زينب.. حكاية أول فيلم صامت في السينما المصرية بتوقيع محمد حسين هيكل
يحتفي الوسط الأدبي ومحبي الأديب الراحل محمد حسين هيكل اليوم الجمعة الموافق 20 أغسطس الجاري، بذكرى ميلاده، والأديب محمد حسين هيكل هو "مؤسس الرواية المصرية الحديثة" حيث أنه قد قدم للأدب المصري رواية زينب، الرواية الأشهر التي تحولت فيما بعد لأول فيلم مصري صامت في تاريخ السينما المصرية.
الرواية
تم إصدار رواية زينب في 1914، والتي وقع عليها محمد حسين هيكل بـ "بقلم مصري فلاح" حيث أنه كان محامي وكان يخشي أن تسيء كتابة الرواية إليه وإلى مهنته، ولقد جرؤ على كتابة اسمه الحقيقي على غلاف رواية زينب بعد 15 عاما.
وتعتبر رواية زينب أول رواية مصرية حديثة وكان عنوانها الكامل باللغة العربية "زينب: مناظر وأخلاق ريفية"، وتقدم الرواية صورة الحياة فى الريف المصرى من خلال سرد العلاقات الزوجية والرومانسية التقليدية بين الرجل والمرأة والتفاعلات بين عمال القطن وأصحاب المزارع، وتعتبر الرواية حدثًا مهمًا فى الأدب المصرى، حيث كانت أول رواية تُبرز البيئة المصرية المعاصرة بوصف تام، وأول رواية حواراتها باللهجة المصرية.
فيلم “زينب”
ولقد تردد محمد حسين هيكل في إعادة طبع رواية زينب، كما كان مترددًا أول مرة، حتى طلب المخرج محمد كريم تحويلها للسينما وحينها رأى هيكل أنه لم يبق للتردد في إعادة الطبع مجالًا، كما لم يبق سببًا لمحو اسمه من الرواية بعد أن كتبت الصحف وعرف الناس جميعا أنها له.
وفيلم زينب هو أول فيلم مصري خالص تأليفا وتمثيلا وانتاجا واخراجا يعرض بالسينما وهو اول لقاء يجمع بين الأدب والسينما، واستغرق تصويره 21 شهرا فى كفر غنام بالصعيد، ولقد صدر الفيلم في 9 أبريل من عام 1930 وكان صامتا ومدحته الصحف العربية والأجنبية، ولقد كان الفيلم من إنتاج شركة "رمسيس فيلم"، وبطولة كل من الفنانة بهيجة حافظ، وسراج منير، زكي رستم، دولت أبيض، موسيقى بهيجة حافظ، وإخراج محمد كريم.
قصة فيلم زينب الصامت
وتدور أحداث فيلم زينب بتوقيع الأديب محمد حسين هيكل حول وتدور أحداث الفيلم عن الحب الذي جمع بين قلبين وفرقتهما العادات والتقاليد حيث الفتاة القروية زينب "بهيجة حافظ" والتي تعمل أجيرة بأحد الأطيان وتقع في حب إبراهيم "سراج منير"، الذي يتولى متابعة الزراعة إلا أن أهلها يرفضون حبها ويرغمونها على الزواج من الثري حسن "زكي رستم"، وفي نفس الوقت يسافر إبراهيم لتأدية الخدمة العسكرية تاركا حبيبته تعاني من فراق الحبيب ومن قسوة الزوج اللعين، وفي الأخير تعيش البطلة مريضة ووحيدة.
فيلم زينب الناطق
وفي عام 1952 وتحديدا في شهر مايو أعيد إنتاج الفيلم من جديد، ولكن هذه المرة بشكل ناطق وباللغة العربية، تقديرا لكونه أول الأفلام في تاريخ السينما المصرية، ولقد حملت النسخة الثانية من الفيلم الاسم نفسه ونفس القصة مع اختلاف النهاية، وكتب السيناريو والحوار محمد كريم وعبد الوارث عسر، وأخرج الفيلم أيضًا المخرج محمد كريم إلا أن فريق العمل تغير، وكان الفيلم من انتاج نحاس فيلم، وبطولة كل من: راقية إبراهيم، يحيى شاهين، نعيمة وصفي، شهر زاد، فريد شوقي، حسين عصر، سلوى سامي، سناء جميل، وغيرهم.
حياة هيكل
ولد محمد حسين هيكل، عام ١٨٨٨م في محافظة الدقهلية وكان ابنًا لأسرة ثرية حرصت على ان يتوجه صغيرها إلى الكتَّاب، وبعد ذلك التحق بمدرسة الجمالية الابتدائية، ثم أكمل دراسته بعدها بمدرسة الخديوية الثانوية، وبعد ذلك قرر محمد حسين هيكل الالتحاق بمدرسة الحقوق المصرية عام ١٩٠٩م، وبعد ذلك سافر هيكل لفرنسا وهناك حصل على درجة الدكتوراه.
وعاد عام ١٩١٢ إلى مصر، واشتغل بالصحافة حتى عام ١٩١٧، ثم عمل بعد ذلك في عالم التدريس الجامعي حتى عام ١٩٢٢، واستقال ليتفرغ للعمل السياسي، كما أنه تولى رئاسة تحرير جريدة (السياسة)، لسان حال حزب الأحرار الدستوريين، ولقد تقلد هيكل عدة مناصب حكومية مثل أنه كان وزيرًا للمعارف ثلاث مرات، وتولى وزارة الشئون الاجتماعية، وكان رئيسًا لمجلس الشيوخ، ورئيسًا لوفد مصر في الأمم المتحدة عدة مرات، وتوفي الدكتور هيكل عام ١٩٥٦.