أسطورة المخدرات الجديد.. شرطة كولومبيا تعتقل "الخنجر"
ألقت شرطة مكافحة المخدرات الكولومبية القبض على رئيس عصابة تجارة المخدرات الكولومبي الملقب بالخنجر، لويس دانيال سانتانا هيرنانديز، أثناء حفل زواجه مباشرة داخل كنيسة.
ونشرت الحكومة الكولومبية مقطع فيديو يوثق ضباط مكافحة عصابات المخدرات وهم يقتربون من سانتانا، البالغ 24 عاما والمعروف بلقب "الخنجر" لوحشيته، بينما هو يقف بالقرب من هيكل الكنيسة مرتديا بدلة زفاف داكنة ويتبادل وعود الزواج.
رد على اعتقاله بابتسامة
ورد رئيس عصابة المخدرات، الذي كان يرتدي بدلة زفاف داكنة مع قرنفل أبيض على طية صدره، على اعتقاله بابتسامة بينما يخبره المدعون أنه تم القبض عليه.
وبدأت عدة سيدات من أسرته الصراخ أثناء اقتياده من الكنيسة، بينما حاولت امرأة يعتقد أنها حماته تحريره من أيدي عناصر الشرطة.
ويبدو أنه كان مقتنعا بأن السلطات تخلت عن إلقاء القبض عليه، وخرج من مخبئه للاحتفال بزواجه في كنيسة صغيرة في بلدة أوراميتا الصغيرة.
و"الخنجر" هارب من العدالة منذ عام 2017 ويعتقد أنه كان مختبئا في منطقة جبلية في ولاية أنتيوكيا الكولومبية.
تهريب المخدرات في كولومبيا
وتعتبر كولومبيا أكبر منتج رئيسي في العالم لمخدر الكوكايين، بنسبة صادرات بلغت ٪95 نحو الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، بٱعتبارها أكبر مستهلك له في العالم؛ بالإضافة إلى إنتاج مواز لمخدري الهيروين والحشيش.
وتدار تجارة المخدرات من اول مرحلة الإنتاج والتهريب والتوزيع من طرف جماعات إجرامية في كولومبيا، وهي تجارة كان يستحوذ عليها أربعة من أباطرة كارتل ميديلين والعديد من الجماعات الإجرامية أو قوات شبه عسكرية في كولومبيا الذين أسسوا طبقة اجتماعية جديدة أثرت على العديد من جوانب الثقافة والسياسة الكولومبية.
وتعد الجهود التي بذلتها الحكومة الكولومبية للحد من تأثير المنظمات الإجرامية ذات الصلة بالمخدرات أحد أصول الصراع الكولومبي، فهي حرب شرسة بين القوات الشبه العسكرية المسلحة والجماعات الإجرامية "المقاومين" وأباطرة كارتيل ميديلين ضد بعضهم البعض لزيادة نفوذهم، وكذلك ضد الحكومة الكولومبية التي تكافح لإيقافهم.
ولم تظهر كارتل ميديلين في جميع المناطق الكولومبية فجأة، بل كان إقليم ميديلين مهد انتشارها، حيث ترعرع وعمل هناك العديد من أشهر مهربي المخدرات في هذا البلد، ولعل أبرزهم بابلو إسكوبار الذي توفي في شهر ديسمبر من سنة 1993.
بعد وفاة بابلو، شهد إقليم ميديلين انخفاضا نسبيا في معدل الجريمة المتعلقة بتهريب المواد الممنوعة، لكنه وفي المقابل ظهرت مدينة أخرى، عٌرفت باسم كالي، حيث كان ينشط هناك الأخوين جيلبيرتو وميجال رودريجيز.
وعلى الرغم من كون هذا الإقليم أقل نسبة في عمليات التهريب مقارنة بميديلين إلا أنه شهد هو الآخر العديد من العمليات الخطيرة والكبيرة أيضا، يٌذكر أن الشقيقين رودريغيز قٌتلا سنة 1995.
بعد وفاة أبرز شخصيات التهريب في كولومبيا، ظهر آخرون لاستكمال الحكاية وذلك في سنوات التسعينيات، حيث ظهرت أحياء جديدة، وعلى الرغم من عدم شهرتها بشكل كبير لكنها كانت أكثر عددا وأكثر تمركزا في العديد من المناطق، بل زاد نشاطها في كل من الولايات المتحدة وأوروبا.