أحمد عكاشة: 65% من المصابين بالاكتئاب بسبب العوامل البيئية
نظمت مكتبة الإسكندرية ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة السادسة عشرة لمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب، ندوة تحت عنوان: "اقتصاديات الاكتئاب".
تحدث فيها الدكتور أحمد عكاشة مستشار رئيس الجمهورية للصحة النفسية والتوافق المجتمعي والرئيس الفخري للجمعية المصرية للطب النفسي، عن الاكتئاب "مرض العصر" وكيفية مواجهته، وتأثيره الاقتصادي على الدول والمجتمعات.
وقال الدكتور أحمد عكاشة إن الاكتئاب يرتبط بالعامل الوراثي كما يرتبط بشكل أكبر بالعامل البيئي؛ موضحًا أن نسبة المصابين به تبعًا للعوامل البيئية قد تصل إلى 65% بينما نسبة الإصابة وراثيًا تصل إلى 35%.
وأوضح عكاشة أن شخصًا من كل أربعة أشخاص داخل العائلة المصرية قد يكون مصابًا بالاكتئاب، كما ترتفع نسبة الإصابة بالاكتئاب عند النساء عنها في الرجال. ولفت إلى أن الإبداع مرتبط بشكل كبير بالاكتئاب، مما يجعل نسبة كبيرة من ممارسي النشاطات الفنية يصابون في الغالب بالاكتئاب.
كما فرَّق عكاشة بين نوعين من الاكتئاب وهما: الاكتئاب المقنع، والاكتئاب الضاحك؛ موضحًا أن الأول يترك آثاره على الجسم، بينما لا يظهر الآخر بصورة واضحة على المريض، فقد يظهر المريض مبتسمًا وضاحكا رغم الإصابة به.
كما اقترح عكاشة أن يقوم طلبة كليات الطب بدراسة الاكتئاب بشكل واسع ومفصل في مقرراتهم الدراسية وذلك لارتباطه الوثيق بعدد من الأعراض الجسمانية، والتي قد تجعل الطبيب في حيرة من أمره عند التشخيص.
وذكر عكاشة أن للاكتئاب فوائد تظهر بعد الشفاء منه، فالشخص الذي تعافى من الاكتئاب يصبح أكثر قوة وتحملا عن غيره، كما يكون أكثر تعاطفًا مع غيره من البشر مقدرًا آلامهم وأوجاعهم.
مكتبة الإسكندرية تستضيف ندوة لمستشار وزير الجمهورية للصحة.
جدير بالذكر أن معرض الكتاب يأتي هذا العام وسط ظروف استثنائية، وقد قررت إدارة المكتبة في هذا الصدد أن تجري فعاليات البرنامج الثقافي لهذه الدورة عن طريق التفاعل الرقمي، وذلك لحرص المكتبة على السلامة المجتمعية، والتزامًا منها بكافة الإجراءات الاحترازية في مواجهة فيروس كورونا.
وفى سياق متصل، صدر عن مركز دراسات الحضارة الإسلامية بمكتبة الإسكندرية كتاب «بحوث في التاريخ والحضارة الإسلامية» للأستاذ الدكتور أحمد مختار العبادي؛ أحد رواد الدراسات التاريخية والحضارية، ومِنْ كبار الرواد والعلماء المصريين، مِمَّنْ شاركوا في التطور المعرفي للدراسات التاريخية المشرقية والمغربية والأندلسية.
يقع الكتاب في مجلدين.
ويأتي ضمن سلسلة منشورات علمية وثائقية تصدرها مكتبة الإسكندرية؛ انطلاقًا من حرصها واهتمامها بنشر المؤلفات العلمية لكبار المتخصصين في المجالات المختلفة.
تتناول موضوعات الكتاب فصولًا من التاريخ والحضارة الإسلامية في مراحل تاريخية متعاقبة؛ منها صور لدور مصر الريادي في العصر الإسلامي الوسيط، وتاريخ الإسكندرية كعاصمة للثقافة في العصر الإسلامي الوسيط، وحضارة الإسكندرية وتاريخها في العصرين الفاطمي والأيوبي، والحياة الاقتصادية في المدينة الإسلامية، ودولة سلاطين المماليك في الهند وأوجه الشبه بينها وبين دولة المماليك في مصر، والمعراج وصداه في التراث الإنساني.
ويتضمن الكتاب دراسات تناولت العلاقات بين مشرق العالم الإسلامي ومغربه؛ ومنها نظرة أهل المغرب والأندلس نحو القدس، ومظاهر البعد المتوسطي في الثقافة الأندلسية، والموحدون والوحدة الإسلامية، وسياسة الفاطميين نحو المغرب والأندلس، ونظام الخلافة في الغرب الإسلامي في العصر الوسيط، وصور من التسامح الديني والتعايش السلمي والتبادل العلمي في الأندلس، ودراسة مفصلة عن التراث العربي الإسباني والمصادر العربية والحوليات الإسبانية التي تأثرت بها.
كما يضم الكتاب بحوث تناولت العلاقات بين الأندلس والمغرب في أواخر العصر الإسلامي الوسيط، والزراعة في الأندلس وتراثها العلمي، ووسائل الدعاية والإعلام في المغرب والأندلس في العصر الوسيط، والتأثير المحلي في الرواية التاريخية الأندلسية، ومملكة بني نصر في غرناطة ودورها الحضاري، والحضارة الإسلامية في جزيرة صقلية، ومدينة إشبيلية عبر التاريخ الإسلامي الوسيط، والتعريف بثلاثة رموز حضارية مغربية عالمية في القرن الثامن الهجري؛ وهم: عبد الرحمن بن خلدون ولسان الدين بن الخطيب وابن بطوطة وتراثهم الفكري والعلمي.