جائزة ساويرس الثقافية الـ17.. هل من مبارز؟ فرع جديد لكتب الأطفال.. ومثقفون: تخضع للمعايير الأدبية
لا تزال جائزة ساويرس الثقافية تحتفظ بمكانتها الخاصة فى عالم الأدب والفكر المصري والعربى، حيث أصبحت محط أنظار الكتاب والمبدعين الشباب والكبار يترقبون كل عام ما يسفر عنه المحفل الثقافي الكبير.
الدورة 17
ومع فتح باب التقدم للدورة الـ17 من الجائزة لا يزال التجديد الدائم والسعي لتغطية جميع الفروع الأدبية واكتشاف مواهب جديدة شعار القائمين على الجائزة منذ انطلاقها قبل 16 عاما.
وعلى غرار ما اعتادته الجائزة كل عام من تقديم الجديد والمختلف، وكما قدمت الدورة السابقة جائزة فى فرع الترجمة لأول مرة، أقدم القائمون على الجائزة هذا العام وفى مفاجأة لكتاب الأطفال، على إطلاق جائزة جديدة لأفضل كتاب للأطفال تحت سن 12 سنة، لتتيح الفرصة لأشكال وألوان متنوعة من الظهور على الساحة الثقافية وتسليط الضوء على الإبداعات المختلفة.
وتضم الجائزة الأكبر فى مصر فروع كل من مجالات الرواية، والمجموعات القصصية، والسيناريو السينمائى، والنص المسرحى، والنقد الأدبى، والسرديات الأدبية.
ويقول الدكتور صلاح السروى، أستاذ الأدب العربى الحديث، إن الجوائز الأدبية بشكل عام تمثل أحد أشكال الدعم للكاتب أو المبدع، مشيرا إلى أن جائزة ساويرس الثقافية تتميز بالعديد من عوامل النجاح، والتى على رأسها "السخاء" فى القيمة المادية لها، فتمثل رافدا مهما للحياة الثقافية والأدبية.
وأضاف أستاذ الأدب العربى أن ثانى عوامل نجاحها يعد كونها جائزة خاصة وغير حكومية، فتكون متحررة بشكل كبير من أي معايير قد تفرضها رسمية الجائزة الحكومية. موضحا أنها لا تخضع سوى للمعايير الأدبية وجودة العمل المتقدم لها فقط، وذلك يمنحها مصداقية أكبر لدى الكتاب والنقاد على حد سواء.
"باعتبارى شاهد عيان على عمل لجان التحكيم الخاصة بجائزة ساويرس الثقافية، حيث كنت أحد أعضاء تلك اللجان فى وقت من الأوقات، فهى فى الحقيقة تضم نخبة من جميع ألوان الطيف الثقافى المصرى والعربى أيضا".. يكشف صلاح السروى ملمحا خاصا يضيف لثقل الجائزة وتأثيرها فى نفوس المتنافسين والنقاد.
إثراء الحياة الثقافية
ويؤكد "السروي" أن الجائزة وعلى مدار 16 عاما نجحت فى تقديم أعمال مهمة وكتاب وروائيين للساحة الثقافية، وتسليط الضوء على إبداعات بعيدة عن التناول والزخم الإعلامي والفكرى أصبحت فيما بعد مكونا رئيسيا للثقافة المصرية.
الناقد الأدبى حسين حمودة يؤكد أن جائزة ساويرس الثقافية وعلى مدار الـ16 عاما الماضية أضافت الكثير للأدب، قائلا: "أتصور أن جائزة ساويرس بعد انتهاء ست عشرة دورة لها، قد أضافت الكثير للأدب المصرى والعربى، فى مجالات عدة، منها القصة والرواية، فضلا عن الفروع الثقافية والإبداعية الأخرى التى أضيفت لهذه الجائزة خلال مسيرتها التى قطعتها: (السيناريو، والمسرحية، والنقد، والكتابات السردية المتعددة).
وأشار "حمودة" إلى أنه عند إلقاء نظرة سريعة على الفائزين والفائزات بهذه الجوائز منذ تدشينها عام 2005 وحتى هذه السنة، تؤكد ما قدمته هذه الجوائز للحياة الأدبية والإبداعية.
وتابع: بأنها قامت بتأكيد قيم إبداعية كبيرة لدى الكتاب والكاتبات، كما أسهمت بشكل كبير فى اكتشاف مواهب جديدة فى فروع أدبية وإبداعية عديدة.
"القائمون على الجائزة سبب النجاح".. يوضح الناقد حسين حمودة أمرا مهما يتعلق باستمرارية جائزة ساويرس الثقافية ونجاحها، مضيفا: جزء من نجاح هذه الجائزة التى تزايد حضورها والاهتمام بها سنة بعد أخرى يرتبط بالقائمين عليها فى مجلس الأمناء، والمنظمين لها الذين أرسوا من البداية نظاما دقيقا فى تلقى الأعمال، والتزاما كاملا بجداول زمنية دقيقة، فضلا عن عدم تدخل المؤسسة فى عمل لجان التحكيم المتعددة، بما يضمن النزاهة فى اختيار الأعمال التى تستحق الفوز بهذه الجائزة.
فيما ترى الروائية الكبيرة سلوى بكر أن الجوائز بشكل عام تنعش الحياة الثقافية، مؤكدة أهميتها فى استمرارية التنافس والعمل على تقديم منتجات وأعمال أدبية وثقافية جيدة.
وأشارت "بكر" إلى أن المسابقات الأدبية تجعل هناك نوعا من الطموح والحافز للكُتَّاب، خاصة الشباب فى بداية طريقهم ومسيرتهم الثقافية.
نقلًا عن العدد الورقي…