أردوغان يصطاد في الماء العكر ويلمح إلى محادثات بين تركيا وطالبان
أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استعداد أنقرة لإجراء محادثات مع قادة حركة "طالبان إذا اقتضى الأمر، متهما العالمين الغربي والإسلامي بـ"عدم إظهار الاهتمام اللازم" بـأفغانستان.
وزعم أردوغان في تصريحات للصحفيين بعد صلاة اليوم الجمعة في اسطنبول، أن دول الغرب لم تبدي الاهتمام المطلوب على مدى عقود بتطوير أفغانستان وأن المجتمع الدولي لم يتحرك على نحو جاد للتعامل مع الأزمة في هذا البلد.
وقال إن "مليارات الدولارات تم إنفاقها على أهداف أخرى، بينما تُرك الشعب الأفغاني لوحده وجها لوجه مع مشاكله".
وادعي الرئيس التركي أن بلده قدم المساعدات للبنية التحتية والفوقية في أفغانستان بكل إمكانياته ويواصل بذل المساعي اللازمة في هذا الصدد.
وأكد أردوغان أن تركيا قد تعاقدت على عدد من اللقاحات مع "طالبان" والتواصل بينهما مستمر، مبديا استعداده للقاء قادة الحركة شخصيا.
محادثات مع طالبان
وتابع: "يمكننا إجراء مباحثات مع "طالبان" إذا لزم الأمر، فهناك حقائق على الأرض، لذلك عندما يُطرق بابنا سنفتحه".
ونفى أردوغان صحة تصريحات بعض السياسيين المعارضين في تركيا عن وصول 1.5 مليون مهاجر أفغاني إلى أراضيها، مشيرا إلى أن بيانات وزارة الداخلية تتحدث عن نحو 300 ألف مهاجر أفغاني فقط.
وصرح أردوغان بأن الشعب الأفغاني هو شعب إسلامي صديق ولا يجوز لتركيا إغلاق حدودها أمامه، مشددا في الوقت نفسه على أن أنقرة تفعل كل ما بوسعها من أجل منع الهجرة غير الشرعية من أفغانستان ودول أخرى.
في سياق آخر أعلن البيت الأبيض، اليوم الجمعة، عن خطاب مرتقب للرئيس الأمريكي جو بايدن حول الوضع الراهن في أفغانستان، وذلك عقب استيلاء حركة طالبان على الحكم.
عملية الإجلاء من داخل أفغانستان
وأكد البيت الأبيض، في بيان، أن خطاب بايدن سيتحدث في المقام الأول عن عملية الإجلاء من داخل أفغانستان عقب استيلاء حركة طالبان على الحكم.
من جانب آخر، جددت حركة طالبان، أمس الخميس، "التزامها بتعهداتها" الخاصة بتقديم كامل الدعم للدول الأجنبية فيما يتعلق بإجلاء رعاياها من مطار كابول.
وقال مسئول في الحركة في تصريحات لرويترز: "نعمل على تسهيل ممر آمن ليس للأجانب فحسب ولكن للأفغان أيضا".
وأعلنت الولايات المتحدة و65 دولة أخرى في بيان مشترك أن المواطنين الأفغان والأجانب الذين يريدون الفرار من أفغانستان "يجب أن يسمح لهم بذلك"، محذرة طالبان بأن عليها أن تتحلى بالمسؤولية في هذه المسألة.
بايدن وموجة الهجوم
ويواجه الرئيس الأمريكي موجة من الغضب نتيجة قرار الانسحاب من أفغانستان والذي أدى إلى سقوط البلاد في أيدي حركة طالبان، حيث أظهر استطلاع لـ"رويترز" تراجع التأييد لبايدن ووصوله إلى أدنى مستوى له مع انهيار الحكومة الأفغانية المدعومة من أمريكا مطلع الأسبوع.
ووجد استطلاع الرأي العام، الذي أُجري الإثنين الماضي، أن 46% من الأمريكيين البالغين يوافقون على أداء بايدن في منصبه فيما يعد أدنى مستوى تم تسجيله في استطلاعات الرأي الأسبوعية التي بدأت عندما تولى بايدن منصبه في يناير.
وصُنف الرئيس، الذي أشاد في الشهر الماضي فقط بالقوات الأفغانية باعتبارها "مجهزة بشكل جيد مثل أي دولة أخرى في العالم"، بأنه أسوأ من الرؤساء الثلاثة الآخرين الذين أشرفوا على أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة.
وعلى وقع الهجوم دعا الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بايدن إلى تقديم استقالته، قائلًا: "لقد حان الوقت لكي يستقيل جو بايدن.. هذا عار.. كيف سمح بحدوث ذلك في أفغانستان؟".
وفي سياق متصل قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، اليوم الجمعة، إن الحكومة الأمريكية "تركز بشدة" على احتمال شن جماعة مثل ولاية خراسان التابعة لتنظيم داعش هجومًا إرهابيًا بأفغانستان.
وأضاف سوليفان خلال حديثه لشبكة (إن بي سي نيوز) الأمريكية، أن إخراج الأمريكيين من أفغانستان "عملية محفوفة بالمخاطر" بالنظر إلى الأسئلة المتعلقة بما إذا كانت طالبان ستواصل السماح بالمرور الآمن إلى المطار وحالات طارئة أخرى مثل هجوم محتمل من تنظيم داعش.
وقال: "إحدى الحالات الطارئة التي نركز عليها تركيزًا شديدًا.. هي احتمال وقوع هجوم إرهابي من جانب مجموعة مثل ولاية خراسان التابعة لتنظيم داعش".
وعن الممر الآمن جددت حركة طالبان، أمس الخميس، "التزامها بتعهداتها" الخاصة بتقديم كامل الدعم للدول الأجنبية فيما يتعلق بإجلاء رعاياها من مطار كابول.
وقال مسئول في الحركة في تصريحات لرويترز: "نعمل على تسهيل ممر آمن ليس للأجانب فحسب ولكن للأفغان أيضًا".