«الأيزوبود» يهدد بحيرة قارون.. خطأ قديم يتسبب في بقاء الطفيل.. وتوجيهات رئاسية للإنقاذ
«التلوث.. القرارات المتضاربة.. تراجع الإنتاج».. ثالوث الأزمات الذى بات يحيط ببحيرة قارون، ويهدد مستقبلها، وذلك، بعد سنوات من تراجع إنتاجيتها من الأسماك نتيجة التلوث وتضارب القرارات التى اتخذت لتعديل أوضاعها وانتشالها من حالة الركود التى أصابت 55 ألف فدان كانت تمثل فى الماضى القريب مصدر رزق لآلاف الصيادين ممن استوطنوا محيط البحيرة لعقود، وهو ما دفع الرئيس عبد الفتاح السيسى لإصدار توجيهات بحل أزمة البحيرة وإعادة إحيائها لصورتها المزدهرة وتطويرها وتسخير جميع الإمكانات المادية والعلمية لحل أزماتها وإعادتها لخريطة الإنتاج السمكى فى مصر.
الإيزوبود
وفى هذا السياق كشفت الدكتورة نسرين عز الدين، أستاذ طفيليات الأسماك، مستشار محافظة الفيوم لشئون الثروة السمكية أن «أنواع الأيزوبود التي غزت البحيرة اندثرت لعدم وجود عوائلها، باستثناء نوع واحد بسبب إنزال أسماك الموسى خلال عام 2018 من جانب وزارة الزراعة، رغم توصيات الفريق العلمى منذ 2017 بعدم إنزال أي أسماك بالبحيرة، ورغم وجود هذا النوع، إلا أن هناك انحسارا مشهودا فى معدلات تواجد الطفيل بالبحيرة خاصة بعد تحسن مواصفات المياه»، مطالبة بعودة حضانات أبو شنب لخدمة بحيرة قارون وأوصت بضرورة تحضين الأسماك قبل إنزالها إلى البحيرة.
كما أشارت «د. نسرين» إلى عملها وفريقها العلمى المكون منذ عام 2016 على عدة تجارب لاختبار مدى فاعلية بعض المستحضرات فى رفع مناعة الأسماك أثناء التحضين، وبالتالى اكتسابها مقاومة ضد العدوى بالطفيل.
وأكدت أن خلال الفترة الحالية تمر بحيرة قارون بأفضل فتراتها منذ سنوات من حيث معدلات التلوث المنخفضة بفضل جهود المحافظة بالتعاون مع وزارة البيئة، حيث انخفضت معدلات التلوث وأصبحت مياه البحيرة أكثر قابلية لنمو الأسماك بشكل جيد.
من جهتها كشفت مصادر مطلعة فى قطاع الثروة السمكية أن قرار إنزال زريعة أسماك موسى إلى البحيرة قبل 4 أعوام رغم التوصيات العلمية تسبب فى عرقلة جهود علاج أزمات البحيرة، وأن سمك موسى الذى تشتهر به البحيرة فى الأصل، يعتبر أهم عوائل طفيل الأيزوبود، وأنه حتى عام 2017 ظلت البحيرة خالية من أسماك موسى وأسماك البورى والبلطى وهى عوائل أخرى لأنواع من طفيل الأيزوبود، وبالفعل بدأت البحيرة تتخلص من 3 أنواع من الطفيل الذى لم يجد عوائله التى يكمل في أعلى جسدها وخياشيمها دورة حياته.
وأوضحت المصادر أن قرار وزارة الزراعة بإلقاء أمهات سمك موسى فى البحيرة فى 2018 كان بهدف تحقيق معدل جيد من الإنتاج السمكى لأغراض غير معلومة وبتوصيات متضاربة من داخل الوزارة، وهو ما أربك خطط الفريق العلمى، وتسبب فى بقاء نوع واحد من الطفيل فى البحيرة بعد اختفاء الثلاث أنواع الأخرى، مشيرة إلى أن محافظة الفيوم استعانت بالفريق العلمى فى بداية العام الجارى لتطبيق تجاربه على البحيرة وأوشك على التوصل إلى حلول ناجزة لتعزيز مقاومة الأسماك لطفيل الأيزوبود وهو ما ينذر بحل جذري لأزمات البحيرة وفقا لرغبة ورؤية القيادة السياسية.
بحيرة قارون
وأكدت المصادر أن هيئة الثروة السمكية ارتكبت عدة أخطاء فى الماضى تدفع ثمنها البحيرة الآن، فى مقدمتها عدم انتقاء الزريعة التى كانت تلقى فى البحيرة بمعرفة الهيئة خلال سنوات طويلة، وهو ما تسبب فى استيطان أنواع لا تناسب بحيرة قارون، مثل البلطى وأحد أنواع الجمبرى الصغيرة إلى جانب سمكة «البساريا» وتكاثرت هذه الأنواع بكميات هائلة داخل البحيرة وبشكل عشوائى، وأحدثت خللا فى المنظومة الطبيعية داخل البحيرة والتى تميل إلى أسماك المياه المالحة مثل القاروص وموسى إلى جانب نجاح استزراع صنف الجمبرى الفنمى فيها.
وتابعت: الأبحاث التى تمت على بحيرة قارون والمشاهدات الميدانية لمراكز تجميع الزريعة فى مناطق شمال الدلتا، أثبتت أن يرقات طفيل الأيزوبود قد أدخلت إلى قارون مع الزريعة المجمعة من البحر التى يتم توريدها إلى البحيرة من جانب الهيئة العامة للثروة السمكية، حيث ينمو الطفيل من ذكر وأنثى وتكاثر حتى أصبح وجود الطفيل يعد غزوا وبائيا ببحيرة قارون، وقد نشرت عدة أبحاث علمية حول ذلك فى دوريات عالمية.
نقلًا عن العدد الورقي…،