20 عاما.

 

فبابتسامته الواثقة، ولسانه الطليق بالإنجليزية، يحتل القيادي الشاب أحمد مسعود، هذه الأيام مكانا مرموقا بالمشهد في أفغانستان.

القبعة الأفغانية 

ويحرص نجل القيادي الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود غالبا على اعتمار القبعة الأفغانية المعروفة بـ"الباكول"، في تأكيد على أصالة ضرورية لزيادة أنصاره بوادي بنجشير (الأسود الخمسة).

 

وبرز اسم أحمد مسعود (32 عاما) مؤخرا بين أسماء قيادات قليلة، تفرض نفسها في المشهد، بعد سيطرة حركة طالبان على مقاليد السلطة بأفغانستان.

 

لكن تلك السيطرة بقيت ناقصة، إذ ما تزال ولاية بنجشير، أو الأسود الخمسة، خارج حكم طالبان، كما كانت دوما، حتى في حكم الحركة السابق 

 

ويتكئ الشاب أحمد مسعود على إرث والده في المقاومة والدفاع عن بنجشير، فيما يطمح أن تجرّه المفاوضات مع طالبان، إلى التوافق على حكم فيدرالي لأفغانستان، تبقى فيه "الأسود الخمسة"، في حظيرة سيطرته.

نشأته 

وُلد أحمد مسعود على مقربة من فوهات المدافع في العاشر من يوليو عام 1989، بينما كان والده حينذاك يكافح الغزو السوفيتي بأفغانستان، بولاية بنجشير.

وأفاق في سنواته الأولى على والده أحمد شاه مسعود، وهو يصدّ طالبان عن ولاية "الأسود الخمسة".

 

لكنّ ذلك لم يمنعه من الالتحاق في وقت مبكّر بالدراسة، إذ مكنته علاقات والده، ونفوذه في المنطقة، من متابعة دراسته، فأرسله الوالد ليقضي طفولته في طاجيكستان، وهناك درس الابتدائية.

دراسته 

أكمل أحمد مسعود دراسته الثانوية في إيران، قبل أن يلتحق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية العريقة ببريطانيا، ويتخرج منها عام 2012.

ثم حصل بعد ذلك على بكالوريوس في دراسات الحرب من جامعة "كينجز كوليج" بلندن، عام 2015، قبل أن يتخرج حاصلا على درجة الماجستير، في العام الموالي من جامعة "سيتي" بالمملكة المتحدة.

 

أجنحة الطموح

ما إن أكمل الشاب الطامح دراسته حتى عاد إلى أفغانستان، لبدء نشاطه السياسي، بناء على إرث والده، التي قتل عام 2001، على يد تنظيم القاعدة، قبل أن يشاهد سقوط حكم طالبان، والقضاء على التنظيم الإرهابي الذي اغتاله.

 

ترك أحمد شاه مسعود نجله مع خمس بنات، هو شقيقهم الوحيد، لكنه محاط بمناصرين بالآلاف، ومقاتلين أشداء، يملكون مخزون السوفيّيت من الأسلحة في ولاية بنجشير.

 

في عام 2019، أعلن مسعود من ولاية بنجشير نيته ملء فراغ والده، وأسس حزبا سياسيا، إضافة إلى جمعيته الناشطة التي تحمل اسم العائلة.

 

ودعا في حشد كبير اختار أن يكون مكانه ضريح والده، أنصاره إلى دعمه، وأوضح الخطوط العريضة لطرحه السياسي، وفي أولويته "التزام الحرية"، ولا مركزية السلطة في أفغانستان، بنظام إسلامي معتدل.

تسويق واستعداد

وحين سيطرت طالبان على أفغانستان مجددا، كان مسعود الابن وقتها في كابول، وغامر في طريق محفوف بالمخاطر، للعودة إلى بنجشير ليرتب صفوف مناصريه، وبالفعل، أعلن الشاب استعداده للقتال، ومدّ يده للحوار في ذات الوقت.

 

وهناك في "الوادي الحصين"، استقبل أحمد مسعود عشرات القادة من أنحاء أفغانستان، والتحق به أمر الله صالح، نائب الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي نصّب نفسه رئيسا "شرعيا" وحيدا للبلاد.

حتى الآن أجرى أحمد مسعود، عشرات المقابلات المصورة والمكتوبة مع وسائل الإعلام الدولية، مقدما رؤيته لحل الأزمة في أفغانستان، متمسكا بالحوار، وملوحا بالاستعداد للقتال.

الجريدة الرسمية