هل تتكرر أزمة لاجئي سوريا في أفغانستان بعد سيطرة طالبان؟
تواصل الصحف العالمية الصادرة الخميس تغطية الشأن الأفغاني، في ظل التداعيات المستمرة لانهيار الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب، وسيطرة حركة طالبان على الأوضاع في الدولة، مع الانسحاب العسكري الأمريكي بعد حرب استمرت عقدين.
اللاجئون الأفغان
وقالت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية إن أوروبا ترى مخاطر في ظل الأعداد الكبيرة من اللاجئين الأفغان، حيث يخشى مسؤولو الاتحاد الأوروبي تكرار أزمة لاجئي سوريا عام 2015.
وأضافت، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: ”منذ سيطرة طالبان بسرعة البرق على أفغانستان، فإن القادة الأوروبيين أكدوا مسؤوليتهم الأخلاقية لإيواء أي أفغاني ساعد الاتحاد الأوروبي، وقد يرغب في مغادرة البلاد“.
واستدركت الصحيفة قائلة: ”ولكن، عندما يتعلق الأمر بموجة كبيرة من اللاجئين الأفغان، فإن أوروبا لا تزال في حالة رعب من ذكرى أزمة اللاجئين السوريين، حيث تبدو رسائل الاتحاد الأوروبي مختلفة“.
وتابعت: ”أوضح جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، الموقف بعبارات مباشرة، عندما قال: نحتاج إلى التأكيد على أن الموقف السياسي في أفغانستان، بعد عودة حركة طالبان، لا يؤدي إلى حركة هجرة عملاقة باتجاه أوروبا“.
تشريد الأفغان
وأردفت قائلة: ”بحسب الأمم المتحدة، فإن 400 ألف أفغاني تعرضوا للتشريد داخل بلادهم هذا العام، كما أن احتمال أن يسعى البعض منهم للانتقال إلى أوروبا يعيد إحياء الذكريات داخل الاتحاد الأوروبي لما حدث إبان الأزمة السورية عامي 2015 و2016، عندما تقدم 1.3 مليون شخص بطلب للحصول على اللجوء داخل الاتحاد“.
وأوضحت: ”لا يزال العدد الحالي للمواطنين الأفغان الذين يعبرون الحدود إلى دول الاتحاد الأوروبي صغيرًا. وفقًا للمفوضية الأوروبية، سجل الاتحاد الأوروبي حوالي 4 آلاف حالة عبور غير نظامي للحدود من قبل الأفغان في النصف الأول من العام الجاري، ما يمثل نسبة أقل بـ26% لنفس الفترة من عام 2020“.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حالة سعي المزيد من الأفغان إلى الهجرة إلى أوروبا، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال إن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى التنسيق والتعاون مع دول تمثل نقاط العبور بالنسبة للأفغان، مثل باكستان وتركيا وإيران.
طالبان تقمع التظاهرات
ومن جانبها قالت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية إن حركة طالبان تقمع التظاهرات، وتعرقل عمليات الإجلاء من العاصمة الأفغانية كابول.
وأضافت، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: ”أطلقت طالبان النار لتفريق احتجاجات لا تزال في مهدها ضد حكمها في أفغانستان، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة آخرين، مع استمرارها في منع الوصول إلى مطار كابول الدولي، بعد التصريحات الصادرة عن الولايات المتحدة بأن الحركة وافقت على السماح بعمليات الإجلاء“.
وأوضحت أن ”استخدام العنف ضد المحتجين في مدن أفغانستان الشرقية، جلال أباد، وخوست، وأسد أباد، يصطدم مع الوعود التي قدمتها طالبان بالحكم الشامل، والعفو العام، وهي الأمور التي حاولت طالبان الترويج لها منذ الاستيلاء على كابول يوم الأحد الماضي“.
وتابعت: ”التقى مسؤول بارز في الحركة اثنين من قيادات الحكومة الأفغانية التي تمت الإطاحة بها، بينما استقبلت دولة الإمارات العربية المتحدة الرئيس الأفغاني أشرف غني بناءً على أسس إنسانية“.
وأردفت الصحيفة قائلة: ”حاول الأفغان والمواطنون الغربيون، الذين تقطعت بهم السبل في كابول، الوصول إلى مطار المدينة، الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة في رحلات الإجلاء، لكن دخول المطار ظل صعبًا للغاية، حيث دفعت نقاط التفتيش التابعة لطالبان الأفغان إلى التراجع، مع عدم وجود نظام واضح لدخول الأفراد إلى المطار“.
ونقلت عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم: إن عرقلة حركة طالبان لدخول المدنيين إلى مطار كابول يمكن أن تؤدي إلى عمل عسكري من جانب واشنطن، لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا أمس إنهم مستمرون في محاولات التفاوض مع حركة طالبان.