رئيس التحرير
عصام كامل

قصب قنا تحت رحمة سوق الأسمدة السوداء.. الجمعيات الزراعية ترسله للفلاحين بعد انتهاء الموسم

مزرعه قصب
مزرعه قصب

«الأسمدة والسوق السوداء».. عنوان يمكن أن يخلص الأزمة المزمنة التي لا يزال يعاني منها عدد من كبير من الفلاحين في محافظات الصعيد، ومراكز وقرى محافظة قنا تحديدًا، وذلك في ظل استمرار الأزمة وتزايد حدتها عامًا بعد الآخر، الأمر الذي تسبب في حالة من الغضب سادت بين مزارعي قنا الذين لم يجدوا مفرًا من اللجوء إلى السوق السوداء لإنقاذ محصول قصب السكر. 

تأخير المواعيد


وبحسب كرم عمر حسن، أحد أهالي قرية الحسنات التابعة لمركز أبو تشت، شمال محافظة قنا، فإن أزمة عدم توافر الأسمدة في مواعيدها تحولت إلى «مأساة سنوية»، فرغم أنهم لا يتأخرون في توريد المحصول إلى الجمعيات الزراعية، إلا أنهم في المقابل لا يحصلون على حصتهم القانونية من الأسمدة في موعدها، وفي أغلب الأوقات تأتي سيارات «السماد» بعد مرور أكثر من 60 يومًا عن موعد وصولها الرسمي، وهو ما يتسبب في ضياع محصول القصب.


«دور عليه في مكان تاني».. الرد الوحيد الذي يتلقاه «كرم» وبقية الفلاحين من جانب المسئولين في الجمعيات الزراعية عند السؤال عن الأسمدة، وهو ما يدفعهم دفعًا للشراء من السوق السوداء التي تقدم لهم الأسمدة المطلوبة بأسعار خرافية، وصفها «كريم» بـ«خراب البيوت». 


من جهته كشف أحمد رضوان، أحد أهالي مركز نجع حمادي، أن أسعار السماد في السوق السوداء تصل إلى نحو 400 إلى 450 جنيها، وهو ما يمثل عبئا كبيرا على غالبية المزارعين، في حين أن شيكارة السماد في الجمعية بـ170 جنيها.


«رضوان» أشار إلى أن «السماد يأتي بعد انتهاء المحصول وتوريده، والفلاح يعاني الكثير من ارتفاع نفقات الأيدي العاملة والسماد وغيرها من العوامل المساعدة للزراعة، وهو ما دفع كثيرا من أصحاب الأراضي للعزوف عن الزراعة وترك الأرض بدون زراعة وبيعها لمن يرغب في البناء عليها».

معاناة المزارعين
في السياق ذاته، أكد شعبان حسن كامل، مزارع من قنا، الشراء من الخارج غير متوفر، وكل هذا يقع في النهاية على الفلاح أو المزارع البسيط الذي ينتظر موسم الحصاد لسد الديون، فطن القصب بـ420 جنيها يفوق سعر شيكارة السماد، مضيفًا: «هذا يجعلني أدفع من أكل عيالي وبيتي».


من جهته طالب أحمد سيد، مزارع بضرورة حل الأزمة التي تتجدد مع كل موسم زراعي، والعمل على توفير الأسمدة اللازمة لعملية الزراعة قبل بدء الموسم، ونوه سيد عطا الله الشيخ، مزارع، إلى أن القصب من أكثر المحاصيل التي تستلزم معها توفير السماد بكميات كبيرة وفي وقتها، حتى لا يضطر الفلاح إلى الشراء من السوق السوداء التي تقدم السماد بأسعار مبالغ فيها.

 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية