عمرو فاروق: نجاح طالبان يفتح الطريق لاحتواء الحركات الأصولية المسلحة
قال عمرو فاروق الكاتب والباحث، إن تسليم السلطة إلى حركة طالبان الأفغانية المتطرفة، جاء بعد انسحاب الولايات المتحدة من عمق الدولة الأفغانية، موضحا أنه تصرف ليس بريئًا في ذاته، ولا تغلفه النيات الطيبة، أو مساعي أمريكا في تحقيق الديموقراطية، أو منح الشعوب كامل حرياتها وإرادتها.
فخ سياسي
ولفت فاروق إلى أن فخا سياسيا جديدا وضعته الاستخبارات الأمريكية بدقّة في طريق كل من الصين وروسيا وإيران، بهدف تحويل جنوب آسيا وشرقها غرفة عمليات جديدة ومنطقة ملتهبة، على أيدي جماعات الإسلام الحركي، التي تنفذ بها دائمًا مخططاتها الاستعمارية.
واستكمل: فتح المجال الدبلوماسي أمام حركة طالبان، وتقديمها ككيان سياسي يتمتع بعلاقات دولية شرقًا وغربًا، يمثلان نقطة تغيير في استراتيجية الولايات المتحدة، في تعاملها مع الحركات الأصولية المسلحة، وطرحها على المسرح السياسي الدولي كطرف تفاوضي يتمتع بكامل الأهلية، ونقلها من أدبيات "فقه التنظيم" إلى أطروحات"فقه الدولة".
الإسلام السياسي
أوضح فاروق أن واشنطن مازالت تراهن على ورقة الإسلام السياسي، فليس مستبعدًا من خلال تلك النظرة النفعية البحتة التي تعتمدها القيادة الأميركية في تنفيذ رؤيتها واستراتيجيتها كما حدث مع حركة طالبان، منح الشرعية السياسية لكل من "هيئة تحرير الشام"، المسيطرة على مدن الشمال السوري، بقيادة أبو محمد الجولاني، وحركة "بوكو حرام"، المتمركزة في غرب ووسط أفريقيا بقيادة أبو مصعب البرناوي، وحركة "الشباب المجاهدين" المتركزة في القرن الأفريقي بقيادة أبو عبيدة الصومالي.
أضاف: قد تحول هؤلاء جميعا إلى أطراف تفاوضية، بعدما فشلت الجماعات التقليدية في تحقيق مشروع الانتقال من خانة التنظيم إلى خانة الدولة مثل جماعة الإخوان، أو تنظيم داعش في سوريا.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أكد في خطابه للأمريكيين، أن الولايات المتحدة لم تكن لتستقر في أفغانستان للأبد وأنه كان يتبع الاتفاق الذي أبرمه الرئيس السابق دونالد ترامب مع طالبان لسحب القوات الأمريكية، وشدد بايدن على أنه ليس نادما على تنفيذ قرار الانسحاب.
موقف أمريكا
وكان الرئيس الأمريكي قد لزم الصمت منذ أيام عدة مع سيطرة طالبان على البلاد واستمرار عمليات إجلاء الأمريكيين الذين لا يزالون هناك، وفي أول حديث له، دافع الرئيس الأمريكي عن قرار انسحاب بلاده من أفغانستان، مؤكِّدًا تمسَّكه بهذه السياسة ومشدِّدًا على أنَّ الوقت حان للمغادرة من هذا البلد بعد 20 سنة من الحرب.
وقال بايدن: "أنا أقف بقوة وراء قراري، بعد 20 عامًا، تعلَّمت بالطريقة الصعبة أنَّه لن يكون هناك أبدًا وقت جيِّد لسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، وأضاف أنَّ المصلحة القومية لبلاده في أفغانستان كانت بشكل أساسي تتمحور دومًا حول منع استهداف الولايات المتحدة بهجمات إرهابية انطلاقًا من البلد الغارق في الحرب، مشدِّدًا على أنَّ "المهمة في أفغانستان لم تكن يومًا بناء دولة".