رئيس التحرير
عصام كامل

صحف عالمية تحذر من أزمة وشيكة بعد هروب اللاجئين الأفغان؟

اللاجئين الأفغان
اللاجئين الأفغان

واصلت الصحف العالمية اليوم الثلاثاء تغطية الأحداث في أفغانستان، عقب نجاح حركة طالبان في السيطرة على الدولة، بعد الانسحاب العسكري الأمريكي، وسط أزمة لاجئين وشيكة، نتيجة سعي الآلاف من الأفغان للهروب من البلاد.

موجة نزوح 

قالت صحيفة ”فاينانشال تايمز“ البريطانية إن العالم يجب أن يستعد لموجة النزوح الأفغانية بعد سيطرة حركة طالبان على الدولة، وانهيار الحكومة، وهروب الرئيس الأفغاني أشرف غني، إذ ستكون هناك مسؤولية أخلاقية على الدول التي تورطت في الصراع كي تستقبل اللاجئين.

وأضافت ”تشبث الأفغان، وهم في حالة يأس شديدة، بالطائرات في مطار كابول، وسوف تكون وسائل النقل العسكرية في المطار بالتأكيد من بين الصور البارزة للانهيار الذي تسبب فيه الانسحاب الغربي من أفغانستان“.

نصف المعركة 

ومضت تقول ”أصدرت 60 دولة تقريبا بيانا قالت فيه إن الأفغان والمواطنين الأجانب الراغبين في مغادرة البلاد يجب أن يتم السماح لهم بذلك. ولكن السماح لهم بالخروج سيكون بمثابة ”نصف المعركة“، فيجب أن يتم حمايتهم ومنحهم ظروفا معيشية أفضل“.

وتابعت ”سوف تكون هناك حاجة لجهد دولي واسع النطاق، للتعامل مع الأعداد الكبيرة من اللاجئين، والمتوقع نزوحهم من أفغانستان، في ظل عودة حركة طالبان للحكم من جديد“.

 

ورأت الصحيفة أن حجم موجة اللاجئين سيعتمد بشكل كبير على طبيعة النظام الجديد، إذ يتعين على الدول الغربية وجيران أفغانستان أن يوضحوا لقادة طالبان أن حكومتهم ستكون مارقة مجددا، إذا أعادت فرض الدولة الدينية المتشددة التي انتهى حكمها قبل عقدين، وشنّت حملة انتقام دموية ضد هؤلاء الذين قاتلوا إلى جانب القوات الأجنبية أو عملوا معها، أو تعاونوا مع النظام السابق.

حقوق النساء 

وكتبت ”ولكن القادة الأجانب يجب أن يتحملوا المسؤولية أيضا، على سبيل المثال حقوق الفتيات والنساء في التعليم والعمل، إضافة إلى احترام حرية التعبير، وبالتالي فإنه يمكن السماح بالتجارة والمساعدات والاعتراف المحتمل بالنظام الجديد في مرحلة لاحقة. يقول بعض قادة طالبان إن هذا ما يريدونه، ولكن ليس من الواضح ما إذا كان من الممكن الوثوق بهم، أو إلى أي مدى يمكن أن يفرضوا أوامرهم على تابعيهم من رؤساء المقاطعات“.

 

قرار صحيح وقبيح

 

من جانبها، قالت صحيفة ”هآرتس“ الإسرائيلية إن الكارثة الأمريكية في أفغانستان انتهت بالقرار الصحيح، رغم أنه قبيح في الوقت ذاته.

 

وأضافت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني ”ثمة مَن يدفع بأن هذه هي أسوأ كارثة في ملف السياسة الخارجية في تاريخ الولايات المتحدة، والتي تماثل ما حدث في فيتنام، إنها كارثة إستراتيجية وفشل سياسي مدمر، بعد 20 عاما من الحرب، إذ جاءت النهاية بشكل مفاجئ، ولكنها ليست بصورة جيدة“.

 

ومضت تقول ”كانت النهاية، ولا تزال قبيحة للغاية، لكنها كانت ضرورية أيضا. نفاق العالم في توجيه الانتقادات إلى الولايات المتحدة ليس مفاجأة، كما أنه يفتقد للترابط المنطقي“.

وكتبت ”ولكن لا ينبغي أن يخيم ذلك على القضية الرئيسة، وهي أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان على حق في الانسحاب من أفغانستان، فقد غادرت الولايات المتحدة البلاد؛ لأنه لا يوجد شيء على الإطلاق يبرر استمرارها هناك“.

 

وقالت ”حتى هؤلاء الذين كانوا مؤيدين بقوة لإنهاء المغامرة الأمريكية التي لا نهاية لها في أفغانستان، والتي تحولت إلى مستنقع، يعربون عن تذمرهم الآن من الفوضى والاضطراب، وسوء التخطيط وسوء التنفيذ في الانسحاب العسكري، ويزعمون أنه سيكون له تداعيات على المدى الطويل“.

الجريدة الرسمية