سر إتلاف أوراق السفارة الأمريكية قبل مغادرة كابول
أتلف موظفو السفارة الأمريكية في كابل جوازات سفر عدد من الأفغان أثناء قيامهم بإتلاف الوثائق والمعدات الحساسة تحسبا للإجلاء وسط تقدم قوات حركة "طالبان" نحو المدينة الأسبوع الماضي.
أفادت بذلك شبكة CNN نقلا عن مكتب العضو الجمهوري في الكونجرس أندي كيم، والذي قال في بيان له: "تم إلغاء الاستقبالات الخاصة بشؤون التأشيرة في السفارة وأتلفت جوازات السفر التي كانت بحوزة السفارة".
ولم يتضح سبب قيام السفارة بهذه الخطوة، لكن من المحتمل أن الدبلوماسيين قرروا أن وقوع تلك الجوازات في أيدي "طالبان" كان سيعرض حياة أصحابها للخطر.
غياب جواز السفر
ويتسبب غياب جواز السفر في تعقيدات كبيرة للأفغان الذين يحاولون يائسين مغادرة البلاد.
وقال عضو الكونجرس الجمهوري توم مالينوفسكي لـCNN: "سيتعين علينا استخدام طرق أخرى للتأكد من هوية الأشخاص الذين لا يحملون جوازات السفر، على سبيل المثال، من خلال أرقام هواتفهم.. في كثير من الحالات، نعرف بياناتهم للاتصال بهم وأرقام هواتفهم، وبالتالي سنضطر إلى تحديد هويتهم بهذه الطريقة".
منطقة شديدة التحصين
وذكر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس أن الولايات المتحدة لا تحمي مبنى سفارتها التي تم إخلاؤها بالكامل في كابل، لكن المجمع يقع في "منطقة شديدة التحصين" في المدينة.
يذكر أن مسؤولا من طالبان، أعلن أن أعضاء الحركة سيشاركون في حوار سلمي مع مسؤولي الحكومة الأفغانية السابقين لضمان شعورهم بالأمان.
وقال مسؤول من الحركة إن قادة الحركة الأفغانية سيظهرون أنفسهم للعالم، على النقيض مما كان الحال عليه قبل 20 عاما عندما كان قادة الحركة يعيشون بشكل كبير في أماكن سرية.
ظهور القادة
وأكد المسؤول الكبير الذي طلب عدم نشر اسمه إنه "بالتدريج سيرى العالم كل قادتنا ولن يكون هناك تخف أو سرية".
وأضاف أن أعضاء الحركة صدرت لهم أوامر بعدم الاحتفال باجتياحهم الخاطف للبلاد، والذي أخذهم إلى العاصمة كابل يوم الأحد الماضي، وأضاف أن على المدنيين أن يسلموا أسلحتهم وذخيرتهم.
وأكد أن أي شكوى يتقدم بها مدنيون ضد أي عضو من أعضاء الحركة سيتم التحقيق فيها سريعا.
سيطرة طالبان
وبعد نحو 3 أشهر من بدء انسحاب القوات الدولية، سيطرت طالبان على العاصمة الأفغانية كابول، الأحد، فيما فرّ الرئيس أشرف غني من البلاد، تاركًا السلطة للحركة.
وفي وقت سابق، أعلنت الحركة في مؤتمرها الأول عقب السيطرة على كابول عدة رسائل طمأنة لدول الجوار والعالم.
ولم يستغرق الرد الدولي على رسائل حركة طالبان وقتا طويلا، حيث أكدت الأمم المتحدة أنها تنتظر أفعالا وليس أقوالا فقط.