رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا امتنع محمد حسين هيكل عن وضع اسمه على الطبعة الأولى لـ«زينب»؟

محمد حسين هيكل
محمد حسين هيكل

يصادف اليوم الجمعة الموافق 20 أغسطس الجاري، ذكرى ميلاد الأديب الراحل محمد حسين هيكل، الذي ولد بقرية كفر غنام بمدينة المنصورة في مثل يومنا هذا عام 1888.

رواية زينب

ومن لا يعرف أهمية الأديب محمد حسين هيكل، فإنه يعتبر "مؤسس الرواية المصرية الحديثة"، وذلك وفقًا لوصف عدد كبير من المؤرخين والدارسين في مجال الأدب، ويرجع ذلك إلى أنه قدم للأدب المصري رواية زينب، التي تم إصدارها في 1914، والتي وقع عليها بـ "بقلم مصري فلاح" حيث أنه لم يقدمها باسمه في البداية.

السر

ويرجع سر امتناع الأديب الراحل محمد حسين هيكل عن عدم تسجيله روايته الأشهر باسمه في البداية إلى كونه محاميا وكان يخشى أن تسيء كتابة الرواية إليه وإلى مهنته حيث إن كتابة الرواية آنذاك تعني التسلية لا العمل الفني الجاد، ولم يكن يكن يُنظر إليها بإجلال كما هو الحال في عصرنا الحالي.

ولقد سجل محمد حسين هيكل في مقدمة الرواية أنه قد جرؤ على كتابة اسمه الحقيقي على غلاف رواية زينب بعد نحو 15 عاما لتُنسب الرواية، التي كتبها بين سويسرا وباريس، إليه في الأخير وذلك عام 1929، بعد أن أصبحت البيئة أكثر استعدادا نسبيا لتقبل مثل هذا العمل الجاد والاعتراف به.

التردد في طبع “زينب”

ولقد تردد محمد حسين هيكل في إعادة طبع رواية زينب، كما تردد أول مرة، حتى طلب المخرج محمد كريم تحويلها للسينما وحينها رأى هيكل أنه لم يبق للتردد في إعادة الطبع مجالًا، كما لم يبق سببًا لمحو اسمه من الرواية بعد أن كتبت الصحف وعرف الناس جميعا أنها له.

فيلم زينب

وعلى قصة الرواية، صنع الفيلم المصري الأول في عالم السينما والذي حمل نفس اسم الرواية "زينب"، وصدر في 9 أبريل من عام 1930 وكان صامتا، وهو بداية إنتاج وإبداعات السينما المصرية. 

حياة هيكل

ولد محمد حسين هيكل، عام ١٨٨٨م في محافظة الدقهلية وكان ابنًا لأسرة ثرية حرصت على أن يتوجه صغيرها إلى الكُتَّاب، وبعد ذلك التحق بمدرسة الجمالية الابتدائية، ثم أكمل دراسته بعدها بمدرسة الخديوية الثانوية، وبعد ذلك قرر محمد حسين هيكل الالتحاق بمدرسة الحقوق المصرية عام ١٩٠٩م، وبعد ذلك سافر هيكل لفرنسا وهناك حصل على درجة الدكتوراه.

وعاد عام ١٩١٢ إلى مصر، واشتغل بالصحافة حتى عام ١٩١٧، ثم عمل بعد ذلك في عالم التدريس الجامعي حتى عام ١٩٢٢، واستقال ليتفرغ للعمل السياسي، كما أنه تولى رئاسة تحرير جريدة (السياسة)، لسان حال حزب الأحرار الدستوريين، ولقد تقلد هيكل عدة مناصب حكومية مثل أنه كان وزيرًا للمعارف ثلاث مرات، وتولى وزارة الشئون الاجتماعية، وكان رئيسًا لمجلس الشيوخ، ورئيسًا لوفد مصر في الأمم المتحدة عدة مرات، وتوفي الدكتور هيكل عام ١٩٥٦.

الجريدة الرسمية