مرض غامض يهاجم المسئولين الأمريكيين.. كل ما تريد معرفته عن متلازمة هافانا
كشفت تقرير للحكومة الأمريكية عن مرض غامض عانى منه طاقم السفارة الأمريكية في العاصمة الكوبية هافانا.
وخلص التقرير إلى أن المرض الغامض كان على الأرجح بسبب إشعاع الموجات الدقيقة (المايكروويف) الموجه.
وأوضح التقرير أن طاقم السفارة تعرض بشكل كبير لإشعاع الموجات الدقيقة (المايكروويف) الموجه والتي أصابت الطاقم بأعراض الدوار وفقدان التوازن وفقدان السمع والقلق والضباب المعرفي.
ولا يلقي تقرير الأكاديميات الوطنية للعلوم باللوم على جهة بعينها فيما يتعلق بموجات الطاقة الموجهة.
لكن التقرير ذكر في مضمونه أن الاتحاد السوفييتي أجرى أبحاثا في تأثيرات طاقة الترددات الراديوية النبضية قبل أكثر من 50 عاما؛ فيما لم يوضح ما خلصت اليه الابحاث السوفيتية.
إصابات جديدة
ووفقا للتقارير، رصدت الفرق الطبية بوزارة الخارجية ووزارة الدفاع ووكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" 20 حالة جديدة تعاني من نفس الأعراض.
وأكد خبراء أن الإصابات غير المبررة التي يعاني منها هؤلاء الموظفون، والتي شملت تلفا في الدماغ، ناتجة عن هجمات بموجات الميكروييف وأسلحة الموجات اللاسلكية.
فيما لم يجزم الخبراء ما إذا كان هناك جهة وراء تلك الحوادث، أو ما إذا كانت هجمات في الأساس.
وقال تقرير للخارجية الأمريكية، في ديسمبر الماضي، إن هناك علاقة بين موجات الراديو وإصابة الدبلوماسيين الأمريكيين بأعراض عصبية.
وفي مايو الماضي، أرسل دبلوماسيون أمريكيون رسالة إلى وزارة الخارجية الأمريكية، بعد إصابتهم بأعراض تشبه "متلازمة هافانا" أعربوا خلالها عن مخاوفهم من فقدان وظائفهم بسبب هذا الحادث.
جو بايدن
ومنذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه في يناير الماضي، أفاد عدد كبير من المسؤولين في المخابرات الأمريكية وغيرهم من الدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين بإصابتهم بأعراض مشابهة لمتلازمة هافانا.
وهناك أكثر من 130 تقريرا عن أشخاص أصيبوا بـ"متلازمة هافانا" في جميع أنحاء العالم على مدار السنوات الخمس الماضية، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
أميت ساشديف.. صائد الفيروسات
وفي تقرير نشرته الأكاديمية الوطنية للعلوم "NAS" العام الماضي، تم تسجيل سماع معظم الأشخاص المصابين "بمتلازمة هافانا" ضوضاء عالية، وشعروا بضغط شديد أو اهتزاز في رؤوسهم، ودوخة وألم في الأذن أو الرأس.
وبحسب رئيس قسم الأعصاب في جامعة ولاية ميشيجن الأمريكية، أميت ساشديف، فإن الأعراض العصبية التي تم الإبلاغ عنها في "متلازمة هافانا" تظهر بشكل شائع لدى المصابين بارتجاج في الدماغ.
ونقلت تقارير عن أشخاص أصيبوا بالمتلازمة قولهم، إن الأعراض المعتادة توقفت عند انتقالهم من غرفة لأخرى، لتعود برجوعهم لمكانهم الذي رصدوا فيه الأعراض لأول مرة.
ومن بين الأعراض المرتبطة بهذه المتلازمة أيضا، الأرق المزمن والصداع وحتى تلف الدماغ والتهاب الأذن الداخلية.
ما الذي يسبب متلازمة هافانا
ويقول تقرير الأكاديمية إن المتلازمة ناجمة على الأرجح عن سلاح الميكروويف أو جهاز الطاقة الموجهة.
ويؤكد العلماء أن إرسال طاقة تردد راديو للدماغ والأذن من شأنه أن يغيّر من وظيفتهما، لكن يصعب رصد ومعرفة نمط الإصابة من التعرض لترددات الراديو.
ما هي متلازمة هافانا
متلازمة هافانا هي مجموعة من العلامات والأعراض الطبية التي أبلغ عنها موظفو السفارة الأمريكية والكندية في كوبا والتي يعود تاريخها إلى أواخر عام 2016 وكذلك في وقت لاحق في بعض البلدان الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وفي عام 2017 اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كوبا بارتكاب هجمات غير محددة تسببت في هذه الأعراض.
وخفضت الولايات المتحدة عدد العاملين في سفارتها إلى الحد الأدنى؛ في 2018 بعدما أبلغ دبلوماسيون أمريكيون في الصين عن مشكلات مماثلة وكذلك عملاء سريين تابعين لوكالة المخابرات المركزية يعملون في دول أخرى كانوا يتفاوضون مع تلك الدول حول طرق مواجهة العمليات السرية الروسية في جميع أنحاء العالم.